الأحد , ديسمبر 22 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / عززها تطابق وجهات النظر حول قضايا الساعة:
الجزائر وروسيا.. 16 سنة من الشراكة والتعاون العسكري والاقتصادي

عززها تطابق وجهات النظر حول قضايا الساعة:
الجزائر وروسيا.. 16 سنة من الشراكة والتعاون العسكري والاقتصادي

تعتبر الجزائر منذ استقلالها روسيا شريك دولي يحظى بأهمية كبيرة بالمقارنة مع بقية الشركاء الغربيين، فالإتحاد السوفياتي سابقا كان من أبرز الدول التي دعمت تحرر الشعوب من بينها الشعب الجزائري وما انجر عنه من استقلال تبعته هذه الدول كالجزائر في إطار الحرب الباردة التي اختارت الوقوف إلى جانب المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي.
تسود العلاقات بين الجزائر وروسيا منذ زمن البعيد قوة جسدها الماضي والظروف الدولية المتعددة التي مر بها العالم، منذ الثورة التحريرية إلى الحرب الباردة إلى مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وموجات الربيع العربي التي وقفت ضدها روسيا بقوة وكذلك الجزائر، إنها إرادة مشتركة على أعلى مستوى بين البلدين لتطوير حجم الشراكة بينهما، ارتسمت مع بداية الألفية وبالضبط سنة 2001 عند الإمضاء على إعلان الشراكة الاستراتيجية بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى روسيا ولقاءه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ومنذ ذلك التاريخ أضفت الجزائر وموسكو ديناميكية جديدة في مستوى تعاونهما الثنائي.
وتعد الزيارة التي قام بها الوزير الأول السابق عبد المالك سلال إلى موسكو في شهر أفريل المنصرم، ورقة بالنسبة لتطبيق ما جاء في إعلان الشراكة حيث انتهت بتبادل زيارات الوفود البلدين و توقيع عدة اتفاقات في مجالات السكن والطاقة النووية والتكنولوجيات الحديثة و الثقافة و الاتصال بهدف دفع المبادلات التجارية التي قدرت سنة 2015 ب 885 مليون دولار، أما بخصوص الاستثمارات و المبادلات التجارية فقد عرفت الشراكة الثنائية قفزة جديدة مع تنظيم منتدى الأعمال.
كما شكل التوقيع على مذكرة تفاهم وتعاون اقتصادي بين الجزائر وروسيا فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر والشريك الروسي، وقال البيان آنذاك أنها تأتي ” تأكيد لإرادة البلدين في إرساء قواعد متينة لشراكة دائمة ومفيدة للطرفين “. وكان منتدى موسكو فرصة لرجال أعمال جزائريين من أجل تعميق المحادثات مع نظرائهم الروس حول مشاريع متفق عليها في المنتديات السابقة أو في مجالس الأعمال المنعقدة في العاصمتين، وتتمثل القطاعات المعنية وهي كثيرة ومتنوعة في الصناعات الزراعية-الغذائية والصحة والبنى التحتية والعقار والنقل والصناعات الثقيلة والخفيفة إضافة إلى التكنولوجيات.
وفي الجانب العسكري، تعتبر الجزائر من أهم زبائن روسيا رغم تعدد الدول التي تقتني منها الأسلحة المتطورة، حيث حافظت على رصيدها كزبون من الدرجة الأولى وهي أول دولة إفريقية مستوردة للسلاح كشفت هيئة التعاون العسكري والفني الفيدرالي الروسي عن إجراء مباحثات مع الشركاء الجزائريين أن روسيا تخطط لبحث مسألة توريد المعدات الجوية إلى الجزائر خلال أعمال معرض ‘ماكس 2017” الدولي للطيران والفضاء. كما أنه سبق لوكالة ” تاس ” الروسية، أن أفادت بأن التجهيزات العسكرية الروسية المصدرة للجزائر متنوعة وتخص القوات البرية والجوية والبحرية. ومن أهمها الدبابة القتالية الشهيرة “تي. 90 أس أي”، التي تسلم الجيش الشعبي الوطني 67 نسخة منها ، في إطار صفقة أبرمت عام 2014 وتتضمن تصدير 200 دبابة من هذا النوع، بحسب التقرير الذي قال إن القوات المسلحة الجزائرية تملك 508 دبابات من هذ الصنف، مشيرا إلى أن الجزائر تملك طائرات عمودية هجومية من نوع “أم أي- 28 أن إي”، ومروحيات للنقل التكتيكي الثقيل صنف “أم آي 26 تي2″ روسية صنع.
من جهته اعتبر رشيد كوار الباحث في العلاقات الجزائرية الروسية أن توقيت زيارة رئيس الوزراء الروسي إلى الجزائر الذي يأتي بعد انعقاد الدورة الثامنة للجنة الجزائرية الروسية المختلطة، ” سيجعلها زيارة مثمرة بالنظر إلى عدد الاتفاقيات التي سيتم توقيعها، والتي ستشمل عديد مجالات التعاون “، ومن جانب آخر، يضيف رشيد كوار ” تصريح ديمتري ميدفيديف بأن الجزائر لاعب استراتيجي محوري في المنطقة يعتبر تأكيد على أهمية ودور الجزائر في السياسة الخارجية الروسية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط “. مؤكدا أنه ” نظرا للخبرة الجزائرية الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتي تعتبر تجربة رائدة لدى الأوساط السياسية الأكاديمية في روسيا، فان قضية مكافحة الإرهاب وعلى رأسه تنظيم الدولة الإسلامية تحتل حيزا كبيرا من محادثات المسؤول الروسي مع نظرائه الجزائريين، بهدف تعزيز التعاون و تقوية الجهود في مجال مكافحة الإرهاب “.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super