الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / عبر إطلاق خطوط جوية جديدة نحو عدد من عواصم القارة  :
الجزائر تنفذ استراتيجية محكمة لاكتساح الأسواق الإفريقية  

عبر إطلاق خطوط جوية جديدة نحو عدد من عواصم القارة  :
الجزائر تنفذ استراتيجية محكمة لاكتساح الأسواق الإفريقية  

تعمل الجزائر على تعزيز العلاقات الإقتصادية والتجارية وحتى السياحية مع الدول الإفريقية، تأكيدا على انتمائها الإفريقي أولا ورغبة منها في تعميق تواجدها بالقارة وتنفيذا لإستراتيجيتها الإقتصادية الجديدة التي تسعى من خلالها إلى توسيع المد التجاري نحو بلدان القارة، ووسيلتها في مسعاها فتح خطوط نقل جديدة على مختلف أنواعها وعلى رأسها الخطوط الجوية المباشرة.

فتحت الجزائر في الأشهر الأخيرة العديد من خطوط النقل الجوية المباشرة بين الجزائر وعدد من العواصم والمدن الإفريقية، تماشيا مع سياستها الإقتصادية الجديدة المبنية على التفتح على القارة، وتوسيع المبادلات التجارية وإيجاد مكانة لها بالسوق الإفريقية التي تعد سوقا واعدة.

وسعت ضمن هذا السياق على استغلال كل الفرص السانحة لتوسيع علاقاتها والوصول إلى العمق الإفريقي والتوغل فيه.

 ولأجل تحقيق هذا الهدف شرعت في فتح خطوط جوية جديدة، على غرار خط جوي مباشر يربط الجزائر العاصمة بالعاصمة السنغالية دكار، ومدينة ابيدجان بساحل العاج التي تعد مركزها الاقتصادي، وكذا خطان نحو واغادوغو عاصمة بوركينافاسو، والعاصمة الموريتانية نواكشوط،  وكذا خط جويا نحو عاصمة مالي باماكو، وتم فتح خط مباشرة بين الجزائر العاصمة ومدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا في 20 أوت الماضي، وخط آخر يربطها بعاصمة أثيوبيا أديس أبابا، كما أطلقت الخطوط الجوية الجزائرية الأربعاء الماضي، أول رحلة جوية في خط مباشر يربط بين الجزائر العاصمة ومدينة دوالا الكاميرونية، بمعدل ثلاث رحالات أسبوعيا. كما تعتزم الشركة مواصلة عملية إطلاق خطوط جديدة نحو العاصمة النيجيرية أبوجا نهاية 2023.

تعميق للعلاقات التجارية والإستراتيجية مع إفريقيا

وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الخبير الإقتصادي، أحمد شريفي، إن “الجزائر تريد تعميق علاقاتها التجارية والإستراتيجية مع إفريقيا وأصبح هذا التوجه من خياراتها الإستراتيجية، سيما بعد بعث المشاريع الكبرى التي باشرت بتنفيذها منها الطريق الإفريقي الذي يربط عدة دول بعمق إفريقيا، وأيضا من خلال فتح عدد من المعابر ومنها معابر مع موريتانيا ومشروع أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر، النيجر نيجريا وأوروبا، إضافة إلى مشاريع هيكلية كميناء الحمدانية بولاية تيبازة وغيرها من المشاريع”.

وأضاف شريفي في تصريح لـ”الجزائر” “لتعزيز التعاون التجاري مع الدول الإفريقية، تدرك الجزائر أنه لا بد من وجود وسائل نقل مختلفة، بحرية، برية وجوية، وهو ما عملت عليه بتوسيع مجالات النقل الجوي مع العديد من العواصم الإفريقية، سواء في إفريقيا الوسطى، أو الغربية أو الشرقية أو الجنوبية”.

وأكد أن الجزائر تعلم جيدا أن المستقبل في إفريقيا، إذ تشهد القارة حركية اقتصادية ونموا اقتصاديا واستقطابا للإستثمارات الدولية المختلفة، وهي تريد أن تستفيد من هذا الفضاء الإفريقي الذي يضم 54 دولة بما أنها تسعى لتنويع صادراتها خارج المحروقات.

