جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أبرزت الدكتورة خيرة بوخاري أن الكتاب الصادر عن دار خيال للنشر والترجمة والموسوم “الوباء العالمي كوفيد 19 بين المد والجزر وتأثيره على المستويات العالمية –التحديات والآفاق” يضم بين دفتيه آراء خبراء ومختصين من العالم، كوننا تحدثنا عن تأثير الوباء على كل المستويات (المستوى التعليمي، المستوى الصحي، المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، السياحي، الديني، والنفسي….).
وأضافت الدكتورة لــ “الجزائر”، بأن مجموعة من الخبراء والمختصين قدموا آراءهم بخصوص الموضوع، على غرار: البروفيسور د. مكي عبد المومن مختص علم الفيروسات في مستشفى ليون وكان أيضا عضوا في منظمة الصحة العالمية، الدكتور حادي جمال قويدر والخبير الاقتصادي فارس مسدود، والخبير الاقتصادي البروفيسور زهير طافر من جامعة تلمسان والبروفيسور بركو مزور مختصة في علم النفس والخبيرة الدولية في علم الاجتماع أمل فتحي من مصر والدكتور محمد بوحجر، ومدير مكتبة محمد قباطي الجيلالي قوسطو…،انطلاقا من مجالاتهم وتخصصاتهم العلمية.
وانتشر الوباء بين العالم الغربي الذي هو موطن انتشاره الأصلي، والعالم الإسلامي الذي انتقلت إليه العدوى عن طريق السفر والمعاملات التجارية، لذلك كان لابد من النظر إلى الوباء من كل الزوايا والنواحي، فكل جانب يكمل الآخر، وذلك من أجل اتخاذ إجراءات احترازية.
ومكننا ذلك من النظر إلى ظاهرة كوفيد-19في مستوياتها العالمية من خلال نظرتين، كون المستويات التي يعالجها البحث تعد حلقات لعقد واحد وهو العالم، فلا يمكن أن نتحدث عن المستوى الصحي دون المستوى الاجتماعي، ولا يمكن الحديث عن المستوى الاقتصادي دون ربطه بالمستوى السياحي والمستوى السياسي كون أصحاب القرارات هم من يصنعون اقتصادا ناجحا أو فاشلا، ولا يمكن الحديث عن المستوى الاجتماعي دون الحديث عن المستوى النفسي للبشرية جمعاء، كون كوفيد-19 أثر بشكل كبير على نفسيات البشر، ولا يمكن الحديث عن التعليمي دون المستوى الإعلامي، فكل مستوى إلا وله علاقة قوية بالمستوى الآخر، لذلك ننطلق من النظرة الآنية المفروضة على البشرية جمعاء والنظرة المستقبلية التي تحمل العالم على تحمل نتائج أفعاله، وتحتم عليه ضرورة التأهب الأقصى لمثل هذه الفيروسات السريعة الانتشار وإيجاد الحلول قبل توالد فيروسات أخرى وهلاك البشرية.
وانطلق الكتاب من النظرة الآنية للإطار الوبائي كوفيد-19 من خلال معاينة جميع المستويات التي مسها، كون وباء كوفيد-19 قام بمسح شامل لها، وهذا أشبه بجهاز الماسح الضوئي (Scanner) الذي يكشف العلل عن الجسد، فقد كشف عن النقائص الموجودة في كل مستوى، كما كشف عن الثغرات الموجودة في نظام التسيير للكثير من القطاعات، وعليه تمكننا هذه النظرة الآنية من معاينة عوامل التأثير والتأثر، والأضرار النفسية والخسائر البشرية جراء هذا الوباء المفاجئ الذي عرف انخفاضا في الكثافة السكانية، وشللا للمستويات العالمية، ومن هذه الوقائع يمكننا التساؤل: ما مدى تأثير كوفيد-19 على المستويات العالمية؟ كيف يمكن للإنسان إعادة بناء التفكير السليم المبني على ميثاق إنساني وأخلاقي بالدرجة الأولى؟ لأن معاينة المستويات العالمية بدقة ترسم لنا معالم النظرة الاستشرافية التي يمكن تبنيها ونهجها.
صبرينة ك