تم تكريم عائلة الفنان الراحل الطيب العيدي، خلال افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي الذي تحتضنه دار الثقافة “حسن الحسني” بعاصمة التيطري ولاية المدية، والتي تعرف مشاركة 35 خطاطا من الجزائر و14 خطاطا من خارج الوطن على غرار: سوريا، مصر، العراق، الأردن، السعودية، تركيا وإيران… وغيرها.
ومن خلال عرض مجموعة من أعماله، تستعيد الدورة الجديدة، ابن ولاية الأغواط التشكيلي والخطّاط الطيّب العيدي الذي رحل في أكتوبر الماضي، وبرز بلوحاته التي تمزج بين التشكيل والحروفيات، علاوةً على تكريم عائلته.
ويعد الراحل قامة من قامات الخط العربي في الجزائر؛ إذ يُعرف بلوحاته التي تجمع بين الترميل والخط العربي، وخاصة الخط المغاربي، والتي شارك من خلالها في أهم التظاهرات الوطنية والدولية، ونال، عبرها، العديد من الجوائز.
التيجاني تامة: “المهرجان محطة رئيسية في قطاع الثقافة في بلادنا”
وأشرف مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة والفنون التيجاني تامة أول أمس، ممثلاً لوزيرة الثقافة والفنون صُورية مُولوجي، على افتتاح فعاليات المهرجان بحضور والي الولاية، أسرة الفن والثقافة من داخل وخارج الوطن.
وفي كلمته التي قرأها نيابة عن الوزيرة صُورية مُولوجي، أبرز أن الأقدار شاءت أن تتزامن طبعة هذه السنة والذكرى الثانية والستون لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 البطولية والتي تعد محطة مفصلية في تاريخ ثورتنا ونضالنا، مشيدا بهذا المهرجان الذي أهلته مكانته ليكون محطة رئيسية في الرزنامة الثقافية الوطنية والدولية، نظير ما يتمتع به من طابع تكويني يسهم في تعزيز وتطوير المستوى الفني للخطاطين من خلال الاحتكاك المباشر مع مختلف المدارس العربية والإسلامية ذات الصيت والباع في هذا المجال، وكذا تماشيًا مع العناية التي توليها الدولة الجزائرية لمثل هذه المهرجانات.
والي المدية: “التظاهرة ستتيح لفنانينا الاحتكاك بتجارب الدول الإسلامية والعربية”
من جهته، اعتبر والي ولاية المدية جهيد موس، أن المهرجان الثقافي الدولي، سيتاح لفنانينا ومحبي هذا الفن الاستمتاع بثقافات غيرها من الدول الإسلامية والعربية، بسعة ثرائها وغزارة تنوعها، وستقدم هذه الثقافات للجزائر أحسن صورة للثقافة الإسلامية والعربية التي وُفقت الشعوب، منذ نزول الرسالة القرآنية بإدماج ثقافات سابقة، في تشكيلها وصياغتها و إبداعها بحس إنساني موصول التجدد، مبرهنة على أن الثقافة هي عامل إدماج و اندماج، مشيدا بالاهتمام البالغ الذي يوليه عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية لقطاع الثقافة والفنون الذي كان احد أهم التزاماته ال54 من خلال تشجيع الإنتاج الفكري والثقافي والفني لخدمة النمو الاقتصادي.
معرض فني… ندوات وورشات ضمن رزنامة الحدث
شهد الافتتاح تنظيم معرض فني للوحات الفنية من إبداع الفنانين المشاركين من داخل وخارج الوطن، حيث تم اختيار 96 لوحة من بينها 71 لوحة في الخطوط الكلاسيكية و25 لوحة في الحروفية، فيما بلغ عدد المشاركين 35 خطاطًا من الجزائر و14 خطاطًا من عدة دول على غرار سوريا، مصر، العراق، الأردن، السعودية، تركيا، إيران… إلخ.
وإلى جانب المعرض، يتضمّن برنامج التظاهرة عددًا من الندوات؛ من بينها “المنطق الجمالي للخطّ العربي بين غياب الذات والموضوع” لإياد الحسيني من العراق، و”القيم الجمالية في الخطّ العربي بين التقليد والمعاصرة” لرضا جمعي من الجزائر، و”المادّة في العمل الفنّي وإنشاء اللوحة الفّنية” لعمر قاسم كهيه من العراق، و”الفنّ العربي والنسب الفاضلة” لإبراهيم آيت مزيان.
ويتضمّن المهرجان، أيضاً، ورشات في الخطّ يقدّمها كلٌّ من محمد زكموم من الجزائر و”مريم نوروزي من إيران، إلى جانب مسابقة تُمنح فيها جوائز لثلاثة فائزين في مجالَي الخطّ العربي الكلاسيكي والمُعاصر، إضافة إلى ثلاث جوائز تشجيعية.
صبرينة ك