السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الزيارات الرسمية تتواصل مع بداية 2023:
الجزائر وإيطاليا.. عزم ثابت على مواصلة تعزيز الشراكات الإقتصادية

الزيارات الرسمية تتواصل مع بداية 2023:
الجزائر وإيطاليا.. عزم ثابت على مواصلة تعزيز الشراكات الإقتصادية

تسعى الجزائر وإيطاليا إلى تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي في المرحلة القادمة، وذلك بعد أن شهدت هذه العلاقات نقلة نوعية وتطورا غير مسبوق، ويبدو أن كلا الطرفين لديه خططه وإستراتيجيته لرسم مستقبل التعاون. وستخصص السنة الجارية، لمواصلة وتعزيز هذا التوافق، إذ من المنتظر أن يحل مسؤولون إيطاليون كبار بالجزائر لدراسة وتجسيد مشاريع هامة في عدة قطاعات.
تقول الصحفية المتخصصة في الشأن الإيطالي، نصيرة بن علي، إن “الشراكة الاقتصادية الجزائرية الإيطالية ستتواصل خلال السنة الجارية، على نفس الوتيرة التي شهدتها مؤخرا، وقد تكون أقوى، وهذا بالنظر لعدة عوامل وأسباب تتعلق بكل طرف”.
وأوضحت بن علي في حديثها مع “الجزائر”، أنه “بالنسبة لإيطاليا فهي بلد لديه مصالح تجارية كثيرة مع الجزائر، خاصة في مجال الطاقة، وستعمل على مواصلة تعزيز هذه الشراكة، فهي اليوم يمكن القول أنها أصبحت تخضع لتبعية طاقوية للجزائر كونها بلد غير طاقوي، وفي المقابل فإن جل صناعاتها تعتمد على الطاقة، إضافة إلى كونها بعد الحرب الأوكرانية عملت على التخلص من تبعيتها للغاز الروسي، وبهذا أصبحت الجزائر أول ممون لها بالغاز، لذا فهي ستسعى للمحافظة على هذه العلاقة القوية”.
وترى المتحدثة ذاتها أن “هذا الوضع يجعل الكرة في ملعب الجزائر، وعليها أن تلعب هذه الورقة لخلق المزيد من الشراكات مع إيطاليا والاستفادة من مختلف تجاربها في المجالات المختلفة من صناعة، فلاحة وحتى سياحة ومؤسسات صغيرة ومتوسطة”.
وتعتبر الصحفية المتخصصة في الشأن الإيطالي أن “الإيطاليين ليدهم خبرة وطرق ذكية في التعامل مع شركائهم، وعلى الجزائر أن ترفع من مستوى احتياجاتها ضمن شراكتها مع الإيطاليين، وأن لا تكتفي بالمبادلات التجارية والتحول نحو نقل الخبرة والتكنولوجيا الإيطالية في التصنيع وغيرها من المجالات للجزائر وحتى في مجال البحث العلمي”.
وترى أن “الفرصة مواتية اليوم أمام الجزائر للرفع من طموحاتها، وعدم الإكتفاء في شراكتها الاقتصادية مع الطرف الإيطالي في مجال أو مجالين فقط”، حيث أبرزت أن “إيطاليا بلد قوي في مختلف الصناعات كصناعة الحديد، السيارات وقطع الغيار، إضافة إلى أنها متطورة كذلك في تصنيع الأسلحة ناهيك عن التطور في مجال الزراعة والسياحة”، إذ يمكن للجزائر-تضيف المتحدثة ذاتها- “الإستفادة من الخبرة الإيطالية في السياحة، إذ تعد من أولى الوجهات في العالم والأولى أوروبا في استقطاب السياح”.

خبراء يتوقعون تمدد التعاون إلى مجالات مختلفة
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، ناصر سليمان، أن الجزائر وإيطاليا ستعملان في المرحلة القادمة على “تعميق الشراكة الاقتصادية فيما بينهما”، وأكد أنه حينما تكون علاقة الشراكة بين بلدين متينة، فسوف يمتد التعاون إلى عدة مجالات ولن يبقى محصورا ضمن مجال أو اثنين.
ويرى ناصر في تصريحه لـ”الجزائر” أن إيطاليا وبالنظر إلى خبرتها الواسعة في مجالات الصناعة، ومنها الصناعة الميكانيكية وتصنيع السيارات وقطع الغيار، فقد كانت أول بلد توقع الجزائر معه خلال السنة الماضية، اتفاقيات لتصنيع السيارات من نوع “فيات”، ومن المتوقع أن تتوسع هذه الشراكات إلى مجالات ذات صلة.
كما يؤكد أستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة أنه لـ”روما تجربة كبيرة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ يضم نسيجها الصناعي حوالي 5 ملايين مؤسسة، والجزائر تعول كثيرا على هذا النوع من المؤسسات لتقوية الاقتصاد، ويمكنها بذلك الإستفادة من الخبرة الايطالية في هذا الميدان، إضافة إلى ميدان الزراعة”.
أما الخبير الاقتصادي، مراد كواشي، فيؤكد أن العلاقات الجزائرية-الايطالية انتقلت إلى مرحلة “العلاقات الإستراتيجية” أي تجاوزت العلاقات الاقتصادية.
وقال كواشي في تصريح لـ”الجزائر” إنّ “الجزائر عملت مؤخرا على الرفع من حجم الغاز المصدر إلى ايطاليا واليوم هي تفكر جديا في تصدير الكهرباء إلى هذا البلد، إضافة إلى تفكيرها في إنجاز أنبوب غاز آخر يربط الجزائر بإيطاليا مباشرة”.
ويرى كواشي أن “العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستعرف ازدهارا خلال السنة الجارية والسنوات المقبلة، إذ ستخرج من النظرة التقليدية المنحصرة في مجال الطاقة إلى مجالات عدة كالفلاحة والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وما يعزز ذلك، التوافق الكبير بين توجهات قادة البلدين، وتوافق نظرتهم في تسيير العديد من الملفات السياسية الدولية وفي مقدمتها الملف الليبي”.
للإشارة، من المنتظر أن تقوم رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جيورجيا ميلوني، بزيارة رسـمية إلى الجزائر يومي 22 و 23 جانفي 2023، كما من المقرر أن يقوم الرئيس المدير العام لشركة “أدلار” ورئيس الجمعية الإيطالية لصناعة وتجهيز السيارات، هو الآخر بزيارة إلى الجزائر العاصمة، الأسبوع المقبل، لدراسة وتجسيد عدّة مشاريع استثمارية في مجالات مختلفة، من بينها الطاقة والفلاحة وصناعة قطع الغيار، حسبما أكدته سفارة الجزائر بروما.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super