الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / يريد صنع التغيير بنفسه :
الحراك الشعبي يعري الأحزاب السياسية

يريد صنع التغيير بنفسه :
الحراك الشعبي يعري الأحزاب السياسية

أخلط الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي أوراق الأحزاب السياسية من موالاة التي تتخبط في إنشقاقات وتصحيحيات وضرورة رحيل الوجوه القديمة فيما غرقت المعارضة في إجتماعات دورية روتينية لا طائل من ورائها فيما خرجت الصراعات الداخلية داخل بعض الأحزاب للعلن .

الموالاة…. الأكثر تضررا
كانت أحزاب الموالاة الأكثرتضررا منذ بداية الحراك الشعبي برفع المتظاهرين لصور رؤسائها و هتافاتهم برحيلهم لأنهم أول من رفع شعار ” الخامسة” و هللوا لها حتى قبل أن ينطق الرئيس و يقولها جهرة ليقعوا بعدها في حرج كبير بعد أن فرض الحراك الشعبي و المطالب المشروعة التي رفعت و خاصة برفض العهدة الخامسة منطقه و تراجع الرئيس عن الترشح و بعدها الإعلان عن إستقالته ليزداد الإحراج أكثر مع تنامي رقعة الغضب عليهم من حزب جبهة التحرير الوطني حزب الرئيس السابق الذي يتواجد اليوم في حالة يرثى له يسير من طرف هيئة تنسيق غيرشرعية ولا أثر لها في القانون الأساسي ولوائح الحزب لتثور القواعد على القيادة الحالية و انضموا للحراك الشعبي و طالبوا بتصحيح مسار الحزب و إنتخاب أمين عام جديد شرعي وخرج أعضاء اللجنة المركزية بالموازاة مع ذلك عن صمتهم وهم الذين سكتوا لمدة سنتين للمطالبة ليصفوا أنفسهم بالشرعيين للدعوة لعقد المؤتمر الإستثنائي بإعتبارهم الهيئة السيدة بين المؤتمرين و يطلقوا وابلا من الإنتقادات على القيادة الحالية التي وصفوها بالغير شرعية و متوعدين بتطبيق سياسة “الكادنة” التي أوصلت معاذ بوشارب لرئاسة المجلس الشعبي الوطني وهي السياسة ذاتها التي ستمنعه من دخول المقر المركزي للحزب بأعالي حيدرة .
وليس الغريم الأرندي بأحسن حالا بحيث تزداد يوما عن يوم رقعة الغضب على الأمين العام احمد أويحيى المطالب من طرف معارضيه بضرورة الرحيل و تصحيح مسار الحزب واستعادة المناضلين الحقيقيين بالذهاب لمؤتمر إستثنائي هذه الأخير لم يتحملها أويحيى و رد عليها الحزب في بيان قلل من خطوة مناهضيه واصفا هذه المجموعة بالأقلية الذين لا يحوزون على صفة العضوية في المجلس الوطني وهم معروفون لدى مناضلي الحزب وحتى لدى الرأي العام بتعودهم على محاولاتهم المتكررة واليائسة للقيام بحركات تصحيحية داخل الحزب وذكر بيان الحزب أنه “تم مؤخرا التوقيع على لائحة مساندة لأويحيى كأمين عام للتجمع حيث وقع على هذه اللائحة 337 عضو من مجموع 424 يشكلون المجلس الوطني للحزب أي أزيد من ثلثي أعضاء هذه الهيئة السيدة ما بين مؤتمرين” كما أكد أن المادة 26 من القانون الأساسي للحزب التي تنص على أن “مؤتمر الحزب ينعقد دوريا كل خمس سنوات أو استثنائيا بدعوة من الامين العام للتجمع أو من ثلثي أعضاء مجلسه الوطني” وكذا المادة 31 من نفس القانون التي تنص على أن “انتخاب الأمين العام يتم من طرف المؤتمر وتخضع عهدة الأمين العام للسلطة الحصرية للمؤتمر دون سواه”.
وبالموازاة مع ذلك يظهر أن معارضو أويحيى وحسب بيانهم الأخير مصممون على عقد المؤتمر الإستثنائي واعتبروا أن أحمد اويحيى بتصميمه على البقاء على رأس قيادة الحزب هو إستفزاز يبرهن مرة أخرى تجاهله حقيقة صورته المقيتة لدى الشعب .
بيان الأرندي الأخير أخرج المقصى من الحزب صديق شهاب عن صمته ليؤكد أن أويحيى لا يزال ينتهج سياساته القديمة بنشر المغالطات للرأي العام و أبرزأن مشكلة الأرندي تتعدى بكثير الطابع النظامي والتنظيمي لكونها سياسية بامتياز سيما و أن الأمين العام متهم بالإساءة للوطن وللشعب الجزائري وللآلاف من المناضلين باستغلاله البشع لصفات الوفاء والانضباط التي يتحلون بها و قال في تصريحات له أمس :”لقد تبين جليا لعامة المواطنين وللرأي العام ان تمسك أويحيى بمنصبه على رأس الحزب يهدف الى استكمال تنفيذ مخطط مضبوط ومحكم لضرب الحراك الوطني والنيل من الإرادة الشعبية والزج بالبلاد نحو طريق مسدود حتى يتسنى لها ترتيب أمورها وخلط الأوراق والهدف دائما البقاء في سلطة وأن الأهم دائما بالنسبة لأويحيى هو إرضاء الجهة التي يتلقى منها الأوامر”.