وأضاف أن “هذه الأسواق قريبة من الجزائر ومتلاحمة معها جغرافيا، فلا يمكن أن تتعمق وتتضاعف المبادلات التجارية بينها وبين هذه الأطراف، إن لم تكن هناك وسائل نقل متعددة ومن أهمها الخطوط الجوية”.

من جهة أخرى، أكد الخبير الاقتصادي أن “الجزائر في المرحلة الأولى تركز ربما أكثر على دول إفريقيا الغربية أولا للقرب الجغرافي منها كموريتانيا، السنغال، النيجر مالي ونيجيريا ولكونها تنتمي إلى هذه المنطقة – الشمال الغربي لإفريقيا- ويزيد اهتمامها بهذه المنطقة لمعرفتها أنها تمثل سوقا كبيرة، فنيجيريا سوق كبيرة، والأمر ذاته بالنسبة للسنغال هي سوق ذات كثافة سكانية عالية، وبمعدلات نمو مترفعة وبها حركة سياحية كبيرة، أما بالنسبة لموريتانيا فهي قريبة جغرافيا وتربطها بالجزائر علاقات وطيدة وتم فتح معابر حدودية معها، ومالي تمتد في عمق إفريقيا وبلد تربطه حدود مع الجزائر، ولهذا فأقرب نقطة للجزائر هي الساحل وغرب إفريقيا”.

واعتبرا لهذه النقاط تحرص الجزائر، وفق الخبير، على نسج علاقات تجارية معها أكثر في مرحلة أولى، ليكون هناك توسع تدريجي لاحقا.

وأبرز المتحدث أن “منطقة غرب إفريقيا يوجد بها تكتل اقتصادي من أهم التكتلات في القارة، وهو مجموعة “الإكواس”، واستند تركيز الجزائر على هذا البعد، كونه يعطي امتيازات تجارية متعددة، فهو فضاء مشترك وتعاملاته التجارية والجمركية موحدة”.

الرفع من الصادرات خارج المحروقات 

أما الخبير الاقتصادي، كمال خفاش، أرجع سعي الجزائر لفتح خطوط جوية جديدة مع العواصم الإفريقية “يأتي في إطار تنفيذ إستراتيجية تعزيز علاقات التعاون التجاري والاقتصادي مع الدول الإفريقية، وضمن إستراتيجية رفع صادرات البلاد خارج المحروقات”.

وأضاف خفاش في حديثه مع “الجزائر”، أنه “ضمن هذه الخطة، هناك أسواق إفريقية مستهدفة، والجزائر لكونها مدركة أنه لا يمكنها بلوغ هذه الأسواق إلا عن طريق تعزيز خطوط النقل بجميع أنواعها ومن أهمها الخطوط الجوية، إذ عملت مؤخرا على فتح العديد من هذه الخطوط المباشرة”.

ويرى المتحدث ذاته، أن “فتح مثل هذه الخطوط الجوية نحو الدول الإفريقية يسمح بخلق ديناميكية وتواصل بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الأفارقة، كما يساهم في خلق مناخ يسهل إنشاء شراكات وحتى استثمارات”.

وقال في هذا الصدد، “يمكن للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين الوصول بمنتجاتهم إلى هذه الأسواق أسرع إذا كانت هناك وسائل نقل مباشرة من الجزائر إلى الدول المعنية، وهذا يفتح آفاقا جديدة للشراكات والاستثمارات في المراحل اللاحقة”.

وأشار الخبير الإقتصادي أن “فتح مثل هذه الخطوط الجوية المباشرة يسمح بتنقل الأشخاص والبضائع بشكل سلسل وبتكاليف منخفضة مقارنة بنقلها أو التنقل عبر خطوط غير مباشرة، إضافة إلى أن هذا الإجراء يسمح لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بتقوية تواجدها ورقم أعمالها، والرفع من مداخليها والتي يمكن عبرها الإستثمار أكثر لتطوير الشركة وأسطولها”.

رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super