جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
– تسيير الزوايا على الطريقة السابقة قد ولّى
اعتبر مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، بلخضر عيسى، أن الدستور هو محطة هامة ومفصلية في تاريخ الجزائر وخطوة ثانية في المسار التغيير الذي كان نتاج الحراك الشعبي المبارك السلمي الحضاري سبقتها انتخابات نزيهة وشفافة، وأشار إلى أن الدستور هو الدخول لمرحلة تجديد القوانين والمؤسسات هذه الأخيرة التي قال إنها “كانت مزورة وأشباح بلا أرواح”.
وذكر بلخضر عيسى لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى: “الدستور هو خطوة ثانية في مسار التغيير والذي بفضله حراك مبارك عشناه السنة الماضية وهذا الحراك يكفيه فخرا أن يتأكد الناس أنه كان ناجحا وسلميا وحضاريا وهادفا وأعاد الشرعية لمؤسسات الدولة وعلى رأسها الرئاسة بانتخابات نزيهة وشفافة ولا بد اليوم من منظومة قانونية أن تتواكب مع المرحلة الحالية ومنظومة مؤسساتية هي الأخرى لا بد أن تتغير فالدستور القادم معناه ولوج مرحلة لتجديد القوانين والمؤسسات والشعب مل ّ لسنوات عديدة وهو يرى مؤسسات أشباح بلا أرواح ومؤسسات مزورّة”.
وفي سياق منفصل، أكد بلخضر أن تسيير الزوايا على الطريقة السابقة واستغلالها سياسيا قد ولى وأن هذه الأخيرة لها دور ومسؤوليات في خدمة الوطن وتخريج العلماء كما أكد في الوقت نفسه إنه “لا مكان أيضا للناطق باسم الزاوية أو منسق وهو ما كان سائدا في السابق” وأبرز أن الرئاسة هي التي تشرف وتوجه هؤلاء وذكر: “هناك ناس تعودوا في المراحل السابقة على وجود مثل هذه التسميات من هذا الناطق باسم الزاوية الفلانية وآخر منسق لزاوية فلانية هذا لا وجود له حذار لمن يريد احتراف هذه الفكرة و الأسلوب وهو ما يعرض اصحابه لطائلة القانون و لا توجد رحمة في هذا المجال فالرئاسة هي التي تشرف و توجه هؤلاء فيما يخدم البلاد و الدين بعيدا عن الشعوذة سواء الشعوذة الدينية و التي هي بعيدة كل البعد عن دور الزوايا الحقيقية” وأضاف: “ومن يريدون الآن ان يبعثوا هذه الأساليب البالية فلا مكان لهم و فيه أناس للأسف الشديد من استعملوا الشعوذة السياسية للتقرب من الزوايا بحجة البركة فالزاوية بركة و حركة و علم حلم فالرجال النزهاء والذين لهم علم هم على رؤوسنا و ليس تمسح بالطقوس فنحن نريد زوايا خادمة للعلم و مخرجة للعلماء أما الذين يريدون انتحال الصفات فهذا الزمن قد ولى بلا رجعة”.
وعن دور الزوايا والمدارس القرآنية في محاربة الفساد والجريمة ذكر بلخضر: “العودة لموروثنا ونموذج المدرسة والزاوية قديما نحن في مرحلة الآفات الإجتماعية والجريمة ارتفعت بشكل كبير وغريب في الجزائر ومشروع الجمعيات الدينية هو القضاء على ثقافة الانتهازية ونحن نريد للمدراس القرآنية والزوايا أن تكون مركز ومصدر إشعاع يضيء الحياة النفسية والروحية والتربوية والأخلاقية وكثرة الفساد والإجرام ناجم عن وجود فراغ”.
وأكد بلخضر عيسى أن الإستثمار في القضايا ذات البعد الإنساني والإجتماعي بحاجة لتناغم بين مختلف الفاعلين مع ترسانة قانونية للخروج من نمط التسيير السابق وقال: “الإستثمار في القضايا ذات البعد الإنساني والإجتماعي تحتاج لسياسة من التناغم بيم كل الأطراف الفاعلة فيه قطاع عام وخاص وقطاع ثالث هو المجتمع المدني والأمر بحاجة لثورة قانونية ولعل تعديل الدستور والقوانين التي ستأتي بعده هو جزء فلا بد من آليات معاصرة والخروج من التسيير القديم والمخططات الرباعية والخماسية”.
زينب بن عزوز