نجح المنتخب الوطني الجزائري في الإطاحة بمنتخب كولومبيا، خلال المباراة الودية التي جرت أول أمس، بملعب “بيار موروا” بمندية ليل الفرنسية، الذي شهد حضورا جماهيريا قياسيا، أين عرف رفقاء النجم رياض محرز كيف يخرجون منتصرين بثلاثية نظيفة، واستطاعوا إقناع المتتبعين بالنظر للأداء الرائع والوجه الطيب الذي ظهروا به.
تداركوا سريعا ومع فريق عالمي
ويبدو أن المنتخب الجزائري قد تجنب فترة الفراغ الذي كان يخشاها متتبعو الكرة المستديرة، بعد تتويجه في شهر جويلية الفارط بكأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها بمصر، وبالرغم من الطابع الودي للمواجهة التي تندرج ضمن تحضيرات الفريقين للتحديات المقبلة، إلا أن الأجواء التي عايشتها التشكيلة الوطنية وكذا الأنصار توحي بأهمية كبيرة للمباراة الذي تقابل فيه “الخضر” ضد منتخب كولومبيا، أقوى المنتخبات في أمريكا الجنوبية والعالم أيضا، فقد كانت ردة فعل أشبال المدرب جمال بلماضي قوية جدا، وذلك بعد التعثر المسجل الخميس الماضي على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة أمام منتخب الكونغو والتعادل إيجابيا (1-1)، فقد اعتمد هذه المرة التقني الجزائري على التشكيلة الأساسية التي صنعت ملحمة مصر وتُوجت بكأس أمم إفريقيا الضيف الماضي، إذ تميز لقاء كولومبيا بنفس الروح التي ظهرت في القاهرة ونفس العزيمة والإرادة، فضلا على ذات المردود الكبير والمستوى الفني الباهر لرفقاء بلايلي يوسف، خاصة وأن النتيجة الثقيلة مؤشر وانعكاس واضح على أن التشكيلة في الطريق الصحيح بقيادة الطاقم الفني الحالي والمدرب بلماضي، الذي بدوره أكد على أهمية الفوز، لكنه في نفس الوقت حذّر من الغرور والتراخي في المواعيد المقبلة، مشيرا في تصريحاته إلى أن عملا كبيرا ينتظر التشكيلة الوطنية، رافضا ”التهليل”، وقال: ”أمامنا الكثير من العمل من أجل تحسين المستوى، الحديث المتبادل مع اللاعبين هو التحسن والتألق مباراة بعد مباراة، هدفنا الآن هو التأهل لكأس العالم 2022”، قبل أن يضيف: ”نحن نرغب في اللعب أمام أفضل الفرق كي نصبح أحسن . أظن أن فريقنا يتواجد في المستوى العالمي ولكن علنيا الاحتكاك أكثر مع المنتخبات الكبيرة”.
الدفاع يؤكد و”كلين شيت” جديدة لـلرايس
ولعل النقطة الإيجابية المسجلة في لقاء أول أمس، تتعلق بالخط الدفاعي لـ”الخضر” الذي أبدى صلابة دفاعية طيلة المواجهة، رغم أن المنافس خاض اللقاء في ظل غياب العديد الأسماء الأساسية مثل رودريغيز نجم ريال مدريد الإسباني، فالكاو لاعب غالاتا سراي التركي وزاباتا مهاجم أتلانتا الإيطالي، فقد استطاع الدفاع بقيادة الصخرة جمال بلعمري الحفاظ على نظافة الشباك ووقفوا صدا أمام هجمات رفقاء كوادرادو، دون أن ننسى حارس العرين رايس وهاب مبولحي الذي قدم هو الآخر مباراة كبيرة وأنقذ العديد من الأهداف.
مستوى محرز في تصاعد مستمر و”الكرة الذهبية” في الأفق
وأكد النجم الجزائري رياض محرز من جديد علو كعبه، ومستواه الكبير منذ فعاليات “الكان” الأخيرة، حيث قدم إحدى أفضل المباريات منذ التحاقه بـ”الخضر”، وذلك بعد مساهمته في الأهداف الثلاث، أين قدم تمريرة الهدف الأول لـ بونجاح (د15)، قبل أن يتكفل بتسجيل الثنائية (د20 و65)، خاصة وأن الهدف الثالث كان من أروع ما يكون بعد عمل فردي وتلاعبه بالدفاع الكولومبي، قبل أن يضعها في الشباك، وهو المستوى الذي يؤهله للمنافسة بقوة في جائزة “الكرة الذهبية” الإفريقية، وقد يكون المرشّح الأبرز لنيلها على حساب السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح، خاصة وأنه يقدم مردودا كبيرا مع ناديه مانشستر سيتي.
العودة للمنافسة الرسمية الشهر المقبل
ومعلوم أن الأمور الحاسمة والرسمية ستجرى وقائعها في شهر نوفمبر القادم والتي تدخل ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021، أمام زامبيا داخل الديار (14 نوفمبر)، ثم أمام المضيف، منتخب بوتسوانا (الـ18 من نفس الشهر). وتواصل الجزائر سلسة النتائج الإيجابية حيث لم تنهزم في اللقاءات الـ15 الأخيرة. وكانت البداية بلومي أمام الطوغو (4-1)ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019.