جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تلتقي الحكومة اليوم بالولاة وهو اللقاء الذي يأتي بعد المصادقة على مخطط عمل الحكومة في البرلمان وبعد الحركة الأخيرة الموسعة التي أجراها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في سلك الولاة والتي عيّن على إثرها 25 واليا و4 ولاة منتدبين وأنهى مهام 22 واليا.
وينظم هذا اللقاء الذي يعقد اليوم تحت شعار “من أجل جزائر جديدة” بقصرالأمم نادي الصنوبر بمشاركة نحو 1100 مشارك من أعضاء الحكومة وإطارات مركزية ومحلية ومنتخبين وكذا شركاء اقتصاديين ويندرج الاجتماع في سبيل “بناء جزائر جديدة” طبقا لما دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وسيتناول اللقاء العديد من المحاور من بينها “التحسين المتواصل للإطار المعيشي للمواطن” ،”التسيير العقلاني للعقار الاقتصادي من خلال ترقية الروح المقاولاتية”، “تجسيد الحوكمة الحضرية القائمة على التسيير العصري للمدن الجديدة والتحكم في ملف السكن” “تسيير إشكالية السلامة المرورية”، “فك العزلة عن المناطق الحدودية” فضلا عن “رقمنة الخدمات المحلية العمومية ومراعاة مبادئ الذكاء الجماعي والتنمية المستدامة واللامركزية” على أن تتم مناقشة هذه المحاور خلال “الورشات التفاعلية” التي سيتم تنظيمها بين مختلف المشاركين على مدار هذا الملتقى وهو ما من شأنه أن يفضي إلى ” جملة من التوصيات العملية التي يمكنها أن تترجم التوجهات الاستراتيجية للسلطات العمومية في برامج تنموية ملموسة على أرض الواقع، شاملة لجميع القطاعات” وذاك إلى جانب طرح مواضيع أخرى متمثلة في “التحكم في ظاهرة الاكتظاظ الحضري”، “إدارة أفضل للمحيطات الحضرية”، “المدينة الجديدة عنصر هيكلي حديث ومندمج”، “تخفيف عبء الازدحام المروري بالمدن الكبرى” “التقليص من حدة حوادث المرور”، “تحسين جاذبية ولايات الجنوب والهضاب العليا” “إعادة تنشيط ميكانيزمات التنمية في المناطق الجبلية والحدودية” إلى جانب “استدراك وتطوير المناطق الواجب ترقيتها”.
كما يهدف هذا اللقاء لإحداث قطيعة مع أنماط المخططات المحلية للتنمية المعادلة لبرامج التمويل والتوجه نحو تخطيط حقيقي للتنمية المحلية ووضع نوعية حياة المواطن الإنصاف وتقليص الفوارق في صلب اهتمام النظرة الجديدة للتنمية المحلية وكذا تطوير عرض العقار ذو الطابع الاقتصادي، تسيير شفاف ومنصف وعقلاني للعقار الاقتصادي تسيير متحرر من العوائق القانونية والتنظيمية والبيروقراطية”.
وسيعرف اللقاء تنظيم ست ورشات تتعلق بـ”نوعية حياة المواطن: القاعدة المرجعية للنموذج الجديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، “العقار الاقتصادي: من أجل تسيير مقاولاتي وعقلاني ومتحرر من كل العوائق” “نحو حوكمة متجددة ومتحكم فيها للتوسع الحضري”، “الحركة والأمن عبر الطرق: من أجل استراتيجية متجانسة ومندمجة” “المناطق الواجب ترقيتها : بين طموح الانتعاش وحتمية الجاذبية”، إلى جانب ورشة تتناول موضوع “الرقمنة والذكاء الجماعي: ميكانيزمات امتيازية لخدمة عمومية محلية جديدة”.
لقاء الحكومة بالولاة بداية لتجسيد مخطط جراد
اعتبر المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط أن لقاء الحكومة بالولاة الذي سيعقد اليوم تحت شعار”من أجل الجزائر الجديدة” بقاعة المؤتمرات يكتسي أهمية كبرى سيما وأنه يأتي مباشرة بعد تلقي حكومة جراد للضوء الأخضر لمباشرة تجسيد مخططها والذي هو ترجمة لتعهدات والتزامات رئيس الجمهورية أمام الشعب الجزائري.
وقال بن شريط في تصريح لـ “الجزائر” أن لقاء الحكومة مع الولاة يندرج في إطار “بداية تجسيد مخطط عمل الحكومة والمصادقة عليه من طرف البرلمان ويكتسي أهمية كبيرة لأنه أول لقاء بين واضع المخطط والساعيين لتجسيده على أرض الواقع الممثلين في ولاة الجمهورية والذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة وسيكونون تحت المجهر”، وأضاف: “البرلمان منح الثقة للوزير الأول عبد العزيز جراد بالمصادقة بالأغلبية على مخطط عمله وأضفى المشروعية عليه وعملية تجسيده بحاجة للقاء مع الولاة لكونهم هم من سيتكفلون بترجمته على أرض الواقع عبر 48 ولاية”.
وأبرز بن شريط أن الوزير الأول “سيوجه اليوم خطابا جديا سيضع فيه الولاة أمام مسؤولية كبيرة بضرورة تجسيد عمل الحكومة والعمل على تجسيد المشاريع المخصصة لكل ولاية والتكفل بإنشغالات المواطنين ووضعها ضمن الأولويات مؤكدا أن شعارهذا اللقاء “من أجل الجزائر الجديدة ” يحمل معه عديد الدلائل وعلى رأسها القطيعة مع الممارسات السابقة والمضي قدما في إبراز معالم الجزائر الجديدة التي كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد تحدث عنها ليتم الشروع اليوم في تجسيدها ميدانيا.
وفي السياق ذاته، أبرز المحلل السياسي عامر رخيلة أن لقاء الحكومة مع الولاة اليوم هو “الانطلاقة الفعلية في تجسيد مخطط عمل الحكومة بعد عرضه على المناقشة والمصادفة على البرلمان وسيتم فيه تقديم تعليمات صارمة ومباشرة لكافة المسؤولين من القاعدة للقمة بضرورة العمل على تجسيد مخطط عمل الحكومة ميدانيا وفق رؤية الجزائر الجديدة التي يحملها شعار هذا اللقاء”، مؤكدا أنه “بالإضافة لتعليمات الحكومة سيكون اللقاء في الوقت نفسه فرصة للاستماع للولاة وعرض العراقيل والمشاكل التي تواجههم في تجسيد المشاريع وجها لوجه بعيد عن التقارير الكتابية التي ترقع في كل مرّة وسيكون لهذا العرض للمشاكل والإنشغالات أهمية كبيرة في إعداد قانون المالية التكميلي” .
زينب بن عزوز