كشف تقرير صادر عن مركز “Elorden mundial” عن تأثر حجم المبادلات التجارية في المغرب العربي في الآونة الأخيرة جراء الخلاف السياسي بين الجارتين المغرب والجزائر، حيث أصبح لا يتعدى 4.8 بالمائة من حجم المبادلات بين بلدان المغرب العربي، وتمثل هذه النسبة أقل من 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي.
وأفاد التقرير المتخصص في الدراسات الإستراتيجية، أن إغلاق الحدود بين الجزائر اثر بشكل مباشر على النمو الاقتصادي في المغرب العربي، الأمر الذي جعلُ المغرب العربي المنطقة الأقل تكاملاً من حيث المبادلات التجارية في العالم؛ إذ هناك فقط 4.8 بالمائة من حجم المبادلات بين بلدان المغرب العربي، وتمثل هذه النسبة أقل من 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي، مفيدا انه” ومع اندماج كلّي، سينمو الناتج المحلي الإجمالي الفردي لهذه البلدان بنسبة 5 بالمائة على الأقل”.
وفسّر التقرير هذا التأثر الاقتصادي بالصراع المستمر منذ أكثر من أربعين سنة بين الجزائر والمغرب والذي يبقى “وريثٌ لعقليات حاكمة في كلا البلدين” حسب ذات المصدر، مشيرا إلى أن هذا الوضع المعقد قد ساهمَ في تأخير قطار التنمية، وضياع فرص تعزيز التعاون المشترك بين الدول المغاربية.
وأشار التقرير إلى انه بعدَ سنواتٍ من العداء المحمُوم بين الجزائر والمغرب، لا تظهر أيّ مؤشرات في المستقبل القريب لانفراجٍ يتطلّع إليه الشَّعبان المُجاوران، اللذان يتقاسمان التاريخ والثقافة والدين والعادات واللغة، إذ أنّ مُشكل الصحراء يأبى إلا أن يدفع بهذه العلاقات إلى القطيعة والخُصومة الدائمة، فقد أدّى الخلاف الحدودي، حسب ورقة نشرها مركز إسباني، إلى تنافس عنيد تفاقَمَ بسبب النزاع حول الصحراء، عندما أصبحت الجزائر الداعم الرَّئيس لجبهة “البوليساريو”. ويتوقع التقرير، أنّهُ “بعد أكثر من عشرين سنة من الجفاء السياسي لا يبدو أن العلاقات بين الرباط والجزائر ستتحسَّن في الأيام القادمة، مضيفا أنَّ “مستقبلاً غامضاً ينتظرُ قيادة البلدين”.
عمر ح