السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / انتخابها لعضوية مجلس الأمن يؤكد حنكة دبلوماسيتها:
الجزائر شريك وطرف مهم في معادلة القرار الدولي

انتخابها لعضوية مجلس الأمن يؤكد حنكة دبلوماسيتها:
الجزائر شريك وطرف مهم في معادلة القرار الدولي

نجحت الجزائر في اقتطاع عضوية مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة خلال العامين المقبلين، 2024 و2025، وذلك بعدما حصلت على ما لا يقل عن 184 صوت في الجمعية العامة، في الإنتخابات التي جرت أول أمس.
ويعتبر هذا الفوز انتصارا دبلوماسيا هاما للجزائر حيث لم تذهب سدى المجهودات الحثيثة التي قامت بها الدبلوماسية الجزائرية عبر السنوات الأخيرة في إطار الترويج لملفها للفوز بمقعد غير دائم بمجلس الأمن.
وعملت الجزائر منذ البداية على “تكثيف وتعبئة” الجهود اللازمة للفوز بالمقعد حيث سطرت حملة قوية وبرمجت نشاطات مكثفة قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بنيويورك قبيل انتخابات عضوية مجلس الأمن.
وفي آخر تحركاته، التقى عطاف بنيويورك مع العديد من ممثلي الدول الأعضاء والمسؤولين في الأمانة العامة للأمم المتحد لحشد الدعم من أجل انتخاب الجزائر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي.
وبعد يوم من وصوله إلى نيويورك، نظم عطاف حفل استقبال حضره عدد هائل من السفراء والمندوبين في الأمم المتحدة، أطلق فيه الخطوط العريضة لبرنامج الجزائر وأولوياتها من وراء ترشحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.
وأبرز الوزير في هذا السياق، أن الجزائر تسعى لتعزيز التسوية السلمية للأزمات وتوطيد الشراكات ودعم دور المنظمات الإقليمية وتعزيز مكانة المرأة والشباب في مسارات السلم وإضفاء زخم أكبر على الحرب الدولية ضد الإرهاب.
ويضيف لهذه النشاطات العمل الدؤوب الذي تقوم به الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في إطار مساعيها لخدمة القارة السمراء وحماية حقوقها وكذا سعيها للم الشمل العربي والدفاع عن القضيتين الفلسطينية والصحراوية.
وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أكد لدى افتتاحه أشغال مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بقصر الأمم بنادي الصنوبر على إعطاء الأولوية لعضوية الجزائر المقبلة في مجلس الأمن للأمم المتحدة خلال الفترة 2024 – 2025 للمساهمة في الجهود الرامية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وصرح حينها بأنه “لابد من العمل والتعاون مع الدول التي تشاركنا وجهات النظر والمواقف على تعزيز دور الأمم المتحدة لحملها على الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها لا سيما تجاه الشعبين الفلسطيني والصحراوي”.

