قلصت الجزائر انتاجها النفطي وفقا لاتفاق “أوبك+” الموقع في 12 أفريل الماضي، وأعربت في الوقت ذاته عن ثقتها في أن تحترم جميع الدول الموقعة على الاتفاق التزاماتها في خفض الإنتاج، فيما توقعت منظمة “أوبك” أن يعرف الطلب على خاماتها تحسنا خلال السنة الجارية وذلك بسبب التخفيضات الإنتاجية الاضافية التي اعلنت عنها العديد من الدول الأعضاء مؤخرا.
أوضحت وزارة الطاقة، في بيان لها، أن و زير الطاقة و رئيس مؤتمر “أوبك”، محمد عرقاب أكد بأن “الجزائر خفضت إنتاجها من النفط تطبيقا لاتفاق 12 أفريل” ، وأعرب عن ثقته بأن جميع الدول الموقعة على هذا الاتفاق ستحترم التزاماتها”.
و أكد عرقاب أن “ظروف وآفاق سوق النفط تستوقف جميع المنتجين وتتطلب احترامًا تاما لاتفاقية خفض الإنتاج” ،وجدد بهذا الخصوص تأكيده بأن “الهدف الأساسي هو الوصول إلى تحقيق نسبة امتثال تفوق ال 100 بالمائة لجميع الدول”.
في سياق متصل هنأ الوزير، الدول المنتجة التي أعلنت مؤخراً عن تخفيضات طوعية إضافية في الإنتاج، و إعتبر أن هذه الإجراءات الطوعية سيكون لها “بدون شك تأثيرا إيجابيا على السوق وستسمح بتسريع استعادة استقرارها”.
وكانت ثلاث دول من منظمة “أوبك” قد أعلنت في بداية الأسبوع الجاري عن تخفيضات طوعية في الإنتاج بالإضافة إلى التزاماتها بموجب اتفاقية 12 أفريل.ويتعلق الأمر بكل من المملكة العربية السعودية بخفض اضافي بمليون برميل في اليوم بداية من جوان المقبل و الكويت ب 80 ألف برميل في اليوم فيما أعلنت الامارات العربية المتحدة عن خفض يصل إلى 100 الف برميل في اليوم.
وبخصوص سوق النفط، أعرب عرقاب عن تفاؤله مرة أخرى بتحسن الوضع قائلا إن المرحلة الأصعب قد تجاوزناها ” وأن “وضع السوق سيتحسن بسرعة بفضل استئناف النشاط الاقتصادي وعمل دول “أوبك+”.
في سياق ذي صلة، أكد وزير الطاقة أن منظمة “أوبك” ستواصل متابعة تطورات السوق البترولية وأن الاتصالات مستمرة على كل المستويات وأن المنظمة مستعدة لاتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية بالتعاون وبالإجماع مع شركائها في اتفاقية إعلان التعاون”
“أوبك” تتوقع تحسن الطلب على خاماتها خلال سنة 2020
توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أن يعرف الطلب على خاماتها تحسنا خلال السنة الجارية وذلك بسبب التخفيضات الإنتاجية الاضافية التي اعلنت عنها العديد من الدول الاعضاء مؤخرا.
و جاء في التقرير الشهري الأخير ل”أوبك” أن “من شأن تخفيضات الانتاج الإضافية التي أعلنت عنها عدة دول أعضاء في أوبك مؤخرًا و التي تتجاوز التزاماتها الطوعية بموجب اتفاق “أوبك +” المبرم في 12 أفريل الفارط ، تسريع إعادة التوازن إلى السوق العالمية للنفط وتحسين الطلب على خامات المنظمة “أوبك” في 2020″ .
وأوضحت المنظمة أن الطلب على خاماتها بلغ 29.8مليون برميل في اليوم في 2019 مسجلا انخفاضا بـ 1.2 مليون برميل في اليوم عن مستوى 2018 في حين تتوقع انخفاض
الطلب على خاماتها في 2020 إلى 24.3 برميل يوميا أي بمقدار 5.6مليون برميليوميا عن مستوى 2019.
وحسب ذات المصدر فقد ظل الطلب على خامات “أوبك في 2020 على حاله تقريبًا مثل تقييم الشهر الماضي .
ولكن تتوقع المنظمة تحسن الطلب على خاماتها خلال السنة الجارية بعد اعلان كل من السعودية والإمارات والكويت عن تخفيضات طوعية أخرى في إنتاجها النفطي في جوان بالإضافة إلى اتفاق “أوبك+”
وجاء في التقرير أيضا أن إنتاج دول “أوبك” من النفط الخام في أفريل الماضي ارتفع بمقدار 1.80 مليون برميل يوميا ليصل إلى 30.41مليون برميل يوميا بينما يتوقع ان تنخفض امدادات النفط من خارج “أوبك” بالنسبة لسنة 2020 بشكل أكبر و بمقدار 3.5مليون برميل يوميا.
وفيما يتعلق بتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج، اوردت “أوبك” أول أمس الخميس على موقعها الإلكتروني إن العراق ،عضو المنظمة، ملتزم بالاتفاق حيث أكد وزير المالية العراقي ووزير النفط بالنيابة علي علاوي التزام العراق باتفاق تعديل الإنتاج الطوعي الذي تم التوصل إليه في الاجتماعين الوزاريين المنعقدين في التاسع والعاشر من ابريل”.
من جهتها، أكدت الجزائر التي ترأس مؤتمر “أوبك تقليصها لإنتاجها من النفط امتثالا لاتفاق “أوبك+”.
تجدر الإشارة أن جهود “أوبك” و حلفاءها جاءت في ظرف صعب تعرفه سوق النفط بسبب تراجع حاد في الطلب متأثرا بتداعيات وباء كورونا على النشاطات الاقتصادية المستهلكة للطاقة فضلا عن وفرة العرض.
و يشمل اتفاق “أوبك+” خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل بداية من أول ماي الفارط إلى غاية 30 جوان المقبل مرحلة أولى على أن تليها تخفيضات ب 7.7 مليون برميل في اليوم بين 1 جويلية و نهاية ديسمبر ثم تخفيض ب 5.8 مليون برميل في اليوم لمدة 16 شهرا ابتداء من 1 جانفي2021.
وتبلغ حصة الجزائر من التخفيضات في المرحلة الأولى 240 ألف برميل في اليوم تليها 193 الف برميل في اليوم لتصل في المرحلة الأخيرة من اتفاق “أوبك” إلى 145 الف برميل في اليوم.
و كانت دول “أوبك+” قد اتفقت في اجتماعها الأخير على عقد لقاء آخر يوم 10جوان المقبل بتقنية التحاضر عن بعد لبحث اجراءات جديدة ان اقتضت الحاجة لذلك قصد احداث التوازن في سوق النفط العالمية.
رزيقة.خ