لم تكن 2019 سنة خير على الأحزاب السياسية سواء ما كانت تسمى بـ”الموالاة ” أو “المعارضة” لتختلط أوراقها مع الحراك الشعبي ولا تزال لغاية اليوم تعاني وتتخبط في أزمات داخلية من حزب جبهة التحرير الوطني الذي يطالب المناضلون برحيل القيادة الحالية والأمر ذاته بالنسبة لـ”الأرندي” الذي يعيش الأزمة نفسها، فيما لا يزال “الصمت” لصيقا بحزبي الحركة الشعبية الجزائرية وتجمع أمل الجزائر ليكونا على موعد مع عقد مؤتمريهما سنة 2020 نحو طريق تجديد قياداتها.. في وقت كانت سنة “ترقب ” و”مبادرات ” واستمرار لم شتات المعارضة الباحثة عن نفسها.
نزول قادة أحزاب “الموالاة” على سجن الحراش
كانت 2019 سنة لنزول أمناء العامين ورؤساء أحزاب “الموالاة” سابقا لسجن الحراش من الأمين العام للتجمع الديمقراطي أحمد أويحيي والأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس وخليفته محمد جميعي الذي لم يجلس سوى 4 أشهر على كرسي الأمانة العامة ليجد نفسه بعد هذه المدة القصيرة في سجن الحراش بتهم الفساد، والأمر ذاته بالنسبة لرئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس ورئيس حزب “تاج” عمار غول لتدفع أحزاب “التحالف الرئاسي ” سابقا ثمن خيار دعم ” الخامسة ” وتضع نفسها على المحك في مواجهة الحراك الشعبي الرافض لها غير أن هذه الأخيرة لم تقبل الرفض الشعبي لها وسايرت هذا الأخير وثمنت الهبة الشعبية ووصل حتى طلب الإعتذار من الشعب وعادت للساحة السياسية مرة أخرى بواجهة جديدة وقيادات جديدة في محاولة للتموقع واستمرت على النهج ذاته لغاية الرئاسيات الأخيرة وترشح البعض لها مثل الأمين العام بالنيابة للأرندي عز الدين ميهوبي وأعلن “الأفلان” دعمه له فيما استمر حزب الحركة الشعبية الجزائرية وتجمع أمل الجزائر انتهاج سياسة الصمت والسبات والعجز عن تعويض القيادات السابقة المتواجدة حاليا في الحبس.
المعارضة… كثرة المبادرات السياسية
ولم تكن أحزاب المعارضة أحسن حالا مما كانت تسمى سابقا بأحزاب “الموالاة” بل غرقت هي الأخرى في شتات المواقف والمبادرات السياسية من “التوافق الوطني ” و فعاليات التغيير” وأرضية عين البنيان” و”البديل الديمقراطي” كلها مبادرات تحمل في نظر أصحابها ورقة طريق للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد غير أنه ركنت جانبا و لم يعد لها صلاحية مع إنشاء لجنة الحوار والوساطة والتي كلفت بفتح مشاورات حول نظام الانتخابات والسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ليستمر الشتات في الموقف من رئاسيات 12 ديسمبر، بين مؤيد ومعارض لتجتمع بعدها المواقف على تثمين دعوة رئيس الجمهورية للحوار وتبقى بعدها في حالة ترقب للمرحلة القادمة.
سنة الاستقالة السياسية
كما ألقت رئاسيات 12 ديسمبر هي الأخرى بظلالها على الأحزاب السياسية ودفعت بعض القيادات للاستقالة كما هو حال رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس الذي خرج في أول تصريح له بعد إعلان انهزامه وحلوله في المرتبة الثالثة في الرئاسيات السابقة، للقول إنه سيسلم المشعل للشباب وتم تعيين القيادي قي الحزب عبد القادر سعدي خليفة له.
كما أعلن بالموازة مع ذلك محند اوبلعيد السعيد استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة لتوكل مهمة تسيير الحزب لمنسق المكتب الوطني جمال بن زيادي إلى حين انعقاد المؤتمر الاستثنائي في السنة القادمة لانتخاب رئيس جديد طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب.
المحلل السياسي سفيان صخري:
“2019 كانت الأسوأ على الأحزاب السياسية”
أكد المحلل السياسي سفيان صخري أن سنة 2019 كانت الأسوأ على الأحزاب السياسية سيما بعد الحراك الشعبي الذي أخلط أوراق البعض وكشف عوراتهم وجعل المنظومة الحزبية على الهامش لكونها تقاعست عن أداء المهام المنوطة بها.
وقال صخري في تصريح لـ”الجزائر”: “الأحزاب السياسية تلقت ضربة موجعة سنة 2019، الحراك الشعبي أخلط أوراقها وكشف عورات البعض منها وأبان على أن هذه الأخيرة لم تكن تؤدي دورها المنوط به كهمزة وصل ين الحاكم والمحكوم ولم يكن لديها تغلغل شعبي وكشف عن الدور الحقيقي للبعض والذي هو بعيد كل البعد عن دور حزب سياسي”.
المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط:
“الأحزاب في مواجهة تحدي إعادة الرسكلة”
من جهته كشف المحلل السياسي عبد الرحمن شريط أن 2019 مرت “كارثية” على الأحزاب السياسية وتضعها في 2020 أمام تحدي كبير لكيفية العودة للساحة السياسية والتموقع من جديد، وقال المحلل السياسي ذاته، في هذا الصدد: “عمل كبير ينتظر الأحزاب السياسية العام المقبل بداية بإعادة ترتيب بيتها للعودة بقوة للواجهة السياسية ببرنامج سياسي واضح المعالم وخطاب جديد من شأنه أن تعمل على استعادة الثقة المفقودة فيها من طرف الشعب الجزائري.”
زينب بن عزوز