لم تتمكن الحملة الإنتخابية من استقطاب الإهتمام الشعبي بعد 10 أيام من إطلاقها، و لم يعر المواطنون أهمية للتجمعات الذي نظمها مرشحوا المجالس البلدية و الولائية، سوى التهكمات التي تدور في صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، و هو ما يثبت عدم تمكن الأحزاب من استمالة المواطنين عن طريق الوجوه و البرامج المعروضة.
بعد دخول الحملة الإنتخابية للمجالس الشعبية البلدية و الولائية لأسبوعها الثاني، لا تزال الأحزاب تحاور نفسها في تجمعاتها الإنتخابية، و التي عمدت لملأ قاعاتها بمناضلي تلك الأحزاب، فيما تحولت قوائم بعض الأحزاب إلى مادة دسمة لسخرية المواطنين نتيجة لطريقة تصميم ملصقاتها أو بسبب الشعارات التي تضمنتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم الإنزال الميداني لرؤساء الأحزاب على مستوى الأحياء في إطار ما يسمى بالحملات الجوارية، أين اختار مسؤولو مختلف التشكيلات السياسية تنظيم تجمعات عبر الولايات واستغلال كافة الوقت المخصص للحملة الانتخابية للتجول عبرها.
إلا أن ما زاد من سوء الوضعية هو غياب خطاب حقيقي يوضح برامج تلك الأحزاب إلا أن الخطاب المستخدم لم يخرج عن كلاسيكيات العمل السياسي في الجزائر حيث حافظت المعارضة عن خطابها المعتاد الذي تتهم فيه السلطة بالتسبب في تراجع المكاسب الاجتماعية وكذا غلاء الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي بعبارات مستهلكة وقديمة لم تعد صالحة لاستقطاب الجمهور، وغرقت الموالاة في توجيه اتهامات الخيانة للمعارضة.
فيما عملت الموالاة على تبرير اختياراتها الكبرى على مستوى هرم الدولة و محاولة الهجوم على المعارضة بصفتها لا تملك أي برنامج و همها الوحيد هو معارضة الرئيس و سياساته.
وإن كانت الانتخابات المحلية غير مرتبطة البتة بالقيادات المركزية للأحزاب، لكن من خلال جولة في بعض الأحياء شرق ووسط العاصمة، على غرار
الجزائر الوسطى ، باب الوادي وغيرها من الأحياء الكبيرة، نلاحظ أن لا شيء فيها يوحي بوجود انتخابات خاصة بالمجالس الولائية ولا حتى بالأميار وأعضاء المجالس البلدية، التي كانت في مواعيد انتخابية سابقة تعرف تدافعا كبيرا بين الأحزاب الكبيرة.
من جهتها تحاول السلطات إقناع المواطن بأهمية الانتخابات من خلال إطلاقها حملات توعية ولعل أبرزها مبادرة وزارة الداخلية والجماعات المحلية حيث أطلقت حملة تعبئة بشعار “معا نبني الجزائر” التي تهدف من خلالها اقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة.
و في انتظار ما ستسفر عنه نتائج المحليات المقبلة يبقى المواطن الجزائري يبحث عن من يجيبه عن تساؤلاته الحقيقية و يوفر له التنمية المطلوبة للنهوض بالوطن.
فلة سلطاني
الرئيسية / المحلي / الخطاب المقدم لم يقدم حلولا للمشاكل الحقيقية للمواطن:
الحملة إنتخابية..بين اتهامات المعارضة وتبريرات السلطة
الحملة إنتخابية..بين اتهامات المعارضة وتبريرات السلطة