الخميس , نوفمبر 14 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / "فيتو" أمريكي ضد تولي لعمامرة هذا المنصب:
الخلاف على منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا يعيد الملف إلى الواجهة

"فيتو" أمريكي ضد تولي لعمامرة هذا المنصب:
الخلاف على منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا يعيد الملف إلى الواجهة

في الوقت الذي يكافح فيه العالم فيروس “كورونا”، يبرز الملف الليبي مجددا على واجهة الأحداث على خلفية تجدد العنف في هذا البلد، وعدم الإتفاق على من سيخلف المبعوث الأممي السابق لليبيا غسان سلامة، فالأمم المتحدة تواصل مسعاها للبحث عن مبعوث جديد يحظى بموافقة وتأييد كل الأطراف المعنية والمتدخلة في الملف الليبي، في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، معلومات تفيد بتحفظ واشنطن على اقتراح ترشيح وزير الخارجية الأسبق رمطان لعمارة في هذا المنصب، ليبقى بذلك الانسداد سيد الموقف فيما يخص هذا الملف.
عاد الملف الليبي إلى مسرح الأحداث في أوج الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن تفشي فيروس “كورونا المستجد” في أغلب دول العالم، أين اشتد العنف في هذا البلد في الأسابيع الماضية بشكل ملحوظ رغم المعاناة الإنسانية المتواصلة فيه منذ سنوات، حيث يواصل اللواء الليبي خليفة شن عمليات عسكرية، وهو ما لاقى استنكارا دوليا واسعا، وذلك ما يزيد من تعقيد هذا الوضع وصعوبة المهمة التي تقوم بها الأمم المتحدة ودول الجوار الليبي في مسعاها للبحث عن حلول سلمية والوصول إلى وقف لإطلاق النار و تسوية خارج الحل العسكري، من خلال اقناع الأطراف الليبية المتصارعة للجلوس على طاولة الحوار، لكن يبدو أن التوصل إلى هذا الحل في الوقت القريب حسب المتتبعين قد يكون ليس بالأمر السهل و الهين، وذلك على خلفية الصراع الدائر بين العديد من العواصم و الدول حول هذا الملف، وذلك باستمرار تدخلاتها المباشرة وغير المباشرة وتأييد طرف على حساب طرف آخر، وعرقلة جهود الأمم المتحدة، خصوصا ما تعلق بتعيين مبعوث خاص لها بهذا البلد خلفا للمبعوث السابق غسان سلامة، حيث تدور بأروقة هذه الهيئة الأممية خلافات حول الأسماء التي تطرح في كل مرة لخلافة سلامة، وقد تداولت منذ أن استقال هذا الأخير، عدد من الأسماء، إلا أنها لم تلق تأييدا من عدد من الدول الكبرى.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن عدة مصادر دبلوماسية فقد تداول مؤخرا اسم وزير الخارجية الأسبق رمطان لعمامرة، كمرشح لهذا المنصب، لكن هذا المقترح تحفظت عليه واشنطن، ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي، أنه قبل شهر بدا تولي وزير الخارجية الأسبق منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا أمرا شبه محسوم بعدما حظي ترشيحه بشبه إجماع، غير أن الولايات المتحدة طرحت منذ ذلك الوقت “أسئلة” كثيرة بشأنه في وقت كان فيه “الجميع” راضين عن هذا الخيار.
وقال مصدر دبلوماسي آخر للوكالة، إن مسؤولة في الأمم المتحدة أبلغت مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عقدها الأربعاء حول ليبيا أن غوتيريش بدأ في البحث عن مرشح آخر.
ووفقا لمصدر دبلوماسي ثالث فإن “الولايات المتحدة اعترضت على تعيين لعمامرة بعد ضغوط مارستها عليها مصر والإمارات اللتان تؤيدان المشير خليفة حفتر وتعتبران لعمامرة قريبا جدا من حكومة الوفاق الوطني المناوئة لحليفهما”.
إلا أن مصدرا دبلوماسيا رابعا رجح أن يكون “سبب” الاعتراض الأمريكي على الدبلوماسي الجزائري، هو أن الأخير في نظر واشنطن مقرب جدا من موسكو المتهمة بدعم حفتر.

