الإثنين , نوفمبر 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / بعد لقاء الرئيسين تبون والتونسي قيس سعيد:
الجزائر تودع 150 مليون دولار في البنك المركزي التونسي

بعد لقاء الرئيسين تبون والتونسي قيس سعيد:
الجزائر تودع 150 مليون دولار في البنك المركزي التونسي

حل الرئيس التونسي قيس سعيد أمس، بالجزائر، في إطار زيارة دولة بدعوة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكان في استقباله بمطار الجزائر الدولي الرئيس تبون رفقة كبار المسؤوليين في البلاد، وقد تحادث الرئيسان على انفراد، تم توسعت المحادثات لتشمل مسؤولين في الرئاسة والوفد المرافق للرئيس التونسي، وكانت المسائل المتعلقة بتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين والتنسيق فيما يخص القضايا الإقليمية المشتركة أهم المسائل التي ناقشها الطرفان خلال تلك المباحثات.
أفاد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بضخ الجزائر لـ “150 مليون دولار في البنك المركزي التونسي كمساعدة للجارة الشرقية”، وقال الرئيس تبون في ندوة صحفية مشتركة عقدها مع الرئيس التونسي قيس سعيد إن الجزائر “ستواصل منح التسهيلات لمساعدة تونس في دفع ديونها المتعلقة بالمحروقات”.
وأكد رئيس الجمهورية وجود تطابق مع القيادة التونسية لحل الأزمة الليبية وإبعاد التدخل الأجنبي ومنع تدفق السلاح وبداية الحل في لبيا لبداية مرحلة جديدة تساعد أشقائنا لبناء مؤسسات جديدة ثم الذهاب لانتخابات عامة بشرط أن يقبل الإقتراح من يسيطر على القرار خارج ليبيا.
وشدد الرئيس تبون على رفض الجزائر لما يسمى بصفقة القرن وتمسكها بحق الفلسطنيين في إقامة دولة مستقلة في حدود 67 وعاصمتها القدس.
وبخصوص مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس تبون أن “استقرار وأمن الجزائر هو استقرار وأمن تونس مع استمرار تفعيل الاليات التي تسمح بمحاربة الإرهاب”.
وقبل استقبال الرئيس تبون للرئيس التونسي بمقر الرئاسة، قام قيس سعيد بزيارة لمقام الشهيد والترحم على أرواح الشهداء، كما قام رفقة وزير الخارجية صبري بوقادوم، بزيارة للمتحف الوطني للمجاهد وتلقى خلالها شروحات وتفاصيل وافية حول مراحل كفاح الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية.
وبعدها توجه الرئيس التونسي لمقر الرئاسة أين استقبل من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وجرت بين الطرفان محادثات على انفراد حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما تطرقا إلى الوضع الدولي والإقليمي، وخاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة.
تم توسعت بعدها المحادثات لتشمل أعضاء من الوفد المرافق للرئيس التونسي مع المسؤولين في البلاد، حيث شارك في هذه المحادثات، التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية، عن الجانب الجزائري، كل من مدير ديوان رئاسة الجمهورية نور الدين عيادي، والوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، بلعيد محند أوسعيد، وعن الجانب التونسي, أعضاء الوفد المرافق للرئيس قيس سعيد.
وتعرف العلاقات الجزائرية التونسية تطورا وتحسنا واضحا، في مختلف المجالات خاصة منها الاقتصادية و الأمنية و السياسية، فمن الناحية الأمنية تكاد تكون للجزائر و تونس نفس الرؤى لمختلف القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، وحتى في المسائل الإقليمية و الدولية وهو ما يعزز هذه العلاقات أكثر، كما أن وجود تهديدات وتحديات تواجه كلا البلدين يدفعان بالطرفان إلى التنسيق و التشاور أكثر، و الرفع من مستوى التعاون فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة و التهريب، وهو ما تعكسه المفاوضات الدائمة بين البلدين فيما يخص التهديدات الإرهابية، كما كان للأزمة الليبية تأثير كبير على توحيد الصف بين الجزائر و تونس، أولا بالنظر إلى التهديد الذي يشكله تفاقم الوضع الأمني بهذا البلد الحدودي لكلا البلدين، ثانيا لتبني البلدين نفس المقاربة المتعلقة بحل الأزمة في ليبيا، حيث ترفض كل من الجزائر وتونس الحل العسكري و التدخل الأجنبي و تصران على حل الأزمة بالطرق السياسية السلمية عن طريق تفعيل حوار وطني ليبي شامل بين الليبيين فقط، وفي هذا السياق أكد أستاذ العلاقات الدولية بشير شايب قد صرح سابق ل”الجزائر”، أن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للجزائر تأتي في خضم تحولات إقليمية ودولية متسارعة أبرزها الأزمة في ليبيا، و قال أن المحادثات بين مسؤولي البلدين ستفضي حسبه إلى تنسيق أمني أكثر على حدود البلدين مع ليبيا وتبادل المعلومات الإستخبارتية مع ضرورة تنسيق وجهات النظر السياسية وتقوية المواقف المشتركة من الصراع في ليبيا والعمل على إيجاد حل ليبي- ليبي وفق المقاربة الجزائرية .
أما من الجانب الاقتصادي و التجاري، فتسعى كل من تونس والجزائر لتفعيل الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين الطرفين سنة 2008، والذي دخل حيز الخدمة سنة 2014 من خلال توسيع الاستثمارات بين الطرفين حيث يبلغ عدد المتعاملين الاقتصاديين بتونس اليوم 600 شركة أغلبها شركات صغيرة ومتوسطة، في حين تنشط في السوق التونسية 60 شركة جزائرية معظمها تشتغل في قطاع النسيج والجلود، و قد كانت الجزائر دائماً إلى جانب تونس والشعب التونسي ، من خلال دعمها لهذا البلد المجاور في الوقت الذي كانت تمر فيه بوضع اقتصادي صعب.
غير أنه وحسب الكثير من الخبراء يبقى حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين ضعيف بالنظر إلى الإمكانيات التي يتوفران عليها و الخصائص المساعدة على الرفع من قيمة هذه المبادلات منها القرب الجغرافي والعلاقات القوية بين البلدين، وشددوا على ضرورة تطوير هذه العلاقات في مجال الاقتصاد بكافة فروعه التجارية والاستثمارية والفلاحية مع الاستفادة المتبادلة من الخبرات التي يحوزها كل طرف.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super