يحل شهر رمضان على الجزائريين، بعد ثلاثة أيام في ظرف جد خاص تعيشه البلاد على غرار دول العالم التي تواجه فيروس “كورونا”، حيث تسعى الدولة جاهدة لتلبية مطالب المواطنين بسبب الحجر الصحي المطبق إلى غاية 29 من الشهر الجاري، وكما هو معلوم يعرف الشهر الكريم اجراءات تموين خاصة للمواد الغذائية واللحوم بنوعيها الأحمر والأبيض والخضر والفواكه وتسعى كل من وزارتي التجارة والفلاحة تغطية الطلب بالتنسيق مع الفلاحين والتجار والمواليين.
أكد الإتحاد العام للفلاحين الجزائريين إلى جانب فدرالية المواليين وجمعية التجار والحرفيين على مضاعفة الكميات المواد الأساسية، وضخ أطنان من الخضراوات والفواكه لسد الطلب في السوق المحلي، وضبط الأسعار للحد من المضاربة في رمضان.
وطمأنت ذات الجهة إلى جانب وزارة التجارة، المواطنين على استمرار تدفق السلع الغذائية، مشيرة إلى أنهم “يعملون وفق رؤية القيادة بتوفير مخزون غذائي يكفي المواطنين لعدة أشهر، بالإضافة إلى توفير مصادر بديلة لمختلف السلع والفواكه والخضراوات تحسبا لأي ظروف طارئة قد تحدث في أي مصدر من مصادر الاستيراد”.
محمد عليوي: “آلاف الأطنان من الخضر والفواكه مكدسة والسبب سوء التسويق”
وفي تصريح خص به “الجزائر” طمأن محمد عليوي رئيس إتحاد الفلاحين الجزائريين، المواطنين مؤكدا وفرة المنتوج الفلاحي بملايين الأطنان التي ستضخ في الأسواق، وأكد رئيس الإتحاد الذي يضم حوالي 6 ملاين فلاح، أنه “يوجد فائض كبير في الإنتاج لدى الفلاحين فيما يخص الخضر والفواكه وفي عدة ولايات والأخطر أنه يوجد سوء تسيير في التسويق بسبب غلق الأسواق والطرقات”، حيث أن الفلاحين يقول: “لم يجدوا من يشتري السلع المكدسة” مضيفا “الخضر والفواكه مكدسة والفلاحون لم يجدوا طرق لتسويق وحتى الموالين يعانون نفس الأمر وفي كل الولايات”، وأشار أنه يوجد فائض يغطي الطلب في رمضان وطيلة الصيف، ودعا وزارتي التجارة والفلاحة لتحرك وإيجاد حلول لمشكل التسويق، وفي نفس التصريح أكد عليوي: “نحن كفلاحين نعمل في كل الأوقات والأمطار ساهمت في وفرة المنتوج يبق فقط حل مشكل التسويق”.
الحاج الطاهر بلنوار: “لن تكون هناك ندرة في المواد الغذائية طيلة شهر رمضان”
من جهته، أكد الحاج الطاهر بلنوار في تصريح لـ “الجزائر” أنه “لن تكون هناك ندرة في المواد الأساسية خاصة الخضر والفواكه واللحوم طيلة شهر رمضان”، وقال إنه “حتى المواد الغذائية واللحوم بنوعيها تشهد فائض في الأسواق وبأسعار معقولة وأكد باسم الجمعية أن أسواق الجملة والتجزئة ستبقى طيلة رمضان مفتوحة وأكد أنه وحتى التجار سيبقون يزاولون مهامهم”.
وفي نفس السياق توقع بلنوار استقرارا في الأسعار بحكم توفر المواد الغذائية بكميات كبيرة، وقال إنه “يرتقب أن تعرف تذبذبا في الأيام الأولى بحكم التهافت على السلع ثم سيعود الإستقرار”، هذا ودعا بولنوار المواطنين للتعقل والتزام الاستهلاك العادي وعدم المبالغة في الطلب لأنها سبب للمضاربة في الأسعار.
