قررت السلطات الجزائرية رسميا منع كل المهاجرين العرب القادمين عبر الحدود الجنوبية النيجر ومالي، من دخول التراب الجزائري، وأكدت أنه قرار لا رجعة فيه وهذا بعد ثبوت محاولة تسلل إرهابيين قادمين من سوريا واليمين وفلسطين، حسب معطيات قدمتها مصالح الجيش، وهو ما يؤكد أن الجزائر باتت اليوم أمام ظاهرة جديدة تتمثل في تسلل إرهابيين عرب ينتحلون صفة المهاجرين وتؤطرهم جماعات مسلحة.
عاد تهديد الجماعات الإرهابية للجزائر القادم من الحدود الجنوبية بعد ثبوت تسلل جماعات إرهابية ضمن قوافل المهاجرين الحراقة قادمين من سوريا واليمن وليبيا ،أين حاولت اختراق الحدود الجزائرية. ويأتي هذا أياما بعد كشف تقارير أمريكية صادرة عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط تحدثت مخطط لنقل الفوضى إلى الجزائر بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.
هذا وشرعت الحكومة أمس في ترحيل 53 فلسطينيا و47 سوريا و 17 يمنيا، عبر البوابة الحدودية لعين قزام بتمنراست بعد الاشتباه في انتمائهم لجماعات مسلحة.
من جهته أكد أمس مدير الهجرة بوزارة الداخلية، حسان قاسيمي، أن قرار الحكومة القاضي بعدم السماح للمهاجرين العرب القادمين عبر النيجر ومالي بالدخول إلى الجزائر، مسألة لا رجعة فيها، مشيرا إلى أنه لا يحق لأحد التلاعب بملف حساس كالهجرة غير الشرعية والاختباء وراء الطابع الإنساني للظاهرة ،وقال قاسمي في تصريح لـTSA عربي إن الجزائر استقبلت أكثر من 50 ألف سوري لظروف إنسانية، على خلفية الأوضاع الصعبة التي يواجهها هذا البلد، لكن عندما يصبح بعض هؤلاء المهاجرين خطرا على استقرار الوطن ويهددون أمنه فإن الجزائر مطالبة بالتحرك.
وكشف المتحدث أن الجزائر باتت اليوم أمام ظاهرة جديدة تتمثل في تسلل المهاجرين العرب القادمين من سوريا واليمن وفلسطين، بانتحال صفة المهاجرين واتخاذ مسالك تؤطرها جماعات مسلحة.
وهاجم حسان قاسيمي الجمعيات التي وجهت انتقادات لاذعة للحكومة عقب ترحيلها لمهاجرين عرب يوم أمس يحملون جنسيات سورية وفلسطينية، مشيرا إلى أن المعلومات التي حملتها التقرير تفتقد إلى الدقة .
وقال المسؤول بوزارة الداخلية إنه قبل توجيه الاتهامات، من حقنا طرح تساؤل مشروع وهو هل نحن فعلا أمام مسألة وإشكالية لها علاقة بالهجرة أم إرهابيين يتسترون تحت غطاء إنساني لدخول الجزائر”؟
وأكد المسؤول أن المهاجرين العرب يعبرون على عدة عواصم منها مصر، تركيا والسودان وموريتانيا ومالي والنيجر دون أن يطلبوا اللجوء السياسي، بالرغم من أن الشخص الذي يكون في حالة تهديد يطلب اللجوء السياسي في البلد الأول الذي يصل إليه وقال “إنه بالتأكيد هناك جهات مجهولة المصدر تمول هذه الدوائر الإرهابية، وأشار إلى أن المسألة ليست متعلقة بالهجرة وإنما تهديد الأمن الوطني وأكد نفس المصدر أن الإرهابيين السوريين يسلكون طريق النيجر باتجاه الحدود بعد أن أصبحت النيجر منطقة عبور للمهاجرين السريين نحو الجزائر. وأوضح أن هناك شكوكا حول إمكانية قدوم عدد معتبر من المقاتلين على مجموعة صغرى لعدم لفت الانتباه، وقال إن اختيار الجزائر ليس صدفة وإنما يندرج ضمن إعادة بعث مخطط زعزعة استقرار الدول المغاربية، وما يعزز هذا الطرح، هو إيقاف سفينة محملة بالأسلحة (45 مليون رصاصة) قبل 15 يوما، وهذا الرقم الذي اعتبره المصدر مهولا إذا ما قارناه بعدد السكان في ليبيا والذي لا يتعدى الـ 4 ملايين نسمة، وهنا نستنتج أن هذه الكميات من السلاح ليست موجهة إلى ليبيا وإنما لتسليح المقاتلين القادمين من سوريا ومناطق أخرى، بالإضافة إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي في الأيام الأخيرة، من اعتراض شحنات كبيرة من الأسلحة الحربية بكل من عين قزام، وبرج باجي مختار، بأقصى الجنوب.
وللإشارة كانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أكدت أن مجموعة متكونة من نحو 50 مهاجرا أغلبهم من السوريين المحتجزين في مركز تمنراست للإيواء، تم ترحيلهم إلى النيجر يومي 25 و26 ديسمبر 2018 ونقلت رابطة حقوق الإنسان عن مصدر رفض ذكر اسمه، أن السلطات الأمنية والعسكرية في الجزائر لها معلومات استخباراتية بأن هناك بعض الدوائر المشبوهة على مستوى الدولي تحاول تسهيل تدفق المقاتلين الذين كانوا في سوريا والعراق واليمن ومحاولة إدخالهم إلى الجنوب الجزائري عبر ممرات تركيا أو الأردن ثم يأخذون طريقهم من مصر إلى السودان ،ثم إثيوبيا، تشاد وأخيرا النيجر.
هذا وكانت قد توقعت ورقة بحثية أمريكية أن الجزائر ستواجهها في 2019 وتهديدات مستمرة من شبكات إرهابية في ليبيا ومالي.
رزاقي.جميلة