انتهت الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر، رغم الظروف المحيطة بها، بالنظر إلى الظروف التي تعيشها البلاد، إلا أنها جرت في توقيتها وتمكن المترشحون من تنشيط تجمعاتهم وجالوا مختلف ربوع الوطن، ليبقى التقييم النهائي بيد المواطن وهو المدعو إلى تقديم صوته الخميس القادم.
يرى خبراء ومختصون في الميدان السياسي والإعلامي، أن المترشحين الخمسة للرئاسيات عانوا ضغوطات كبيرة خلال فترة تنشيطهم لحملاتهم الانتخابية، نظرا للتوتر السائد، غير أنهم تمكنوا في الأخير من تنشيطها و زاروا مختلف ولايات الوطن، وقد اختلفت أراء المختصين، بين من اعتبر أن الحملة الانتخابية “جرت فقط لأنه كان يجب أن تجرى وأنها لم تكن بالمستوى المتوقع”، و بين من رأى أن المترشحين “نجحوا إلى حد ما في تنشيط حملتهم الانتخابية”.
الأستاذ في العلاقات الدولية بشير شايب: “الحملة الانتخابية جرت في ظروف مشحونة”
وفي هذا السياق، يقول الأستاذ في العلاقات الدولية بشير شايب في تصريح لـ”الجزائر”، إنه “لا يخفى على أحد أن الحملة الانتخابية جرت وسط ضغوط على المترشحين وعلى الجمهور الداعم لهم نظرا للظرف السياسي الذي تعيشه البلاد”، وأضاف المتحدث أن معظم المترشحين “معروفين للجمهور وخطاباتهم أحيانا تكون مغازلة للحراك وتتناغم مع مطالبه”. وأشار إلى أن المترشحين الذين ينتمون للأحزاب، سلوكهم السياسي معروف لدى الناخب الجزائري.
ويرى شايب بأن الحملة “لم تكن كما يجب أن تكون نظرا لأنها مرت في أجواء مشحونة، ولم تكن الأجواء السياسية بالهدوء المطلوب والتناغم المطلوب، وبالتالي فهي جرت لأنها يجب أن تجرى”، واعتبر أن بعض التجمعات لم تنجح نظرا لقلة إقبال الجمهور سواء داخل القاعات أو في جولاتهم الميدانية.
أما بخصوص خطابات المترشحين خلال الحملة الانتخابية، فيرى المختص في العلاقات الدولية، أن الظرف حتّم على المترشحين الخمسة أن يقدموا وعودا بالتغيير بالنظر إلى أن الحراك الشعبي لا زال مستمرا، و قال أن المؤشرات الموجودة حاليا توحي بأنه لن يكون هناك إقبال كبير خلال يوم الاقتراع، غير أنه قال أنه قد تحدث مستجدات قد تغير من وجهة نظر الناخبين و يبقى للإعلام والتوعية دور كبيرا في هذا الشأن.
أستاذ الإعلام والاتصال العيد زغلامي: “رغم الصعاب التي واجهتم نجح المترشحون في تنشيط حملتهم”
من جانبه قال أستاذ الإعلام و الاتصال بجامعة الجزائر، العيد زغلامي في تصريح لـ”الجزائر”، أن الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019 جرت في ظروف “استثنائية أزماتية”، وشهدت جوا مشحونا ومتوترا، غير أنه ورغم هذه الصعوبات-لوجيستيكية- فقد تمكن المترشحون الخمسة من تنشيط حملتهم وجالوا مختلف ولايات الوطن، ويرى زغلامي أن الحملة الانتخابية “مرت بثلاثة مراحل، المرحلة الأولى تتمثل في الأسبوع الأول من عمرها، أين كان تردد وترقب، ولأنه أسبوع شهد البداية والبداية دائما ما تكون صعبة، خاصة بعد أن رافقتها بعض السلوكات غير الأخلاقية من عنف لفظي، وأحيانا أعمال شغب”، لكن هذا التوتر-يقول المتحدث- جعل المترشحين يتحدون أنفسهم و يدخلون في “قلب المعركة بعد عملية الإحماء”، أما المرحلة الثانية المتمثلة في الأسبوع الثاني، فهنا تحرر المترشحون نوعا ما، و صححوا أخطاء الأسبوع الأول، ووثقوا في أنفسهم أكثر، و أضاف أن هذه في هذه المرحلة عبر فيها المترشحون عن أهم النقاط في برامجهم و شرحوا مواقفهم و مخططاتهم.
أما المرحلة الثالثة و هي الأسبوع الأخير من الحملة و الذي شهد إجراء مناظرة تلفزيونية بين المترشحين، ورغم أنها لم ترقى للمعنى الحقيقي للمناظرة-يوضح زغلامي- إلا أنهم تمكنوا من الإجابة، و تحرروا و تمكنوا من تنشيط المناظرة رغم كل ما عابها.
و قال زغلامي أن المترشحين وجدوا أنفسهم أمام ثلاث مواقف، أولا موقف مع المتضامنين معهم، و الثاني مع المعارضين للانتخابات، و الثالث مع المترددين الذين لم يحددوا بعد مواقفهم.
وأشار أستاذ علوم الإعلام والاتصال إلى اللغة التي استخدمها المترشحون خلال حملتهم الانتخابية، وقال إنهم “كانوا متحكمين في أبجديات اللغة العربية، وأحيانا كانوا يستعملون الفرنسية للتركيز على أهمية النقاط التي يروجون لها”، وأضاف زغلامي أن المترشحين “كانوا يستعملون ويغيرون خطاباتهم على حسب المناطق التي يقصدونها”، ويرى أنه كان للمترشحين قدرة على تغيير اللغة واللهجة حسب الجمهور المستهدف، وكانوا يستعملون لغة واضحة ومفهومة لدى كل الناس، أما عن تقييم الحملة فقال الأستاذ الجامعي ذاته، أن “المتلقي هو من يستطيع تقييم خطاباتهم”.
واعتبر زغلامي أن وقوف المترشحين في مناظرة تلفزيونية لمدة تجاوزت ساعتان من الزمن وهم واقفون ويجاوبون على الأسئلة بنبرة صوت قوية، دليل على أنهم يتمتعون بصحة جيدة.
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / انتهاء توقيت النشاط والتصريحات والدخول في مرحلة "الصمت ":
الحملة الانتخابية في الميزان
الحملة الانتخابية في الميزان
انتهاء توقيت النشاط والتصريحات والدخول في مرحلة "الصمت ":
الوسومmain_post