جدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء السعيد شنقريحة، التأكيد على ضرورة الاستعداد التام لقطاع الصحة العسكرية لإسناد المنظومة الصحية الوطنية، إذا تطلب الأمر ذلك، للتجند والوقوف إلى جانب الشعب الجزائري لمجابهة وباء كورونا العالمي.
وخلال زيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الأولى، أكد اللواء شنقريحة على “ضرورة الاستعداد التام لقطاع الصحة العسكرية والجاهزية الدائمة لمستشفياتنا وهياكلنا الصحية لإسناد المنظومة الصحية الوطنية، إذا تطلب الأمر ذلك، للتجند والوقوف إلى جانب شعبنا الأبي، في ظل هذه الجائحة الخطيرة، خاصة وأن الصحة العسكرية لها خبرة طويلة في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية التي عرفتها بلادنا، على غرار زلزال الأصنام وبومرداس ، وكذا فيضانات باب الوادي” معتبرا أن “الأمن الصحي هو جزء من الأمن العام بمفهومه الشامل”.
كما أشاد بالمناسبة بالجهود التي يبذلها كل إطارات ومستخدمي المستشفى المركزي للجيش “محمد الصغير نقاش” بعين النعجة، الذي كانت المحطة الثانية لزيارته حيث قدم باسمه الخاص وباسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وباسم كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بأسمى آيات الشكر والتقدير، وأزكى عبارات العرفان والامتنان، نظير التضحيات التي تقدمونها والجهود المضنية التي يبذلونها سيما منذ بداية انتشار هذا الفيروس الخطير”.
وأكد اللواء شنقريحة أن “هذه الجهود المخلصة المبذولة ليست غريبة عن أحفاد مجاهدي جيش التحرير الوطني، إبان الثورة التحريرية المظفرة، حيث تمكن المجاهدون الأطباء والممرضون وقتها، وبإمكانيات بسيطة، من أداء واجبهم المقدس على أكمل وجه، ونجحوا نجاحا باهرا في علاج، ليس فقط الجرحى والمصابين من جنود جيش التحرير الوطني، بل امتد ليشمل سكان القرى والمداشر المعزولة في الجبال، والصحاري وعلى الحدود، من خلال تقديم الرعاية الصحية اللازمة للنساء والأطفال والشيوخ”.
الصحة العسكرية “حلقة وصل” قوية بين الجيش وعمقه الشعبي
وعلى نفس درب الأسلاف، يضيف بالقول، “ها هي الصحة العسكرية اليوم، تؤدي دورها كاملا غير منقوص، ولم تدخر أي جهد من أجل ضمان التغطية الصحية لإخواننا المواطنين، لاسيما منهم المتواجدين على مستوى المناطق المعزولة والحدودية في كامل التراب الوطني، لتكون الصحة العسكرية بذلك بمثابة حلقة وصل قوية بين الجيش وعمقه الشعبي”.
وكان اللواء شنقريحة قد وقف بالمستشفى المركزي على آخر الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مكونات المستشفى، للتكفل التام بالمصابين بهذا الوباء من المستخدمين العسكريين وذوي حقوقهم كما عاين عن كثب مختلف التجهيزات الحديثة والوسائل الطبية التي يحوزها المستشفى.
وكان رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة استهل زيارته إلى الناحية العسكرية الأولى، التي تندرج في إطار المتابعة الميدانية لمدى تنفيذ التدابير المتخذة في إطار مكافحة فيروس “كوفيد-19″، بوقفة ترحم على روح الشهيد البطل “أمحمد بوقرة” قائد الولاية التاريخية الرابعة، والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
بعدها، شرع اللواء شنقريحة في زيارته، مرفوقا باللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء عبد القادر بن جلول، المدير المركزي لمصالح الصحة العسكرية، من المركز الجهوي الطبي الجراحي بالبليدة، حيث وقف بمركز العزل الصحي، على مختلف الإجراءات المتخذة للتكفل الصحي بالأفراد العسكريين المصابين بالفيروس، وكذا التدابير الاحترازية لحماية الطاقم الطبي العامل في الصفوف الأولى والمحتك مباشرة بالمرضى.
اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على جاهزية الوحدات والقوات في أعلى مستوياتها
وبعين المكان، أسدى لمختلف الإطارات والمسؤولين جملة من التعليمات والتوجيهات الرامية إلى التصدي الفاعل لهذا الوباء والحيلولة دون انتشاره في صفوف الجيش الوطني الشعبي، علاوة على اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على جاهزية الوحدات والقوات في أعلى مستوياتها.
كما قام اللواء بهذه المناسبة بتفقد المستشفى العسكري الجهوي الجامعي، المتواجد في طور الإنجاز، والذي تعرف أشغاله نسبة تقدم معتبرة، حيث أسدى تعليمات وتوجيهات للمسؤولين الجهويين، لاسيما القائمين على المنشآت العسكرية، بضرورة احترام آجال الإنجاز وكذا السهر على نوعية الأشغال، لأنّ الأمر يتعلق بمنشأة صحية من الطراز الأول، وتستجيب للمعايير الدولية في هذا المجال، والكفيلة بضمان، بعد دخولها حيز الخدمة، تغطية صحية نوعية لكافة المستخدمين العسكريين العاملين بإقليم الناحية العسكرية الأولى.
وللإشارة فقد تم تخصيص جزء من هذا المستشفى لمواجهة الوباء من خلال استقبال المصابين بهذا الفيروس، حيث التقى اللّواء مع الطاقم الطبي المشرف على هذا الجناح وقدّم لهم تشكراته على الجهود التي يبذلونها للتكفل بالحالات المتواجدة به وحثّهم على مواصلة العمل الذي يقومون به بكل احترافية وإخلاص.
وبمعهد البحث والتطوير التابع لمديرية الصناعات العسكرية، تابع اللواء شنقريحة عرضا حول نشاطاته ومهامه خاصة ما تعلق منها بالبحث في مجال التصدي لفيروس كورونا، وذلك باستعمال مختلف تجهيزات الوقاية المخصصة للطاقم الطبي وشبه الطبي، فضلا عن أجهزة التنفس الاصطناعي، حيث قام المعهد بتطوير نماذج من هذه التجهيزات سيشرع في إنجازها بعد المصادقة عليها.