تعرف صناعة الحدادة الفنية في السنوات الأخيرة اهتماما ملحوظا من قبل العاصميين كحرفة تقدم تشكيلات متنوعة من الأدوات والأكسيسوارات، حيث تقدم هذه الصناعة اليدوية خيارات واسعة للزبائن عبر ولاية الجزائر الذين بدأوا يهتمون بإدراج الحديد كجزء من ديكورهم اليومي داخل المنزل وخارجه.
وفي هذا الخصوص، وصف الحرفي المختص بلحسن مرزوق حرفته بأنها نحت على الحديد، حيث يتم تطويع هذه المادة الصلبة لتصبح قابلة لأخذ أشكال لا نهاية لها سواء هندسية أو أثاث منزلي أو مجسمات لحيوانات وغيرها، مشيرا إلى أنه يعتمد على خياله بالدرجة الأولى، كما أفاد بأنه وفي كل مشروع منحوتة يبحث فيها عن الروح التي يمكن أن تجلب إعجاب الزبون، وذكر الحرفي أنه انطلق في عمله منذ 2008 وإلى يومنا هذا يتكبد عناء العثور على المادة الأولية المتمثلة في الحديد، ولأجل ذلك فهو يتجول في أماكن عدة من أجل استرجاع بقايا الحديد الملقاة هناك وهناك، ونظرا لكون هذه الحرفة غير منتشرة كثيرا فهي ما تزال في بداياتها مقارنة بحرف أخرى أكثر رواجا، أين أوضح المتحدث أن هناك شبكة خاصة لبيع بقايا الحديد مقرها ولايات على غرار تيزي وزو، بومرداس، البليدة وكذا بلديات كالرغاية، وادي السمار، الكاليتوس وكذا الرويسو، حيث يباع هناك الكيلوغرام الواحد من الحديد بـ 120 دج، منوها إلى أن سعر الحديد في هذه السوق في ارتفاع مستمر بعدما كان 30 دج في سنوات سابقة، كما أقر ذات المتحدث أن مجاله الإبداعي يفرض عليه التفكير في الجانب التجاري، وبالتالي الأسعار المقترحة على مختلف الشرائح الاجتماعية التي بدأت تنجذب إلى رواقه، و لتسهيل عملية البيع وترغيب الناس في هذا النوع من الديكورات فهو يلجأ إلى تصاميم عصرية على غرار المرايا، المصابيح، الثريات، الكراسي إلى جانب الأرائك، حيث كشف مرزوق أن ما يصنعه يدويا لا توجد منه نسخا كثيرا نظرا للمدة الزمنية التي يستغرقها العمل على شكل واحد، ويقول أنه خلال 6 أشهر يصنع 230 قطعة فقط وبلا مساعدة معتبرا ذلك بالقليل، في حين يقوم بعرض تشكيلة فنية مختلفة الأحجام والمواضيع على زوار جناحه الذي غالبا ما يكون في ساحة البريد المركزي، إلا أن كثير من الناس لا يعرف مدى صعوبة التعامل مع الحديد خاصة في غياب وسائل الحماية، إذ يشتغل الحرفي بيدين عارتين ويلامس المادة الأولية أثناء عمليات القطع والتلحيم ومجبر على تحمل حرارة الحديد والتركيز في آن واحد في التفاصيل الفنية والتقنية.
إلى ذلك، يعتمد الحرفي على المعارض المنظمة دوريا من قبل فيدرالية الصناعات التقليدية أو بعض المؤسسات الثقافية، ويؤكد أنه حاليا عاجز عن كراء محل في أحد المراكز التجارية نظرا لغلاء الأسعار ولخصوصية السلع الحرفية عن غيرها من السلع الاستهلاكية الأخرى، أين يعمل هذا الحرفي بحديقة منزله ببلدية الدار البيضاء ويضطر للتوقف عن النشاط كل فضل شتاء نظرا لسوء الأحوال الجوية كما يعتمد وحيدا على توفير معدات القطع، التفصيل والتلحيم، كما أردف موضحا.
من جهته، يرى رئيس الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين، رضا يايسي بأن مرزوق هو واحد من الحرفيين القلائل بولاية العاصمة الذين يمارسون الحدادة الفنية وعددهم لا يتجاوز 3 حرفيين فقط، مؤكدا أن ما يقوم به هذا الأخير يعد إبداعا فريدا من نوعه يجدر الاهتمام به وتوفير فضاءات قارة لعرضه للسياح الوطنيين والأجانب، وأن أمثاله يستحقون عناية أكبر من قبل ولاية الجزائر التي وعدت مؤخرا بتخصيص محلات للحرفيين عبر القصبة العتيقة وما جاورها.
وكشف المتحدث أنه تم الاتفاق مؤخرا مع الوالي المنتدب لباب الوادي باستغلال المساحات الشاغرة للعمارات المنهارة وتوضيبها لإقامة معارض وفتح ورشات حرفية بعد شهر رمضان الكريم، منوها إلى أن هذه المساحات ستكون عبارة عن همزة وصل بين شباب الأحياء والحرفيين ومراكز التكوين لتحبيبهم في الصناعات التقليدية والحرف كبديل عن البطالة.
فيفي.ع
الرئيسية / المحلي / باتت تثير اهتمام سكان العاصمة:
الحدادة الفنية حرفة بحاجة إلى عناية أكبر من قبل مصالح ولاية الجزائر
الحدادة الفنية حرفة بحاجة إلى عناية أكبر من قبل مصالح ولاية الجزائر