إبراهيم عمراني: “اللحوم بوفرة ومشكلتنا غلق الأسواق”
وفي نفس السياق، أكد نائب رئيس فدرالية المواليين، إبراهيم عمراني، أن هناك وفرة في اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء لكن يقابلها مشكل التسويق بسبب غلق الأسواق، ويؤكد في تصريحه لـ”الجزائر” أن الموالين “ليس لديهم مشكل إنتاج وإنما تسويق بسبب الحجر الصحي الذي تم على إثره غلق الأسواق الأسبوعية وهي مصدر رزقهم”، وأضاف المتحدث ذاته، أن أكثر من 99 في المائة من الأسواق أغلقت، وقال إن العملية “تسير بصفة غير منظمة”، مشددا أن مصدر الموالين هو “الأسواق وبعد إغلاقها دخل الموالون في أزمة”، ودعا في السياق ذاته مصالح وزارة التجارة التي يقودها كمال رزيق، إلى التحرك من أجل فتح الأسواق.
كمال رزيق يتوعد المضاربين ويؤكد وفرة الإنتاج في رمضان
وفي تصريح له، أكد المسؤول الأول في وزارة التجارة، الوزير كمال رزيق، أن الوزارة في سباق ماراطوني إلى جانب طاقم الحكومة لتسيير هذه المرحلة الخاصة التي تعيشها البلاد بسبب كورونا، ومع حلول شهر رمضان وضعت مخططا خاصا لتوفير كل المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن”، وقال إن كل نشاط الوزارة “منصب على تنظيم السوق وتوفير كل ما يحتاجه المواطن من كل المواد”، وطمأن رزيق المواطنين بتوفير المواد الغذائية مؤكدا أن “كل الأسواق تعيش حالة عادية والمواد بأسعار معقولة”، مبرزا أن الحكومة وفقت في ضبط الأسواق رغم الأزمة الحالية وهذا بفضل كل مؤسسات الدولة التي ساهمت في توفير المواد الأولية.
وقال الوزير رزيق: “أعدنا للأسواق استقرارها ولكن يوجد في بعض المواد مضاربة لكثرة الطلب وليس لنقصانها في السوق”، وشدد على أنه توجد كميات كبيرة ضخت في السوق وسيتم ضخ أطنان أخرى مع بداية رمضان”.
وطالب رزيق من المواطنين التعقل في الاستهلاك لأنه تم ضخ كميات كبيرة من المواد الأساسية تكفي لشهرين، وقال “نطمأن المواطنين أن المواد الغذائية متوفرة ولدى الوزارة مخطط وخريطة خاصة لتوزيع وكل ما هو موجود في المخازن يكفي المواطنين لبداية الثلاثي الثاني من السنة القادمة 2021″، وتوعد الوزير التجار المضاربين في رمضان بالحبس وتسليط أشد العقوبات بمن يتلاعب بالأسعار وتحدث عن عدد ملفات المتابعين قضائيا بأنه تم تقديم مئات الملفات للعدالة للمضاربين بمادة الحليب وسيطبق نفس القانون على كل التجار “الجشعين”.
وتوعد وزير التجارة، كمال رزيق، بمحاربة التجار المضاربين في مختلف الأسواق والمدن ممن استغلوا الظروف الحالية لرفع الأسعار وتخزين المنتجات.
وشدد الوزير رزيق، قائلا: “في الوقت الذي كنا ننتظر تلاحم وتعاون التجار مع إخوانهم المستهلكين بسبب الظرف الخاص الذي تمر به الجزائر مع الأسف خرجا علينا بعض التجار الجملة والتجزئة عديمي الضمير الى استغلال الظرف للرفع من الأسعار و تخزين المنتوجات للمضاربة بدون أي وازع أخلاقي أو وطني وبالتالي وضعوا انفسهم ضد المجهود الوطني المبذول للخروج من الأزمة بأقل الأضرار على المستهلك”.
وطلب وزير التجارة من جميع مصالحه القيام بحملة وطنية بدون هوادة ضد هذه الفئة التي وصفها بـ”عديمة الرحمة”.
رزاقي جميلة