• خبير أمني فرنسي : “الإرهاب انتشر كالسرطان في الدول المجاورة لمالي”
يظل الوضع الأمني في ليبيا أحد الأسباب التي تدفع الجزائر لرفع درجات التأهب الأمني والعسكري على مستوى حدودها الشرقية، كما أن إعادة تهيكل المجموعات الإرهابية في الساحل وتوجه القوة المشتركة جي5 لخوض حربها ضدهم الشهر المقبل، يفرض على الجزائر الرفع من جاهزيتها الدفاعية لتأمين كلي للحدود الجنوبية.
كشفت صحيفة ” لاستامبا ” الإيطالية أن وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي اتفق خلال اجتماعاته الأخيرة في واشنطن، على ” تشكيل فريق مشترك بين بلاده والولايات المتحدة، في مجال مكافحة الإرهاب، لمنع ليبيا من أن تصبح قاعدة جديدة لتنظيم داعش “، ولكن حسب مراقبين فإن هذا الإتفاق هو بمثابة إزاحة وتحجيم للدور الفرنسي في ليبيا، في ظل خلاف وعلاقات باردة تربط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإدارة نظيره الأمريكي دونالد ترامب في العديد من الملفات الدولية خاصة في قضيتي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والملف النووي الإيراني.
وفي ظل هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة بشهادة المنظمات الدولية والأمم المتحدة في الجارة ليبيا يواصل تنظيم ” داعش ” من عملياته الإرهابية في ” سرت ” حيث استهدفت صباح السبت، سيارة مفخخة استيقاف للكتيبة 165 التابعة لغرفة عمليات سرت الكبرى بالقيادة العامة للقوات المسلحة في بوابة التسعين شرق المدينة الساحلية. وبحسب الصفحة الرسمية لغرفة عمليات سرت الكبرى على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، فقد أسفر الهجوم الإرهابي عن إصابة ثلاثة أفراد من الغرفة وحرق سيارتين وأعلنت الغرفة عن خروج دوريات تابع لها بحثا عن أي آثار للمجموعات الإرهابية والتي تتخذ الصحراء ملاذا لها. وكان تفجير مزدوج داخل مسجد في بنغازي بشرق ليبيا، الجمعة، قد أسفر عن سقوط قتيلين وعشرات الجرحى، وفق ما ذكرت مصادر طبية وأمنية. وقال مسعفون وأمنيون إن عبوتين ناسفتين انفجرتا داخل المسجد، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 75 آخرين، بينهم 4 حالتهم خطرة. وقبل أسبوعين قتل 41 على الأقل، وأصيب أكثر من 80 بينهم قيادات أمنية وعسكرية كبيرة وعناصر من الشرطة في انفجار مزدوج يعد الأكثر دموية وبشاعة خلال السنوات الماضية، حيث انفجرت سيارتان ملغمتان، استهدفتا المصلين عقب خروجهم من صلاة العشاء في مسجد بيعة الرضوان في منطقة السلماني.
وتحذر الجزائر من المنابر الإفريقية والأممية من خطورة ترك الوضع في ليبيا على ما هو عليه من تغول للإرهاب وغياب للدولة المركزية وانعدام توافق بين الفرقاء الليبيين، خاصة مع تواتر الحديث على عودة مقاتلي ” داعش ” من العراق والشام إلى الساحل الإفريقي وليبيا، مما دفع الجزائر لتأمين حدودها بصفة فعالة وبأجهزة متطورة وتفعيل تنسيقها مع دول الجوار على غرار تونس. وكانت منظمة الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير نشر الخميس الماضي، من أن تنظيم ” داعش ” ما زال مصرا على إعادة تشكيل قدراته في ليبيا “، عن طريق تعزيز صفوفه بمقاتلين أجانب قادمين من العراق وسوريا. وقال التقرير، إن التنظيم في ليبيا ” قد تعزز بمقاتلين أجانب تم تحويلهم من الجنوب الليبي وآخرين مستقدمين من العراق وسوريا “، موضحا أن داعش ” لايزال يخطط وينفذ هجمات محددة في ليبيا ليبرهن للمتعاطفين معه أنه لا يزال يحتفظ بأهميته “، لافتا إلى ” وجود تحركات بين تنظيم داعش في مصر وتنظيم داعش في ليبيا عبر الحدود الصحراوية “.
وفي الجهة الجنوبية من المنتظر أن تباشر قوة دول الساحل المشتركة المعروفة اختصار بـ ” جي 5 ” نشاطها على الميدان الشهر المقبل، في ظل إعادة هيكلة وتوزيع تمركز المجموعات الإرهابية في الساحل خاصة في شمال مالي، مع بروز مخاوف من التحاق عناصر متطرفة من سوريا والعراق بهذه المجموعات، وتحول المنطقة إلى ساحة حرب تساهم في انتشار أفراد التنظيمات الإرهابية هربا من نيران التحالف وتحركها قرب الحدود الجنوبية. وفي ذات السياق، شدد المحلل الفرنسي تييري أوبرلي إن الإرهاب ” عائد بقوة إلى شمال مالي، بين السكان العرب والأمازيغ على السواء، وأنه سرى مثل السرطان إلى الدول المجاورة، وخاصة بوركينا فاسو والنيجر “. واعتبر أوبرلي، وهو أحد الخبراء في شؤون المنطقة، أن التدخل الفرنسي الذي يستعين بأحد عشر ألف جندي إفريقي من القبعات الزرق، ” لم ينجح في التصدي للجماعات الإرهابية، واقتصر بالكاد على احتوائها “. وحذر من أن القوات الخاصة الفرنسية ” تنزلق إلى مستنقع بلا قاع “.
إسلام.ك
اتفاق إيطالي-أمريكي في ليبيا:
الوسومmain_post