تاج .. المطالبة برحيل غول وبن يونس تمديد السبات
ويقبع حزب تجمع أمل الجزائر في الحالة ذاته بعد أن طرقت بابه الإستقالات والإنشقاقات وطالت أبرز القيادات من المكلف بالإعلام للحزب نبيل يحياوي والذي يوصف بالذراع الأيمن لرئيس الحزب عمار غول تلتها استقالات أخرى من المناضلين وانضمامهم للحراك الشعبي وتبنيهم للمطالب الشعبية فيما ارتفع سقف المطالب لدى المناضلين مع حديث عن ضرورة رحيل رئيس الحزب عمارغول في أقرب الآجال و تصحيح مسار الحزب و إنخراطه في الحراك الشعبي فيما لا تزال الحركة الشعبية الجزائرية تلتزم الصمت منذ بداية الحراك الشعبي ولم يخرج عن صمته سوى ثلاث مرات الأولى مساندة لقرارات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في خطابه للأمة يوم 11 مارس الماضي و بعدها تثمينه لقرار إستقالته وآخر مرة نفيه لمشاركة حزبه فيما إصطلح على تسميته بالاجتماع المشبوه يوم28 مارس الماضي ليدخل بعدها في مرحلة سبات لحد الساعة .

المعارضة
“فعاليات قوى التغيير”.. إجتماعات دورية دون نتائج ملموسة
ومن جهتها دخلت أحزاب المعارضة و بخاصة تلك المنخرطة في فعاليات قوى التغيير في دوامة من الاجتماعات الدورية دون أن تفض لنتائج ملموسة ما عدا تثمين الحراك الشعبي والدعوة لإستمراره لغاية تجسيد مطالبه المشروعة وهي الأحزاب ذاته التي اجتمعت في 2014 في تنسيقية الإنتقال الديمقراطي وهو الغطاء السياسي الذي جمعها حينها بأرضية مزافران 1 و 2 لتعود هذه الأخيرة لنقطة الصفر قبيل تشريعيات 2017 و التي كانت بمثابة شهادة وفاة هذا التكتل التاريخي و الأول من نوعه بين أحزاب من مختلف التوجهات والإيديولوجيات على هدف واحدة هو تجسيد الإنتقال الديمقراطي بطرق سلمية ليعود هذا التكتل للواجهة بعد الإعلان عن تنظيم رئاسيات 18 افريل -الملغاة- تحت هدف البحث عن مرشح توافقي لهذه الاستحقاقات وهي الفكرة التي طرحها رئيس حزب جبهة العدالة و التنمية عبد الله جاب الله ليغير بعدها إلغاء الانتخابات خارطة العمل إلى محاولة لإيجاد حل من الأزمة التي تتخبط فيها الجزائر واقترحت خارطة طريق ونزل بعض قياديوها للشارع و قوبلو برفض شعبي وأدرجوا في خانة الراغبين في ركوب الموجة لتتوالى إجتماعاته دون أن تفض لنتائج إيجابية .

الأفافاس.. إرث الدا لحسين وخروج الأزمة للعلن
حزب جبهة القوى الإشتراكية والذي كان مسؤولها في كل مرة يؤكدون أن حزبهم مستقر ولا أزمة فيه غيرأن الأزمة التي تتخبط فيها البلاد ألقت بظلالها على إرث الدالحسين و خرج الصراع للعلن و بقوة سيما بعد ما عاشه الحزب بداية الأسبوع الحالي من نزوح للمناضلين من كافة الولايات للمقر المركزي و إخراج عضو الهيئة الرئاسية علي العسكري من المقر هذا الأخير الذي طالبت عديد قيادات الحزب بضرورة رحيله من الحزب لكونه ديكتاتوري وهو المتسبب في الحالة التي آل إليها الحزب من اللإستقرار لتليها تقديم السكريتير الأول للحزب حكيم بلحسل لإستقالته و رفضها من طرف الهيئة الرئاسية و التي أعلنت تمسكها به كأمين وطني أول قبل أن يخرج النائب البرلماني و القيادي البارز في الحزب جمال بالول قيادة الافافاس بلقاء عمار غول والاخضر الابراهيمي ورمطان لعمامرة وهو الأمر الذي فندته القيادة الحالية في بيان سابق لها و قال إن قيادة الحزب وعلى رأسها علي لعسكري منسق الهيئة الرئاسية أجرى مفاوضات مع السلطة، على عكس مبادئ الحزب الذي كان دائما مع الشعب وهو ما يعتبر محاولة لانحراف الخط السياسي للحزب و اكد بالول “حزب جبهة القوى الاشتراكية هو حزب معارض ولن يقوم أحد بتطبيعه ولا أحد سيدخل الحزب في معارك السلطة و الأفافاس هو حزب سياسي يدعو إلى تغيير جذري للنظام منذ بدايته. لا أحد يستطيع تغيير المسار أو الخط السياسي للحزب”.
زينب بن عزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super