تمكنت، مفرزة مشتركة للجيش الوطني الشعبي بعين أمناس، من استرجاع مبلغ مالي بقيمة 28880000 دينار جزائري
كان قد تم الإستيلاء عليه من مركز بريد بمدينة الدبداب الأسبوع الماضي. وحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني، أمس، فإن التحقيق لا يزال جاريا، لكشف تفاصيل العملية الإجرامية واسترجاع كامل المبلغ . ورجحت أوساط محلية فرضية العمل الإجرامي، وأن العملية ليست الا مجرد عملية سطو، مكذبة كثيرا من الإشاعات التي تم تدولها وغذتها الوسائط الاجتماعية. وكان مكتب بريد منطقة الدبداب في 4 أوت الجاري، قد شهد عملية سطو مسلح، من قبل 3 أشخاص تم خلالها سرقة مبلغ مالي يقدر بحوالي 04 ملايير سنتيم .
وجاءت هذه العملية بعد حوالي أربعة أشهر من عملية مماثلة كانت بمركز بريد عين الكورس بضواحي مدينة ايليزي، والتي صرح فيها أنذاك قابض البريد والموظف الذي كان يتولى الشباك، أنهما تعرضا لعملية سطو مسلح من طرف ملثمين أيضا خلال ساعات النهار، واستولى المهاجمون حسبهما على مبلغ 125.7 مليون سنتيم وقد وجهت خلالها تهم تتعلق باختلاس الأموال والتبليغ الكاذب وغيرها، مع تمسكهما برواية عملية سطو مسلحة. كما تم الاستيلاء على سيارة تابعة لمؤسسة بريد الجزائر من طرف مسلحين مجهولين قبل حوالي سنتين، وذلك على مستوى الطريق الوطني رقم 53، الرابط بين الدبداب وان امناس. وسجلت هذه الولاية الحدودية مع ليبيا خلال الأربعة أشهر الأخيرة إلى عديد العمليات الإجرامية من بينها هذه العملية الأخيرة، التي هزت المنطقة وفتحت الباب لكثير من التأويلات ،من بينها ترجيح فرضية العمل الإرهابي الذي خاضت فيه عديد المنابر الإعلامية الأجنبية. وعرفت المنطقة قبل هذه العملية الأخيرة،هجوما آخر على مركز بريد عين الكورس نفذه ملثمون واستولوا على مبلغ هام من العملة الوطنية.
و أثارت العمليتان مخاوف السكان المحليين،بعد أن راجت شائعات عن توغل جماعات إرهابية في المنطقة وراحت فرضيات أخرى إلى حد تأويل العملية بأنها تخطيط من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وان الإرهابيين تسللوا من ليبيا.
وأعادت الحادثتان كذلك إلى الأذهان، واقعة اختطاف والي الولاية عام 2012، من طرف جماعة مسلحة دخلت به إلى الأراضي الليبية، قبل أن يتم إنقاذه من طرف السلطات ويدان الفاعل بالسجن ل12 سنة سجنا نافذا من قبل محكمة ورقلة.
وتعتبر اليزي منطقة حدودية حساسة تقع بجوار منطقة غدامس الليبية، وعلى مقربة من الحدود التي تتحرك فيها مجموعات مسلّحة، وهو أكثر ما يجعلها توصف بالخصوصية ، ولا سيما أن المناطق الحدودية الليبية غير مستقرة، والتواجد المسلح على الطرف الآخر من الحدود، يفرض تعزيز مزيد من الاستقرار وهو أشار اليه وزير الداخلية نور الدين بدوي في آخر زيارة للمنطقة التي تعرف كثيرا من التهميش والبطالة ونقص فرص التنمية الاجتماعية. وتعهد بدوي باسم الرئيس على تنمية المناطق الجنوبية،ووجه بدوي رسالته إلى أبناء الجزائر المنخرطين ضمن الجماعات الإرهابية خارج الحدود إلى ترك العمل المسلح والاستجابة لقانون المصالحة الوطنية والعودة طواعية الى الوطن والاستفادة من تدابير المصالحة .
وتسعى السلطات الى تعويض كثير من المشاكل الاجتماعية في المنطقة حتى لا تستغل المجموعات الإرهابية وشبكات الجريمة والتهريب السكان لصالحها، ما من شأنه أن يشكل تهديداً أمنياً للجزائر .
رفيقة معريش