حققت أول أمس، التشكيلة الوطنية تأهلا مستحقا إلى الدور ربع النهائي، عندما فاز أشبال المدرب جمال بلماضي على نظرائهم من غينيا بثلاثية نظيفة بأقدام بلايلي، محرز وآدم وناس، في اللقاء الذي احتضنه ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، ليواصل “الخضر” إبداعهم وإقناعهم في كأس أمم إفريقيا، وسط تفاؤل كبير في قدرتهم على مواصلة المشوار دون خطأ.
المستوى في منحى تصاعدي
وواصل المنتخب الوطني مشواره الكبير في “الكان”، بعدما حقق الفوز الرابع على التوالي، غير أن الإطاحة بمنتخب غينيا كان أكثر أهمية بالنظر لمعطياته وإطاره، حيث يندرج ضمن الدور الإقصائي الأول (ثمن النهائي)، والخطأ فيه كان يعني العودة إلى الديار، وقد أكد مرة أخرى رفقاء المتألق إسماعيل بن ناصر بالنظر لمستواهم التصاعدي وتحسن الأداء من مباراة إلى أخرى حسب الكثير من المختصين، وعلى كافة الأصعدة سواء فنيا وحتى بدنيا.
انضباط تكتيكي ولمسة بلماضي تظهر مرة أخرى
ومن الناحية الفنية، فقد أجمع المتتبعون على أن الظهور التكتيكي لـ”الخضر”، أصبح علامة مميزة للتشكيلة الوطنية في هذه الدور، بالنظر للعمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني بقيادة بلماضي، حيث حافظ الفريق على نسقه منذ انطلاق البطولة، والأكيد أن الانصياع إلى تعليمات المدرب والانضباط التكتيكي ساهم بشكل فعّال في النتائج الباهرة، وهو ما يجعل لمسة بلماضي تظهر مرة أخرى، وتفوقه مجددا على نظرائه من المدربين.
إقصاء المغرب ومصر كان درسا مفيدا
واستطاع المنتخب الوطني الإفلات من كمين المنتخب الغيني، متفاديا سيناريو المغرب ومصر اللذان خرجا من دور ثمن النهائي على يد البنين وجنوب إفريقيا في مفاجأة مدوية، غير أن رفقاء النجم يوسف بلايلي، عرفوا كيف يستغلون ذلك، ويحسمون المواجهة بأفضل طريقة وبثلاثية نظيفة، خاصة وأنهم احترموا المنافس ودخلوا بقوة في المباراة التي تعاملوا معها بجدية كبيرة، من أجل تفادي أية مفاجآت غير سارة قد تحوّل الحلم إلى كابوس.
أرقام مرعبة وسيطرة بالطول والعرض
أكّد المنتخب الوطني الجزائري، أنّ بلوغه دور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، لم يكن محض صدفة، وأنّ الفوز على غينيا بثلاثية كاملة ون رد، سهرة أول أمس، لم يكن سوى ثمرة جهد وعمل قام به الطاقم الفني لـ “الخضر” بقيادة جمال بلماضي ولاعبوه منذ فترة طويلة. وترشح الأرقام والإحصائيات التي حققها المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا حتى الآن، زملاء رياض محرز للتتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ الجزائر، وبلغة الحسابات فإنّ “الخضر” يمتلكون أفضل هجوم في البطولة بعدما وصلت عدد أهدافه إلى 9 حتى الآن، كذلك يمتلك المنتخب الوطني أقوى دفاع في البطولة، حيث أنه المنتخب الوحيد الذي لم تتلق شباكه أي أهداف في البطولة حتى الآن.
الحلم أصبح مشروعا والطموح بات أكبر
في غضون ذلك، أصبح حديث العام والخاص في الجزائر عن الحلم الإفريقي وعن إضافة نجمة جديدة في سجل المنتخب الوطني، وذلك بالنظر للمستويات الكبيرة التي يقدما محرز ورفاقه في دورة مصر الحالية، وكانت مباراة أول أمس، ضد غينيا بمثابة تأكيد جديد وبصمة أخرى، توحي بأن “الخضر” يستحقون التتويج باللقب إذا ما واصلوا بنفس العزيمة والإرادة والأداء المبهر باعتراف المنافسين وكل من شاهد التشكيلة، ليصبح الحلم مشروعا بل حتى ومطلوبا بالرغم من تأكيد الطاقم الفني واللاعبين على أن المشوار لا يزال طويلا وأن العمل يجب أن يتواصل.
عادل.ب