تعد بلدية الدار البيضاء واجهة العاصمة بامتياز لما تحتويه من مرافق هامة على غرار مطار هواري بومدين الدولي، ما يجعلها تعيش حركة نشيطة على مدار العام، بالإضافة إلى تواجد منطقة الحميز المعروفة بحيوية نشاطها التجاري، إذ تعتبر من البلديات الغنية من حيث ميزانيتها المالية التي تفوق الـ317 مليار سنويا، إلا أن قاطنيها فقراء سيما من حيث السكن والعمل.
اختناق مروري
من بين النقاط السوداء، التي تعرفها بلدية منطقة الحميز المتواجدة ببلدية الدار البيضاء، الاختناق المروري الذي تشهده عدة طرقات رئيسية بها، الوضع الذي أثار استياء جل قاصديها، الوضع الذي أثار استياء جل قاصديها خاصة وأنها تعرف حركة مرورية نشيطة بسبب توفرها على العديد من المقرات الإدارية و البيداغوجية التي تعد مقصد الطلبة والموظفين بصفة يومية، وهو الأمر الذي بات ينغص على سكان البلدية يومياتهم ويعطلهم عن مشاغلهم ويتسبب لهم في العديد من المشاكل، آملين من السلطات المعنية إيجاد الحلول المناسبة للقضاء على هذه الأزمة الخانقة، حيث لم يكن الازدحام يشل حركة المرور إلا في أوقات معينة والمعروفة بساعات الذروة، ويحدث ذلك خلال الصباح تزامنا مع الخروج إلى العمل و الالتحاق بمقاعد الدراسة أو الجامعة، وهو ما يفرض على السلطات المحلية والجهات المعنية ضرورة التدخل والعمل على توسعة الطرقات من أجل فك الاختناقات بالمنطقة.
مرافق شبانية بحاجة لتدعيم
رغم كون عدة أحياء بالمنطقة قد استفادت من تهيئة وإنجاز الملاعب الجوارية إلا أن بعضها يعرف عدة نقائص، حيث طالب سكان دار البيضاء بتوفير مساحات خضراء وأخرى للعب والترفيه التي تعرف نقصا بذات البلدية نظرا لمشكل غياب الأوعية العقارية التي من شأنها أن تحتضن تجسيد تلك المشاريع، خاصة وأنهم يتنقلون للأحياء المجاورة أو البلديات الأخرى من أجل قضاء أوقات فراغهم، مطالبين مصالح البلدية بتوفير أماكن للعب خصوصا بالنسبة للصغار في أوقات العطلة التي يعتبرونها المتنفس الوحيد للترويح عن النفس وقضاء وقت أكبر في اللعب والترفيه .
حيث كشف عديد الشباب عن الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها، مطالبين بتخصيص مشاريع شبانية ورياضية للبلدية، خاصة وأنهم لا يجدون أي متنفس لهم ولا أي فضاء يحتويهم ويمنحهم فرصة لتفجير طاقاتهم الإبداعية، وممارسة هواياتهم، فالبلدية تنعدم بها المرافق والهياكل الشبانية والثقافية والترفيهية المجهزة، علما أنها تحصي عددا لا بأس به من الشباب الذين يتخبطون في شبح البطالة وآخرين من خريجي المعاهد والجامعات، ولا يجدون أي مكان يذهبون إليه، الأمر الذي بات ينغّص حياتهم وينعكس على يومياتهم، معبرين في ذات الوقت عن مخاوفهم من ولوجهم إلى عالم المخدرات والانحراف. كما عبر أولياء التلاميذ عن قلقهم إزاء الوضع الذي يعاني منه أبناؤهم في ظل غياب مرافق تحتويهم.
عيادة متعددة الخدمات.. مطلب ضروري
ناشد سكان دار البيضاء السلطات المعنية بضرورة إنشاء عيادة متعددة الخدمات بحيهم، خاصة وأنهم يعانون الأمرين من أجل التنقل الى العيادات المجاورة والتي تفتقر في كثير من الأحيان إلى أبسط الخدمات الصحية ونقص في التجهيزات والأدوية وذلك وفقا لما صرح به بعض من سكان الحي.
الى جانب ذلك فلا يتمكن العديد من المرضى من التنقل بين العيادات المتواجدة على مستوى بلديتهم نظرا للمسافة الطويلة، وهو الأمر الذي يزيد صعوبة في الحالات الاستعجالية.
هذا وصرح بعض السكان بأنهم في كل مرة يتوجهون فيها الى العيادات المجاورة من أجل التداوي أو طلب الاستفسار إلا وقوبلوا بعدم الاكتراث و الإهمال من طرف العاملين في تلك العيادات ، نظرا للأعداد الكبيرة من المواطنين المتواجدين في طوابير لا متناهية في انتظار أن يحين دورهم لتلقي العلاج. زيادة عن الفوضى ونقص المستلزمات الصحية التي زادت من استياء وسخط المواطنين.
وإلى جانب غياب بعض الخدمات الصحية يواجه المواطنون مشكلا آخر يتمثل في اضطرارهم الى التنقل بين العيادات من أجل توفير العلاج لهم أو لأبنائهم. حيث أن بعض المواطنين صرحوا بأنهم سئموا في كل مرة يحتاجون فيها للعلاج بأن يضطروا الى التنقل من مكان لآخر، عوض أن يجدوا عيادة متعددة الخدمات على مستوى حيهم أو حتى بعض الأحياء القريبة منه تكفل لهم توفير العلاج بشكل جيد، متجنبين الفوضى والارتباك الحاصل في عدد من العيادات المتواجدة على مستوى البلدية.
فلة سلطاني – ياسين سوادني