في رابع جمعة منذ بدء الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي خرج الجزائريون في عدة ولايات من الوطن لتجديد مطلبهم الرئيس وهو رفض بقاء الرئيس بوتفليقة في السلطة بعد انقضاء عهدته في 28 أفريل المقبل وفتح المجال لعهد جديد يتم فيه بناء مؤسسات دستورية جديدة. المتظاهرون رفعوا شعارات تندد بتمديد العهدة الرابعة بإلغاء موعد الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 من الشهر المقبل إلى جانب مطالب أخرى متعلقة بالحريات وحقوق الإنسان واستنكار أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر سواء بدعم النظام أو المعارضة.
هذا ولم ينتظر العاصميون موعد انتهاء صلاة الجمعة ليتجمعوا بالآلاف في الساحات والشوارع الرئيسية لمدينة الجزائر العاصمة على غرار ساحة البريد المركزي وشوارع ديدوش مراد والعربي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي كما كانت قوات الأمن على أهبة الاستعداد من الساعات الأولى لصباح أمس في الساحات والشوارع التي كانت تعرف توافدا كبيرا للمتظاهرين خلال المسيرات السابقة.
ومن بين الشعارات التي ترددت بقوة عبارة “ارحلوا” الظاهرة على اليافطات وعلى ألسنة المتظاهرين وكان العلم الوطني حاضرا بقوة إلى جانب إطلاق النشيد الوطني من طرف الشباب كتعبير عن رفض التدخل الأجنبي ولاسيما الفرنسي باعتباره مستعمر الأمس. كما أكد المتظاهرون أن القرارات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة عبر رسالة 11 مارس الجاري بعيدة عن الاستجابة لطموح الحراك الشعبي الذي طالب برحيل النظام وفتح الباب لإعادة بناء الجمهورية على أسس جديدة. وقد أتى حراك أمس بعد محاولات كل من الديبلوماسي الأخضر الإبراهيمي والوزير الأول الجديد نور الدين بدوي ونائبه رمطان لعمامرة تهدئة الوضع من خلال تدخلات إذاعية وتلفزيونية وتنشيط ندوة صحافية أول أمس لكن هذه الخرجات كلها لم تستطع أن تبلغ هدفها فكان خروج الشارع أمس تعبيرا عن رفض خارطة الطريق التي عرضها الرئيس بوتفليقة.
وعرف نهار أمس خروج عمال مشروع ضخ الغاز بحاسي الرمل وعدة عمال في المؤسسات الكبرى تضامنا مع الحراك الشعبي.
ومنذ انطلاق المظاهرات بالعاصمة في ساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة وبدأ المتظاهرون يتجمعون في ساحة البريد في حدود الساعة العاشرة من صباح الجمعة إيذانا بانطلاق المسيرات المليونية المطالبة بتغيير النظام، ورفضا للإجراءات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة، وردد المتظاهرون شعارات “ولاش السماح ولاش السماح ولاش”ونظام مجرم، ولا لتمديد العهدة الرابعة وغيرها من الشعارات الأخرى.
غلق الطرقات وتخفيض كبير لحركة وسائل النقل
هذا وشهد الطريق السيار “شرق -غرب ” صباح أمس على مستوى مدخل العاصمة وبالتحديد بالقرب من الدار البيضاء، اختناقا مروريا كبيرا، بسبب توقيف المئات من حافلات المتظاهرين القادمين من عدة ولايات نحو العاصمة، من قبل مصالح الأمن مما دفع بالوافدين إلى مواصلة الطريق سيرا على الأقدام نحو قلب العاصمة.
تعزيزات أمنية ونداءات بعدم السير نحو المرادية
انتشرت قوات الأمن صباح الأمس في الساحات والشوارع الرئيسية، على غرار ساحة أودان والبريد المركزي وأول ماي، وبالقرب من قصر الرئاسة في المرادية تنتشر قوات الأمن دون وجود لعناصر مجموعة العمليات الخاصة للشرطة أو الحرس الجمهوري الذين سبق وأن تم نشرهم في الجمعات الماضية، وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد أطلقوا صباح نداءات للمتظاهرين بعدم التوجه نحو قصر الرئاسة في المرادية أو قصر الحكومة لتجنب أي احتكاك أو اشتباك مع قوات الأمن.
أزمة نقل في العاصمة ومنع دخول الحافلات
هذا وتوقفت في الساعات الأولى لصباح الجمعة، وسائل النقل الجماعي عن العمل، حيث أوصد ميترو الجزائر أبوابه أمام العاصميين، بالإضافة إلى غياب عربات الترامواي شرق العاصمة، ومنعت قوات الأمن دخول حافلات النقل الجماعي إلى وسط العاصمة، في وقت توقفت حركة القطارات من وإلى الضواحي في العاصمة.
رزاقي.جميلة