سجل المنتخب الوطني الجزائري بداية متعثرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2021، عندما تعادل سلبا أول أمس أمام منتخب سيراليون، ضمن فعاليات الجولة الأولى من المسابقة القارية، وهي النتيجة التي تعتبر مخيبة وغير منتظرة لأبطال إفريقيا والمرشحين البارزين للاحتفاظ باللقب، ما يؤكد أن العديد من الأخطاء ارتكبت في هذه المواجهة فضلا على الظروف المناخية التي جرت فيها وكذا أرضية الميدان التي أثرت بشكل مباشر على أداء “الخضر”. وبالرغم من الإجماع على أن النتيجة أمام سيراليون، لا تعتبر كارثية أو مصيرية، إلا وقعها كان شديدا على الجماهير الجزائرية وكذا التشكيلة الوطنية والناخب الوطني جمال بلماضي، إذ شهدت المواجهة العديد من النقاط السلبية التي تحتاج المراجعة والتصحيح، وكذا الأسباب التيي أدت إلى تعادل مفاجيء أمام سيراليون، ما يستدعي الظهور بأفضل المستويات خلال المباراة الثانية المقررة يوم الأحد المقبل، أمام منتخب غينيا الاستوائية، على ملعب جابوما بدوالا من أجل تعبيد طريق التأهل إلى الدور ثمن النهائي قبل مواجهة منتخب كوت ديفوار في قمة مباريات المجموعة بالجولة الأخيرة من الدور الأول، وهذا لن يتم إلا بتصحيح الأخطاء والسلبيات المسجلة في لقاء أول أمس. ولعل أول نقطة سلبية وسببا في تعثر “الخضر”، اتفق عليها الكثيرين، هي الخيارات الفنية للناخب الوطني جمال بلماضي الذي اعترف شخصيا بتحمل مسؤولية النتيجة، وعلى رأسها في وسط الميدان، عندما اعتمد على الثنائي سفيان فيغولي وياسين براهيمي المتشابهين في مواصفات اللعب إلى جانب مسترجع كرات واحد فقط، تمثل في هاريس بلقبة، وهو الخيار الذي كلف بطل إفريقيا غاليا بعد أن خسر معركة وسط الميدان والصراعات الفردية في هذه المنطقة، بالنظر لعدم قدرة فيغولي وبراهيمي على مجاراة الصراع البدني للاعبي سيراليون، ورغم غياب زروقي وبن ناصر الاضطراري، أثبت دخول بن دبكة في الشوط الثاني الخطأ الذي وقع فيه بلماضي في البداية، على اعتبار أن نجم الفتح السعودي أعاد التوازن إلى خط الوسط، فضلا على هذا فإن المفاجأة كانت في إشراك فيغولي منذ البداية، وهو العائد مؤخرا من إصابة حرمته من أغلب فترات تربص قطر، إذ فشل فيغولي في أداء الدور الذي اعتاد عليه في وسط الميدان من الناحيتين الدفاعية والهجومية، الأمر الذي أثر كثيرا على مردود المنتخب الجزائري، ليقرر بعدها بلماضي استبداله في الدقيقة 65 من المواجهة، بعد أن اتضح له أن نجم غلاتا سراي لم يستعد كامل إمكاناته. إلى ذلك، تأثر لاعبو المنتخب الجزائري كثيرا بالأحوال المناخية الصعبة في مدينة دوالا الكاميرونية عند مواجهته لسيراليون، وظهر ذلك جليا على أدائهم البدني الباهت، حيث وجد زملاء محرز صعوبات كبيرة في مجاراة ندّية لاعبي منتخب سيراليون، ورغم مبررات الطقس الحار والتوقيت المبكر للمباراة، فإن النقص البدني كان من النقاط السلبية في لقاء سيراليون، وهو ما يدفع بلماضي إلى تصحيح الوضع قبل المواجهة الثانية. ومن ناحية الفعالية، أهدر الهجوم الجزائري من الفرص وعدم اتخاذ القرارات المناسبة، سواء بالنسبة لرياض محرز أو إسلام سليماني أو بغداد بونجاح أو ياسين براهيمي، وحتى يوسف بلايلي وباقي اللاعبين الذين سنحت لهم فرصة التسجيل، وعلى وجه التحديد في الشوط الثاني من المباراة، حيث سيطر التسرع وكان سيد الموقف في محاولات الجزائريين، وهو ما على بلماضي تصحيحه قبل المباراة الثانية أمام غينيا الاستوائية.
عادل. ب