ما تزال تداعيات انهيار أسعار النفط تلقي بظلالها على البلدان المنتجة خاصة وأنها تعول في اقتصادها على الريع البترولي، وتحاول الجزائر الخروج من الأزمة بأقل الأضرار حيث أنها تحاول في كل مرة الجمع بين بلدان “أوبك” للتوصل إلى اتفاق شامل يرضي الجميع، ويرى متتبعون أن الجزائر ستتخطى محنة كورونا وستعيد بعث الإصلاحات الكبرى من جديد.
رباج لـ”الجزائر”: “بعد كورونا سيعاد بعث الإصلاحات الكبرى”
يرى المحلل السياسي، أحمد رباج، أن مرحلة ما بعد “كورونا” ستشهد فتح نقاش حقيقي حول “المنظومة الصحية” والاجتماعية ككل، لافتا أنه سيعاد طرح بعث الإصلاحات الكبرى وعلى رأسها مشروع تعديل الدستور الذي تم تأجيله بسبب فيروس “كورونا” في إطار الإجراءات الوقاية التي تم تسطيرها.
وأوضح رباج في تصريح خاص لـ”الجزائر” أنه “في حالة تجاوزنا لمرحلة الخطر فإن مشروع الرئيس في شقه السياسي سيعاد طرحه من جديد خصوصا مشروع تعديل الدستور حيث سيفتح النقاش حوله، ثم الاستفتاء ثم الانتخابات التشريعية والمحلية”، مؤكدا أن مرحلة ما بعد” كورونا” ستشهد فتح نقاش حقيقي حول “المنظومة الصحية” والاجتماعية ككل.
وأكد المتحدث أن رهان صعب يواجه الحكومة خلال الفترة المقبلة، والمتمثل في كيفية تخطي الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن “كوفيد 19″، مشيرا إلى وجود تأثيرات وصعوبات ستواجه العديد من الشركات بسبب جائحة كورونا، وأسهب قائلا: “يجب على الدولة أن تضع مشروع إنقاذ وطني لمعالجة آثار أزمة فيروس كورونا”.
تداعيات تهاوي الأسعار
يرى المحلل السياسي ذاته، أن تهاوي أسعار النفط لديه “تداعياته على المستوى الوطني خاصة ما تعلق بالإصلاحات التي ينتظر أن يتم تجسيدها”، في حين قال المتحدث إن القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في ظل الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر “زادت من شعبيته ومسانديه”.
سيفتح النقاش حول تعديل الدستور من جديد
أكد رباج أنه عقب تجاوز الجزائر لمحنة “كورونا” سنشهد انطلاق الإصلاحات الكبرى التي بوشرت فيها على غرار مشروع تعديل الدستور والاستفتاء ثم الانتخابات التشريعية والمحلية.
الحراك ومعركة كورونا
عرّج محدثنا إلى مسألة الحراك الشعبي الذي قرر التوقف عن الخروج للشارع مؤقتا، وذلك تلبية لنداء الوطن وفي إطار الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الحكومة لمنع اتنتشار فيروس “كورونا”، حيث قال رباج: “مستقبل الحراك حاليا يدخل مرحلة الشك الحقيقي متى طال الحجر الصحي لأن معركة الحراك اليوم في ظل كورونا والحجر الصحي هي المعادلة النفسية، هل سيبقى بنفس الزخم، أم أن الحجر الصحي وكورونا وطول البعد عن الشارع قد يخلق معادلة جديدة برفض الخروج للشارع مرة أخرى بعد نهاية كابوس كورونا؟”، ويرى المسؤول ذاته أنه: “لا تغييرات على الأحزاب السياسية والجمعيات في الجزائر، فهي ستبقى كما هي”.
الأحزاب السياسية بين التموقع والتضامن
في حين، ما تزال الأحزاب السياسية بالجزائر تُبادر بكل السبل للتمكن من حلحلة أزمة “كورونا” ولتخفيض تداعياتها على الجزائريين، حيث هرعت العديد من التشكيلات السياسية إلى مد يدها في إطار “التضامن الوطني” وأعلنت تبرعها برواتبها لشهر أو نصف أو غيرها، ما جعلها تكسب “ودا وتأييدا”من متتبعيها على غرار ما لوحظ بواقعها الرسمية من تعاليق شكر وعرفان على الرغم من أن بعضها كان محل انتقاد في وقت سابق.
ويرى متتبعون أن الهبات التضامنية للأحزاب السياسية ما هي إلا محاولة للتموقع وإبراز للعضلات في “زمن كورونا”، في حين يعتقد البعض أن الأحزاب السياسية تلعب دورا محوريا يبرز في “التضامن والتآزر” وغيرها خاصة في أوقات المحن والشدائد.
خديجة قدوار