خطا المنتخب الوطني الجزائري خطوة عملاقة نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، بعد أن عاد بفوز ثمين من ملعب “جابوما” بمدينة دوالا على حساب المنتخب الكاميروني، أول أمس الجمعة، بنتيجة هدف دون رد، ضمن ذهاب الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، في انتظار لقاء الحسم المقرر هذا الثلاثاء بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. واستعاد “الخضر” ثقة جماهيرهم، بعد الوداع المشاركة المخيبة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 التي أقيمت بالكاميرون، والتي انتهت بخروج أبطال نسخة 2019 من الدور الأول بتعادل وهزيمتين، وفي نفس الملعب “جابوما” وبذات المدينة “دوالا”، وهو ما يجعل الفوز على “الأسود الغير مروضة” يكتسي طابعا خاصا، حيث كان الفوز ثمرة عدة أسباب ودروس استفاد منها أشبال بلماضي من المواعيد السابقة، حيث ثأر المنتخب لنفسه وعاد بفوز ثمين وتاريخي أمام منتخب كاميروني لم يذق طعم الهزيمة فوق أراضيه منذ 1998، ليكون فوزا تاريخيا بما أن “الخضر” هو أول منتخب يطيح بـ”الأسود غير المروضة” فوق أراضيها منذ 1998 وكذا الفوز الأول للجزائر أمام الكاميرون في إطار المنافسات الرسمية. ومن الناحية الفنية، قدم “محاربو الصحراء” مستوى مميزا خلال أحداث المباراة، واستحقوا العودة بالانتصار من الأراضي الكاميرونية، لاسيما الخطة التي اعتمدها الناخب الوطني جمال بلماضي الذي إذ انتهج طريقة اللعب “5-4-1″، واختار اللعب بـ3 مدافعين، وهم عيسى ماندي وعبد القادر بدران وجمال بن العمري، إلى جانب الظهيرين رامي بن سبعيني وحسين بن عيادة، مما أضعف كثيرا من خطورة الهجوم الكاميروني الذي يعتمد بصورة كبيرة على الكرات العرضية، واستطاع الجزائريون امتلاك منطقة المناورات في وسط الملعب. ولا يختلف اثنان أن الخروج المخيب من “الكان”، سبب صدمة كبيرة للاعبين والطاقم الفني والجماهير الجزائرية، بالنظر للآمال التي كانت معلقة على التشكيلة للاحتفاظ باللقب القاري، لتأتي موقعة الكاميرون وتكون بمثابة الفرصة من أجل النهوض مجددا وهذا يمر عبر تصحيح الأخطاء السابقة وعلى رأسها الثقة المفرطة والتعالي الذي أصاب بعض اللاعبين، لتظهر جليا الرغبة الكبيرة منهم في العودة بنتيجة إيجابية لمصالحة الجماهير، وبتصميم كبير وروح عالية ساعدتهم في التفوق أمام منافسهم. ومن أسباب تفوق “الخضر”، هو ملعب “جابوما” الذي شهد إخفاقهم في “الكان”، حيث قلب أشبال بلماضي نظرتهم السلبية إليه إلى حافز جعلهم ينهضون مجددا من ذات المكان، إذ يبدو أن إصرار صامويل إيتو على خوض اللقاء بالملعب ذاته لم يكن صائبا، لأنه كان عاملا إيجابيا لكتيبة بلماضي التي اعتادت اللعب على هذا الملعب. يذكر أن المواجهة أمام الكاميرون ستتجدد الثلاثاء المقبل على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ضمن لقاء الإياب الذي سيكون حاسما في سباق التأهل إلى المونديال، إذ يكفي أشبال بلماضي تحقيق التعادل أو الفوز بأية نتيجة من أجل ضمان تواجدهم في مونديال قطر المقرر الشتاء المقبل.
عادل. ب