أنفقت الجزائر خلال السنة الجارية 107 ملايين يورو في صفقات اقتناء أسلحة فرنسية، وحلت ثانية بعد المغرب في ترتيب دول شمال افريقيا، حسب تقرير عرض أمام البرلمان الفرنسي.
حلت الجزائر خلف المغرب في المتربة الثانية في ترتيب دول شمال إفريقيا بمجموع صفقات قيمتها 107 ملايين يورو، فيما لم يتعد حجم إنفاق تونس على الأسلحة الفرنسية المليون يورو، وهذا بناء على تقرير رسمي عرض أمام البرلمان الفرنسي.
وكشف التقريرأن المغرب صرف 127 مليون يورو في صفقات اقتناء أسلحة ومعدات عسكرية من فرنسا خلال سنة 2016، محتلا بذلك المرتبة الأولى في لائحة دول شمال إفريقيا من ناحية قيمة الأموال المرصودة لهذه المعاملة ،و رجحّ التقرير إمكانية ارتفاع حجم إنفاق المغرب على المعدات العسكرية الفرنسية خلال السنة الماضية، نظرا لتسلمه خلال المدة التي تناولها التقرير قمرا اصطناعيا من نوع “هيليوس 2” ومنصة للهبوط .
و جاء في التقريرأن دول شمال إفريقيا أنفقت مجتمعة على الأسلحة والمعدات العسكرية الفرنسية ما يناهز 253.9 مليون يورو خلال السنة الماضية، مقابل 111.8 مليون يورو فقط سنة 2015 .
وغابت الجزائر عن مقدمة الترتيب مغاربيا وافريقيا، عن قائمة العملاء العشرة الأوائل لفرنسا في مجال الصناعات العسكرية ،بحكم تفضيلها للوجهة الروسية في التسليح.
وركز التقرير على اشتداد التنافس على الصناعات العسكرية الروسية، بالنسبة للعملاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،يضاف إليها التنافس بين فرنسا وبريطانيا وإسبانيا.
وبلغت قيمة صادرات فرنسا العسكرية إلى الجزائر 295.5 مليون يورو، منذ 2012، تسلمت منها ما قيمته 212.1 مليون يورو من التجهيزات العسكرية، وهي التكلفة التي ارتفعت في 2016 إلى 63.7 مليون يورو، من طلبات الجزائر على السلاح الفرنسي، بعدما كانت في حدود 36.5 مليون يورو في 2015.
وتولي الجزائرأهمية كبرى لتعزيز قدرات جيشها، في ظل استمرار التهديدات التي تمارسها بعض التنظيمات الارهابية الناشطة ،على الرغم من تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية.
و تتجه الجزائر إلى عقد صفقات تسليح جديدة مع روسيا، في إطار تعزيز قدرات الجيش لمواجهة التحديات الأمنية على الحدود الجنوبية والشرقية، بسبب تدهور الأوضاع في عدد من دول الجوار، كليبيا ومالي والنيجر.
ومن المرتقب أن يكون هذا الملف على رأس الملفات التي ستطرح للنقاش في أكتوبر المقبل، خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيدف الى الجزائر.
وكشفت هيئة التعاون العسكري والفني الفيدرالي الروسي، في وقت سابق، عن إجراء محادثات مع الشركاء الجزائريين، في خطوة تعد الأولى من نوعها، بشأن عقود توريد الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي إلى الجزائر، مبينة أن روسيا تخطط لبحث مسألة توريد المعدات الجوية إلى الجزائر خلال أعمال معرض “ماكس 2017” الدولي للطيران والفضاء .
وقال مدير هيئة التعاون العسكري والتقني الفيدرالي الروسي، دميتري شوغاييف، إن الهيئة تخطط لإجراء مباحثات مع الشركاء الجزائريين والأتراك بشأن توريد الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي إلى الجزائر وتركيا. وتعتبر ميزانية الدفاع الجزائرية ضمن أقوى ميزانيات الدفاع في العالم, وتحتل المرتبة الـ20 عالميًا, بعد بلوغ حجم الإنفاق المخصص للتسليح واقتناء التجهيزات التكنولوجية الحربية خلال 2016 نحو 10,46 مليار دولار, مسبوقة بإسبانيا، بـ11 مليار دولار، وتركيا، بـ12,70 مليار دولار .
وسلطت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة “جانيس” المتخصصة في شؤون الدفاع ورصد ميزانيات دول العالم الضوء على حجم الإنفاق المتنامي للجزائر في مجال الدفاع بالنظر إلى المحيط الإقليمي المتوتر الذي يحيط بالبلاد والتهديدات التي تمارسها مختلف التنظيمات المتطرفة على غرار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، و داعش.
رفيقة معريش