تعمل الجزائر على إيجاد حلول للهجرة غير الشرعية التي أصبحت اليوم تشكل احد اخطر الظواهر التي تواجه شبابها، خصوصا في الآونة الأخيرة، أين ارتفع عدد “الحراقة” الجزائريين الذين يخاطرون بحياتهم من اجل الوصول إلى الضفة الأخرى.
تنظم، اليوم، وغدا، وزارة الداخلية، ورشات مفتوحة تخص ملف الشباب والتوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية التي تعرف انتشارا غير مسبوقا في السنوات الأخيرة، وستشهد الورشات التي يحتضنها قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، تحت شعار” مستقبل شبابنا..مسؤولية مشتركة ” مشاركة ممثلي عدة وزارات يشاركون في مناقشة ظاهرة الحرقة من مختلف الجوانب وخلق فضاء للتشاور بين مختلف الفاعلين المعنيين من أجل الخروج بتوصيات لوضع خطة لمواجهة الخطر.
ويتضمن البرنامج إلى جانب مداخلات العديد من القطاعات الوزارية وعلى رأسها وزارة العدل ووزارة التربية، أربع ورشات عمل الورشة، الأولى مخصصة التحسيس و الاتصال وفضاء الإنترنت من أجل عمل وقائي مشترك أما الورشة الثانية فأوكلت لها مهمة إدماج الشباب في الميدان الاقتصادي واقع ورهانات وآفاق، في حين ستتكفل الورشة الثالثة بالبرامج الخاصة بالشباب و المتعلقة بالثقافة و الترفيه بين الواقع والتطلعات والورشة الأخيرة بدور تنظيمات المجتمع المدني في التكفل بالشباب العمل الجواري والوساطة.
وتتنامى ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر يوما بعد يوم، ولم تعد تقتصر على فئة معينة، فالشباب، نساء ورجال، و أطفال و عائلاتهم بأكملها أصبحت تخاطر بالإبحار في عرض البحر في قارب قد لا يستطيع قطع حتى ربع المسافة التي يخططون لقطعها، لكنهم ورغم معرفتهم المسبقة بكل المخاطر، و بإمكانية الموت وسط البحر، يغامرون، وما يعطي هذه الظاهرة أبعادًا خطيرة، تواطأ شبكات مافيوية جديدة تعمل على تهريب البشر، و رغم التحقيقات التي تجريها المصالح المختصة، و القبض على عدد من المهربين، إلا أن المسالة لا تزال تحتاج جهود كبيرة للحد منها.
ورغم العقوبات الجزائية التي تطبق على “الحراقى” الذين يتم القبض عليهم أو إنقاذهم في عرض البحر تم يتوجهون للمحاكمة، فلم تعُد رادعة بما فيه الكفاية، وهو ما يطلب البحث عن حلول أخرى رادعة، وستدعي حملات توعية وتحسيس، إضافة إلى البحث عن حلول لمشكل البطالة التي يعاني منها الشباب، الدافع الرئيسي وراء تفكيرهم ب”الحرقة” .
رزيقة.خ