جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
عرفت الأيام الأولى لتمديد الحجر الصحي، في العاصمة، موجات عنف، أبطالها مجموعات من المسبوقين قضائيا، وأفراد العصابات، حيث قامت قوات الأمن بتدخلات نوعية الأسبوع الماضي، مكنت من توقيف العشرات منهم، خلال ثلاث مواجهات كبيرة، عرفها كل من حي قايدي ببرج الكيفان وحي المالحة بعين النعجة، أثارت الرعب وسط المواطنين.
أكد الخبراء بأن ردة الفعل من طرف بعض المنحرفين في هذا الوقت، تأتي لعدم تقبلهم للحجر الصحي، بحيث فرض عليهم هذا الأمر واقعا لم يألفوه وهو البقاء في المنزل، وهو الوضع المغاير تماما لحياة الإنحراف والجريمة التي كانوا يمارسونها في الشوارع يوميا.
وأوضح المختص في علم النفس، البرفسيور أحمد قوراية، في تصريح لـ”الجزائر”، بأن الحجر الصحي “أثر على البعض من أصحاب السوابق العدلية والمجرمين، في ظل فراغ الشوارع من الناس، خصوصا وأنهم تعودوا على التجبر باعتداءاتهم ضد المواطنين وإلحاق الضرر بهم والاعتداء عليهم لأن انفسهم مريضة بالعدوانية ويجدون في هذا الظرف بالذات من حالة الحجر الصحي فرصة لإفراغ شحناتهم المرضية في حرب الشوارع لأنهم يعتقدون بأن من يكبح نزوتهم في الشوارع لا يخرجون من ديارهم بسبب الحجر فيجدون بيئة صالحة لهم في ممارسة العنف وعدوان على الاخرون ويجسدون في ذلك بعض الصور لنماذج كانت قد شاهدوها من أفلام الامريكية العنيفة ويتلذذون في ممارسة ذلك ويشعرون بسعادة لا مثيل لها”.
وشدد قوارية على ضرورة مجابهة هؤلاء المرضى بالعدوانية النفسية “بتطبيق القانون، وإن لم يكن ذلك فهؤلاء يتلذذون أكثر في ارتكاب الاعتداءات والطغيان النفسي المرضي وقد يصلون إلى سفك الدم واقتراف جرائم لأن مرض العدوانية النفسية لا يتراجع بل يزداد اكثر فأكثر فالعقاب الجامد هو الدواء المباشر لهؤلاء”.
وأوضح البروفيسور في علم النفس، بأن الحجر الصحي “لم يؤثر على المنحرفين أو المجرمين فقط”، مشيرا إلى أن المواطن على العموم تلقى صدمة بدخوله في الحجر الصحي مما أثر مباشرة على نفسيته، وأثناء هذه المرحلة، يكون الشخص غير قادر على إدراك هذا الحدث “الحجر” الذي سبب له الأزمة وغير قادر على إنكاره أيضا فبينما يصاب بعض الناس ببعض التغيرات النفسية المفاجئة من القلق والخوف والضغط كصدمة نفسية عادية وكردة فعل، يتصرف الآخرون بطريقة ميكانيكية وبلا مبالاة، وقد يثور بعض الناس بقوة جراء هذه الصدمة النفسية.
وللإشارة، فقد أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء عمرون اكلي ان المصالح الأمنية من درك وشرطة التابعة لاختصاص الدار البيضاء، قامت بمعالجة 3 قضايا، أسفرت عن إيقاف نحو 20 شخصا، متورطون في أعمال العنف، وحجز كمية كبيرة من الأسلحة البيضاء خلال فترة الحجز الصحي، في إطار محاربة المشاجرات وأعمال العنف التي تنشب داخل الأوساط الحضرية والتجمعات السكنية والتي تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء، وما ينجم عنها من أضرار للأشخاص والممتلكات، بالإضافة إلى خلق شعور انعدام الأمن لدى المواطنين.
فلة سلطاني