عضوية الجزائر في مجلس الأمن ستؤهلها للمشاركة في هندسة الأمن والسلم الدوليين
يرى مراقبون أن حنكة دبلوماسية الجزائرية والدعم القوي من المجموعة الإفريقية والعربية ساهمت في نجاح الجزائر في حجز عضوية مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن عضوية الجزائر بمجلس الأمن الدولي ستؤهلها للمشاركة في إعادة هندسة خريطة الأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي، عمار سيغة، أن وجود الجزائر في مجلس الأمن الدولي سيسمح لها في المشاركة صناعة الأمن والسلم الدوليين، وسيكون لها حق التحرك في العديد من الملفات ذات البعد الإقليمي والقاري والدولي.
وأوضح سيغة في تصريح لـ”الجزائر” أن “الجزائر بوجودها عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي إدراك أن السياسية الخارجية افتكت مكانتها التي تحظى بها لاسيما في العديد ملفات ومساهمتها في حلحلة ملفات كانت تعرف تأزما أمنيا وصراعا على الصعيد القاري والصعيد الإقليمي والعربي وسلسلة الانتصارات التي عرفتها السياسية الخارجية خاصة هندستها في نجاح القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في شهر نوفمبر 2022 وجهودها في إعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية كلها عوامل ساعدت الجزائر في الدخول بكل ثقة في مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف المتحدث أن السياسة الخارجية للجزائر تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الخارجية وكذا حل النزاعات والخلافات بالطرق السلمية ومناصرة القضايا العادلة، كلها صفات تجعل من الجزائر فاعلا قويا في صناعة السلم والأمن الدولي.
وأشار سيغة إلى أن “انضمام الجزائر بمجلس الأمن الدولي يؤكد المصداقية الدولية والاحترام الذي تتمتع بهما الجزائر من طرف الشركاء الدوليين، ويؤكد العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد المتحدث ذاته، أن الجزائر ستعمل على تحريك المجتمع الدولي لصالح القضية الفلسطينية والصحراء الغربية والسودان وتسوية نزاعاتهم والمساهمة الفعالة في مواجهة كل ما يهددها، وتمكين دولها من التأثير على عملية صنع القرار داخل المنظومة الدولية، وعليه فالجزائر ستمارس دورا هاما بعد حصولها على عضوية المجلس، حيث ستلقي الضوء على قضايا المنطقة العربية والإفريقية باعتبارها ممثلا للدول العربية والإفريقية.

إنجاز للدبلوماسية الجزائرية
من جهته، أكد المحلل السياسي، رضوان بوهيدل، أن وجود الجزائر في مجلس الأمن الدولي هو إنجاز للدبلوماسية الجزائرية واعتراف بمكانة وقيمة الجزائر والثوابت السيادية التي لا تساوم عليها خاصة في قضايا تقرير المصير وتصفية الاستعمار وحسن الجوار.
وأضاف بوهيدل لـ”الجزائر” أن الجزائر من خلال هذا المنصب ستمثل القارة الإفريقية والوطن العربي والدول الإسلامية للدفاع عن مصالحهم التي تعتبر الأبعاد الجيوسياسية لها.
وأفاد المتحدث أن الجزائر ستعمل على فتح ملفات كانت في طي النسيان وتعمل على إعطاها دفعة على مستوى مجلس الأمن كالقضية الفلسطينية والقضية الصحرواية وما يحدث في مالي والسودان.
ومن أهم ما يميز أيضا الجزائر في انضمامها لمجلس الأمن يقول بوهيدل، هي أنها “ستتمكن من المشاركة في صناعة القرار ومناقشة أهم القضايا الدولية التي تخص كافة دول العالم ، مشيرا إلى أن ما ستقدمه الجزائر هو امتداد لدبلوماسيتها التي تعمل بها على مدار السنوات الأخيرة.

فرصة لتعزيز تموقع الجزائر وعلاقاتها وشبكاتها على المستوى الدولي
واعتبر المحلل السياسي، عبد الرحمن بوشريط، أن الجزائر كانت ومازالت حريصة على التعامل مع ملفات الدولية بكل مسؤولية ودائما تعمل على الوقوف مع الدول الضعيفة وانضمامها إلى مجلس الأمن الدولي، هو اعترف دولي أنها أصبحت قوة لا يستهان بها من ناحية انخراطها في الملفات الدولية.
وأشار بوشريط في حديثه مع “الجزائر” أن الجزائر تريد أن تثبت أن لدبلوماسيتها مكانة واحترام عالمي، خاصة أنها تملك فرصة لتعزيز تموقعها وعلاقاتها وشبكاتها على المستوى الدولي، وكذا عرض تصوراتها من خلال الهيكل الأممي.
وأفاد المتحدث أن الجزائر عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي يمنحها إمكانية ترؤس مجلس الأمن في حد ذاته، والتدخل في الكثير من القضايا الكبرى على المستوى الدولي خاصة القضايا المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين.
فلة. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super