كشفت رئيسة الهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الإستعماري الحقوقية فاطمة الزهراء أن الأقدام السوداء في الجزائر تسلموا كافة ممتلكاتهم وأن ما لا يزال حول هذا الموضوع وراءهم الحركى وأبناؤهم .
وذكرت بن براهم في تصريح لها على هامش الندوة التي نظمتها جريدة المجاهد حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أن ملف الأقدام السوداء طوي بصفة نهائية وأن الحركى وأبناؤهم وأحفادهم هم من يطالبون اليوم بممتلكاتهم مختفون وراء مسمى ” الأقدام السوداء ” و قالت :” لدي وثائق تثبت على أن الملف تم طيه و أن هؤلاء وبعد أحكام قضائية تم تعويضهم ” و أضاف :” لا تخطئوا ليس ” الأقدام السوداء من يطالبون بممتلكاتهم جاؤوا للجزائر وأخذوا أحكام و تعويضات بل “الحركى وأولادهم هم من يتحركون في الوقت الراهن” و تابعت :” المشكل ليس فيهم بل في الجزائر التي تعد ضعيفة و أبناؤها لا يعرفون التاريخ و هناك جهل كامل باتفاقيات إيفيان ومحتواها ومشكلة أخرى في أملاك الدولة “.
وأشارت بن براهم إلى أن فرنسا الاستعمارية دمرت الجزائر في السابق و مازالت موجودة بشكل من الأشكال و هناك من يريد إرجاع التاريخ للوراء الأمر الذي أظهرته مطالبة الحركة بممتلكاتهم .
وتطرقت بن براهم لزيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للجزائر اليوم لتؤكد على أنه على فرنسا تقديم اعتذارها للجزائر وتعيد جماجم قادة المقاومة لمكانهم الأصلي و الأولى وهو بلادهم التي ضحوا من أجلها .
المؤرخ لحسن زغيدي:
ننتظر من ماكرون الاعتذار عن جرائم فرنسا الاستعمارية
ومن جانبه أدرج المؤرخ لحسن زغيدي زيارة الرئيس الفرنسي مانويل في خانة الأمر العادي الذي تعود عليه الرؤساء الفرنسيون مع فارق صغير وهو أنها جاءت متأخرة قليلا، مبرزا ضرورة أن تحمل هذه الأخير الجديد فيما يتعلق بملف الذاكرة.
وأضاف زغيدي لدى نزوله أمسا ضيفا على منتدى جريدة المجاهد أن ملف الذاكرة سيظل شوكة في العلاقات الجزائرية –الفرنسية والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال طيها أو نسيانه إلا بالإعتراف والاعتذار والتعويض الذي هو مطلب شرعي، وقال : “إن الذاكرة لا تمحى وهي من تحدد الحاضر والمستقبل ولا يمكن للعلاقات الجزائرية – الفرنسية مهما كانت أن تكون جيدة أو حتى ممتازة دون تسوية للملفات العالقة المتعلقة بالذاكرة و لا يمكن طي الصفحة والمضي قدما بل يجب على فرنسا أن تضع ” الذاكرة” نصب عينها و تبرمج حاضرها ومستقبلها”، وأضاف ” أقول لما كرون إن بيننا و بين فرنسا الإستعمارية تاريخ لا تمحوه السنين لا يمكن نسيانه ولا التغافل عنه فالجزائر التي ارتكبت في الجزائر تجاوزت ما يتصوره العقل من تعذيب و تنكيل وكل أشكال الدمار ومحاولة طمس الهوية الوطنية”، وتابع :” آن الأوان يا ماكرون وأنت رئيس لفرنسا لجيل ما بعد الاستقلال أن تقدم اعتذرا للجزائر عن جرائم فرنسا الاستعمارية وتجسد عمليا ما قلته خلال زيارتك للجزائر في حملتك الانتخابية للرئاسيات أفعالا والخروج من دائرة التصريحات والأقوال يمكن على أساسه بناء علاقات ثنائية متينة بتجاوز ملف الذاكرة”.
كما شدد زغيدي على ضرورة استرجاع جماجم قادة المقاومة الوطنية الموجودة في متحف الإنسان بوصف الأمر وصمة عار ببقاء رفاة رموز المقاومة في متحف في الوقت أنه الأولى دفنهم بلدهم الذي دفعوا حياتهم ثمنا للحرية التي تتنعم بها البلاد اليوم وذكر : “لا معنى لاستقلالنا من دون استرجاع جماجم قادة المقاومة”.
وعاد زغيدي خلال الندوة للحديث عن مظاهرات 11 ديسمبر والتي كانت موضوع الندوة ليؤكد على أن هذه الأخيرة كانت البوابة التي ساهمت في نقل كفاح و مقاومة الشعب من أجل الحرية و الاستقلال للعالمية وجلبت اهتمام الكثير من الدول كما كانت في الوقت نفسه تطبيقا حرفيا لبيان أول نوفمبر ومؤتمر الصومام ووصفها بالموازاة مع ذلك بيقظة الشعب الجزائري الذي أعطى درسا في كيفية الكفاح والتمسك بحق الاستقلال ورفض الاستعمار وممارسته.
زينب بن عزوز