تعيش العلاقات الجزائرية السعودية ” شهر عسل ” بعد فترة من الجفاء، بسبب تضارب المواقف حول قضايا مهمة، لكن رسائل الود التي أصبحت تطلق من الجانبين بمناسبة أو غير مناسبة، أثبتت العكس، خاصة تلك التي بعث بها وزير الخارجية عبد القادر مساهل وممثل رئيس الجمهورية عبد القادر بن صالح على هامش مشاركتهما في القمة العربية الأخيرة بالظهران بالمملكة العربية السعودية.
ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، أن عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز كلف بمناسبة انعقاد القمة العربية بالظهران السعودية، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بنقل تحياته إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مجددا تعازيه الخالصة على إثر الحادث المأساوي للطائرة العسكرية الذي وقع يوم الأربعاء الأخير، ببوفاريك بالبليدة، ولدى استقباله لعبد القادر بن صالح ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال افتتاح أشغال القمة العربية بالظهران كلف عاهل المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الأمة بنقل تحياته الأخوية إلى أخيه رئيس الجمهورية مجددا تعازيه الخالصة على إثر وقوع حادث الطائرة المأساوي في 11 أفريل، كما عبر الملك سلمان عن ارتياحه ” لجودة العلاقات التي تربط البلدين “.
وتعرف العلاقات الجزائرية السعودية في الآونة الأخيرة، شهر عسل، بالنظر إلى حجم اللقاءات والتصريحات من الطرفين التي تشير إلى وجود توافق بين الحكومتين حول مختلف القضايا المطروحة إضافة إلى إظهار إرادة بين قيادتي البلدين لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية، في وقت تنعقد فيه الدورة الثالثة عشر (13) للجنة المشتركة الجزائرية السعودية خلال اليومين أمس واليوم، بالعاصمة السعودية الرياض ويترأسها مناصفة وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي و الوزير السعودي للتجارة والاستثمار، ماجد بن عبد الله القصابي، حسبما أفاد به بيان للوزارة. وتكرس هذه الدورة لتقييم التعاون الثنائي وتحديد آفاق الشراكة والتعاون بين الجزائر والمملكة العربية السعودية.
وبالرغم من تمسك الجزائر بمواقفها المبدئية بخصوص مشاريع السعودية في المنطقة العربية، كعدم مشاركتها في ” عاصفة الحزم ” باليمن، والتحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب، ومواصلة دعمها للحكومة السورية في مواجهة الأزمة في بلادها، وتمسكها بدعم الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وربطها لعلاقات تعاون جيدة مع إيران وعدم تصنيف أحزاب الإخوان المسلمين في خانة الإرهاب، إلا أنه أصبح هناك تفهم سعودي لمواقف الجزائر التقليدية، بما أن علاقات البلدين لا بد لها من المحافظة عليها خاصة أن الدولتين مهمتان في منطقتهما، الجزائر في شمال إفريقيا والمملكة السعودية في منطقة الخليج العربي على التوالي. وفي ذلك أشار وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل في حواره الأخير مع صحيفة ” الرياض ” قائلا أن ” العلاقة القوية التي تربط الجزائر بالمملكة العربية السعودية وبالأخص بين قائدي البلدين فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والتي تتجلى في المستوى الرفيع للتشاور والتعاون القائم بين الجزائر والرياض في مختلف المجالات، ومن الأكيد أن اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية السعودية في الأيام القادمة سيدفع بهذه العلاقة إلى مصاف أعلى “.
وبعثت الجزائر في الآونة الأخيرة، بعدة رسائل دبلوماسية “إيجابية” للطرف السعودي خاصة في إطار صراع هذه الأخيرة مع جماعة الحوثيين في اليمن، حيث أدانت الخارجية الجزائرية، الهجمات الصاروخية التي أصبحت تستهدف المملكة العربية السعودية، وقالت في بيان لها، شهر مارس الماضي، إن ” الجزائر تدعو للوقف الفوري لمثل هذه الأعمال العدائية ” وأن ” الجزائر تعرب عن قلقها تجاه التصعيد الخطير وتجدد تضامنها مع السعودية “. كما أن الوزير الأول أحمد أويحيى أعلن اعتذار الجزائر شعبا وحكومة للملك السعودي بعد حادثة رفع اللافتة حول ” اعتراف الرئيس ترامب بالقدس ” بملعب عين مليلة، وهي ” اللافتة ” التي قالت سفارة الرياض بالجزائر أنها أساءت لخادم الحرمين الشريفين، ما استوجب على الجزائر الرد رسميا، رغم أنها كانت مبادرة معزولة، لا تستوجب الرد من طرف السلطات بحسب الكثير من المتابعين.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / الملك سلمان يُنوّه بجودة العلاقات بين البلدين:
الجزائر والسعودية تؤكدان تطوير التعاون الثنائي
الجزائر والسعودية تؤكدان تطوير التعاون الثنائي
الملك سلمان يُنوّه بجودة العلاقات بين البلدين:
الوسومmain_post