أدانت الجزائر الهجوم الذي استهدف الاحتفال الذي كان يقيمه الرئيس نيكولاس مادورو حول الذكرى الـ81 لتأسيس الحرس الوطني الفنزويلي، مجددة “رفضها القاطع” لاستعمال العنف لأغراض سياسية.
وحسبما أكده بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فإن الجزائر “تدعو كل الفاعلين الحاضرين إلى احترام الإرادة الشعبية وتفضيل الحوار والمصالحة لمعالجة المشاكل التي قد تطرح أمام المجتمع الفنزويلي والشعب الفنزويلي الصديق”.
كما أشار إلى أن الجزائر “على قناعة بأن الحكومة والشعب وكل القوات الحية بفنزويلا تمتلك القدرة والحكمة اللازمة التي تمكنها من تجاوز الصعوبات الحالية ووضع بلدها على طريق السلام والاستقرار والتطور”.
وللعودة إلى عملية محاولة اغتيال الرئيس الفينيزويلي، فإن طائرتين بدون طيار انفجرتا يوم السبت، بالقرب من المنصة الرئاسية التي كان يتواجد فيها الرئيس مادورو خلال عرض عسكري بكاراكاس، وأظهر التلفزيون الحكومي مساء ذات اليوم، الرئيس الاشتراكي لفينزويلا الذي بدت عليه الدهشة مما بدا أنه انفجار بينما كان يلقي كلمة في العاصمة كراكاس. وبعد لحظات، أظهرت لقطات مئات الجنود الذين يقفون في تشكيلات وهم يحاولون الهرب من المكان حسب وكالة “رويترز” ووصف الرئيس الهجوم فيما بعد بأنه “محاولة اغتيال”. متهما الحكومة الكولومبية بدعم من وصفهم بـ “اليمين المتطرف” في بلاده، وأصيب في الهجوم سبعة جنود.
ومن المعروف أن الرئيس الفينيزويلي نيكولاس مادورو وهو خليفة الراحل هيغو تشافيز الذي تربطه علاقات جيدة بالجزائر، كما أن العلاقات بين الحكومتين مميزة ومحكومة بعدة روابط، خاصة ما تعلق بالجانب الاقتصادي، حيث تخوض الحكومتان معاً “حربا باردة” منذ سنوات لإعادة الاستقرار لسوق النفط داخل منظمة “الأوبك”، بعد تقهقر الأسعار التي أثرت كثيرا في مداخيل الدولتين الغنيتين بالموارد النفطية، حيث أن 95% تقريبا من مداخيل هذين البلدين مصدرها الذهب الأسود، وكان قد أدى انخفاض أسعار النفط إلى تراجع احتياطات الصرف لديهما خلال ثلاث سنوات فقط من عمر الأزمة، لكن فنزويلا واجهت بصفة أكبر من الجزائر أزمة اقتصادية خطيرة زادت من حدتها العقوبات الأمريكية ما أدى بالملايين من المواطنين بالهجرة من البلاد، سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.
ولطالما أكد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو في تصريحاته، أن الجزائر وفنزويلا تربطهما “علاقات متميزة وثقة متبادلة”، مبديا “إعجابه الكبير بالرئيس بوتفليقة ومساره النضالي”، وكثرت منذ سنة 2017 التوقفات التقنية لطائرة الرئيس نيكولاس مادورو بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، وتعود آخر محطة له بالجزائر في شهر جويلية الماضي، حيث قام بتوقف تقني بالجزائر قادما من تركيا أين حضر مراسم تنصيب الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وكان في استقبال الرئيس مادورو بمطار هواري بومدين الدولي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة وأعضاء من الحكومة.
إسلام كعبش