أكد وزير الخارجية، صبري بوقادوم، أن هناك تشاور مستمر بين الجزائر وروسيا في العديد من القضايا الثنائية والدولية، وأن الطرفين يسعيان الى تعزيز التعاون فيما بينهما، فيما أبرز نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده مهتمة بتطوير العلاقات مع الجزائر في كافة المجالات، وبمواصلة تنفيذ المشاريع الاقتصادية وفي مجال الاستثمار، والدفاع، والتعليم ومن الجانب الإنساني.
وأوضح صبري بوقادوم أمس الأربعاء، خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي، سيرغي لافروف بموسكو، الذي حل بها في إطار زيارة عمل بدعوة من الأخير، أن”هذه الزيارة تأتي بعد التشاور المستمر وبعد المكالمة الهاتفية بين رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم 13 جويلية، والتي بعدها تقررت هذه الزيارة”، وأضاف: “كنت أنوي أن أزور موسكو للتباحث في عديدة من البنود من الجانب الدولي والثنائي.. هي زيارة تعكس مدى الصداقة والاهتمام الذين تكنهما الجزائر لروسيا وللتشاور على أعلى مستوى”.
وأشار بوقادوم إلى أن “الجزائر وروسيا تربطهما اتفاقية وبيان حول الشراكة الاستراتيجية التي أمضيناها في أفريل 2001، وفي المكالمة الأخيرة بين الرئيسين تم الاتفاق على توطيد التشاور في المسائل الدولية”، واسترسل بوقادوم قائلا: “دعني أقول شيء مهم بما أن العلاقات الثنائية والأطر موجودة يمكن أن نقوم بأكثر من ذلك مع روسيا، نتمنى ذلك مع روسيا”.
من جانب آخر، شكر بوقادوم روسيا على المساعدات الطبية التي قدمتها للجزائر في إطار مكافحة كورونا- قائلا: “بخصوص الحديث عن كوفيد-19، نشكر روسيا على كل ما قامت به شركة روسوبورو اسكبورثب وكل ما أرسلته من مواد طبية وصيدلانية للجزائر، وهو سجل على رصيد النجاحات والتعاون بين الجزائر وروسيا”.
من جهة أخرى هنأ بوقادوم روسيا على الاحتفال بالذكرى 75 للانتصار ضد النازية “لأنه مهم بالنسبة للعالم كله”، على حد قوله، كما هنأها بـ”نجاح التعديلات الدستورية التي تمت بداية جويلية الجاري”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن “اللقاء الذي جمعه مع بوقادوم جاء تنفيذا لتعليمات الرئيسين تبون وبوتين لمتابعة الوضع الراهن والعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها، وتابع في السياق ذاته: “مؤخرا تم اتصال هاتفي بين الرئيسين بوتين وتبون وقبل ذلك كانا قد التقيا في برلين وبناء على هذه الاتصالات عندنا توجيهات وتعليمات من الرئيسين لكي نقوم بمتابعة الوضع الراهن في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها”.
وأكد الوزير الروسي أن بلاده مهتمة بتطوير العلاقات مع الجزائر في كافة المجالات، وبمواصلة تنفيذ المشاريع الاقتصادية وفي مجال الاستثمار، والدفاع والتعليم والجانب الإنساني، قائلا: “تربط بيننا علاقات ودية وطيبة عبارة عن شراكة استراتيجية، ومثل أصدقائنا الجزائريين نحن مهتمون بتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات وبمواصلة تنفيذ مشاريع مختلفة في مجالات الاقتصادية، والاستثمارات، في مجالات الدفاع، التعليم، التعاون على المحافل الدولية ومن الجانب الإنساني أيضا”.
وأضاف لافروف: “كما يطيب لي أن ألاحظ أن النجاحات الأخيرة في مكافحة فيروس كورونا توفر لنا فرصا لمثل هذه اللقاءات”.
– لافروف يؤكد أن الجزائر تمتلك “سر” حل الأزمة الليبية
وأكد وزير الخارجية، صبري بوقادوم على مسعى الجزائر منذ البداية للتنسيق مع دول الجوار، قائلا إن “العمل جاري على التنسيق أكثر مستقبلا والجزائر تعمل على حل سياسي وعلى مسافة واحد من جميع الأطراف”، و شدد على أن”أي مكروه يمس ليبيا سيمس الجزائر، و لا نريد الا الخير لاشقائنا في ليبيا و نعمل على حذف كل الأسباب التي تؤذي الى العمل العسكري، قناعتنا لا حل عسكري في ليبيا، بل السياسي بين جميع الأطراف الليبية المعنية والجزائر سوف تستأنف العمل في هذا الإتجاه و روسيا لديها قناعة مشتركة مع الجزائر في هذا الاتجاه”.
وأضاف الوزير أن “مصالح الجميع سوف تدعم وتقدم بإرساء السلام في ليبيا وليس بالحرب وبالوسائل العسكرية، فمصلحة الجميع هي السلام في ليبيا”.
وبشأن الأزمة الليبية، والدور الذي تخصصه روسيا للجزائر ودول الجوار في حل هذه الأزمة، قال لافروف في ندوة صحفية مشتركة مع بوقادوم: “نأمل أن تلعب هذه دور أنشط لحل الأزمة و علما أن الجزائر، تونس ومصر وأمنهم القومي الوطني يعتمد على الاستقرار في ليبيا”.
و أضاف: “نرى كلنا نتائج المغامرة الاجرامية لحلف الناتو ومنها انتقال الإرهابيين إلى الدول الإفريقية الأخرى وتهريب الأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية وهي كلها تشكل تحديات وتهديدات لهذه الدول و الأمن الجزائري”.
وعاد لافروف للحديث عن مؤتمر برلين، قائلا: “فيما يخص مؤتمر برلين أذكركم بأنه لما أطلقت هذه المبادرة أجريت ما بين 5 اجتماعات تمهيدية ولم نرى لا جيران ليبيا ولا الأطراف المتصارعة الليبية ضمن قائمة المشتركين، وروسيا بالتنسيق مع ألمانيا شددت على إشراك ممثلين للبلدان المجاورة وللأطراف الليبية وبناء على هذا الطب تم توجيه دعوة للرئيس تبون ولعب دورا هاما في إنجاح هذا المؤتمر، كما وجهت الدعوة للأطراف الليبي لكن للأسف لم يلتقوا على الطاولة لمن الأهم أنهم حضروا”.
وأضاف وزير الخارجية الروسي “الرئيس بوتين في إطار مؤتمر برلين وبعده شدد على أهمية الحصول على الموفقة على الليبيين أنفسهم على مخرجات مؤتمر برلين” وقال: “نحن مقتنعون أن المرحلة الراهنة وبغية توفير ظروف التسوية الليبية من الضروري اشراك كل الأطراف الليبية و توفير فرصة للوساطة لكل الدول المجاورة وألاحظ أن الجزائر مثل روسيا تتواصل مع كل الأطراف الليبية وهذا سر لإنجاح العملية السلمية”.
رزيقة.خ