بوعمامة: “تعيين شخصية دبلوماسية قوية كلعمامرة لا يخدم مصالح عدد من الدول”
غير أنه وإن تأكد ما تم تداوله، واتضحت أسباب تحفظ واشنطن “المزعومة”- حسب الوكالة الفرنسية -على لعمامرة، فقد يكون هذا الأمر بمثابة تأكيد على عدم رغبة العديد من العواصم الإقليمية التي لها دخل مباشر وغير مباشر في هذا الملف في إيجاد مخرج وحل سلمي لهذه الأزمة المعقدة، وهذا ما يؤكد العديد من الخبراء و المحللين السياسين.
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي زهير بوعمامة في تصريح لـ”الجزائر”، أنه “كان من المفروض وحسب ما كان قد أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أن تكون المعركة الوحيدة في العالم اليوم هي الحرب ضد كورونا، وأن الوضع الصحي العالمي فرصة لكل الأطراف التي تتدخل في النزاعات عبر العالم بأن تتوقف، وأن تجنح للسلم وتدخل في مسارات السلام لإعادة توجيه جهود العالم ضد الفيروس المستجد كوفيد19″، لكن-يقول بوعمامة- ما نلاحظه أنه ببعض المناطق التي تشهد نزاعات وحروب نجد أنها استجابت لهذا الطلب ولو جزئيا، وأوقف ولو من جانب واحد عمليات اطلاق النار كحالة اليمن، لكن الغريب في الحالة الليبية نرى للأسف اللواء حفتر لا يزال مستمر في شن معارك رغبة منه في التقدم، مستغلا انشغال العالم بالفيروس، في محاولة لفرض حل عسكري.
وأضاف بوعمامة، أن الجزائر كانت تنتظر أن تدخل الأطراف الليبية المتصارعة في هدنة ويتم وقف حقيقي لإطلاق النار، لكن هذا لم يحدث، بل على العكس شاهدنا عمليات عسكرية يشنها حفتر في مؤشر على أن هذا الطرف ومن يدعمه من دول أخرى لا يزالون يعتقدون بـ”الحل العسكري”.ويقول بوعمامة أن الأمم المتحدة تجد صعوبة اليوم في تعيين خليفة لسلامة، لعدة أسباب، فهذا الأخير فشل في مهمته وتعرض لانتقادات شديدة خاصة من حكومة الوفاق الوطني الليبية التي اتهمته بالمماطلة وعدم الحيادية، وقد يكون من أسباب فشله أيضا الضغوط التي تعرض لها من الأطراف الليبية الأخرى والدول التي تدعمها والتي لا تريد حلا سياسيا.
لكن –يقول المحلل السياسي- “تتحمل الأمم المتحدة أيضا مسؤولية في ذلك لأنها لم تأخذ بجدية قرار وقف إطلاق النار وحضر دخول الأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا”، غير أنه عاد ليقول إنه وحتى الأمم المتحدة وأمينها العام يتعرضون لضغوط من الدول المؤثرة في مجلس الأمن، فهذا الأخير –يضيف المتحدث ذاته- “لو كانت لديهم إرادة قوية من أجل فرض تلك القرارات لفعلت لكنه يبدو أنها لا تريد حلا سياسيا، ولا تملك تصورا مشتركا لهذا الحل السياسي تشرف عليه الأمم المتحدة وهذا ما قد يفسر -إن صح خبر وكالة الأنباء الفرنسية- رفضها شخصية دبلوماسية قوية مثل لعمامرة والذي يمتلك من الحنكة والخبرة الدبلوماسية ما تؤهله وبكل جدارة لمنصب المبعوث الأممي، إضافة إلى أن هذه الدول قد ترفضه بناء على جنسيته، فكونه جزائري فهي تعتقد أنه سيميل إلى المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية وسيحاول تمريرها وفرض الحل السلمي بدلا من العسكري والتعامل مع جميع الأطراف الليبية المتنازعة على مسافة واحدة، وهذا ما لا تريده العديد من تلك الدول، ويرى بوعمامة أنه في الأخير “سيتم تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا قريبا، وسيتم التوصل لا محالة إلى شخصية قد ترضى الأغلبية”.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super