أكد الكاتب والشاعر الأستاذ الدكتور اللبناني قيصر مصطفى، أن الجزائر كان لها حصة الأسد في قصائده التي كتبها أينما حل وارتحل، مضيفا أنه عشقها قبل المجيء إليها وديوانه الذي جاء في 300 صفحة “هذي الجزائر” عبارة عن مجموعة شعرية وثق فيها أنشطته الثقافية والسياسية التي كان يدعى إليها لحضور الملتقيات والمؤتمرات، حيث قال: كنت أكتب القصائد في كل بلد أحل بها ضيفا وفي هذه القصائد تحدثت عن جهاد الشعب الجزائري في الثورة والجهاد والتاريخ والسياسة، وحتى في الجمال أيضا، معتبرا أن تلمسان الذي كتب عنها قصائد، كان لهذه المدينة وقعها عليه، ولهذا كان ديوانه الشعري جسر عبور مابين المشرق والمغرب في الطريق إلى الأندلس ..ذهابا وإيابا وفي الطريق إلى الحج.
وأضاف الدكتور قيصر مصطفى الذي أقام لقاء شعريا وأدبيا يدخل ضمن لقاءات نادي الشعر التابع للجمعية الثقافية “الجاحظية”، والذي نشطه رضا بورابعة، أنه صال وجال في مختلف بقاع العالم، بما فيها الدول العربية على غرار مصر، الكويت، الامارات، العراق…، وفي كل دولة كان يحل فيها إلا ويعشقها، ولايحس بالغربة فيها، مبرزا أنه زار العديد من مناطق الوطن من بينها تلمسان، مستغانم، بجاية، ورقلة، الوادي، قسنطينة، خنشلة… الخ.
واعترف الدكتور أن تجربته في السياسة عذبته قائلا: عذبتني السياسة، لا عجب وذلك لاعوجاجها… لأن السياسة لاتعذب إلا الشرفاء، عائدا بالحضور إلى أولى فترات حياته، أين ولد وترعرع في قرية “حولا” الفقيرة، التي جرت فيها أول مجزرة للكيان الصهيوني في لبنان وذلك عندما دخل عناصر من الصهاينة باللباس العربي، فاعتقد السكان حينذك أنهم المقاومين فتجمعوا لتحيتهم، لكنهم كانوا مخطئين، عندها قام المتسللون بإعدام ما يزيد عن 80 مواطن من القرية، وفي هذا قال الدكتور “أنا ابن المأساة والنكبة، عشت في قرية بلبنان، وشاهدت الويلات”، لهذا فإن حقدي وكرهي للكيان الصهيوني لم يكن من العدم.
وفي ختام حديثه قال ذات المتحدث أنه يرتجل الشعر، ليختتم مداخلته بقصائد، حيث ألقى على مسامع الحضور مجموعة من أشعاره استهلها بقصيدة عن “وادي سوف”، وقصيدة أخرى بعنوان “ودعتك الآن”….
يذكر أن الأستاذ الدكتور قيصر مصطفى مؤلف وكاتب وشاعر وأستاذ تعليم عالي ومحلل سياسي وإعلامي من مواليد حولا -الجنوب- لبنان 1943، مقيم بالجزائر حصل على دكتوراه دولة في الأدب والنقد سنة 1978 عمل في كل من لبنان، ليبيا، الكويت، الجزائر والإمارات له عدة مؤلفات أدبية وأكاديمية ثلاثة كتب في الأدب الأندلسي كتاب في الأدب المعاصر وكتاب في الأدب المقارن كتاب عن الأدب الشعبي بعنوان “الأساطير والحكايات”، كتاب “الجديد في العروض والقوافي”، 11 ديوان شعري من بينها : “نثارات قلب”، “هذي الجزائر”، “لا تبك دهرك”، “إني اختزلت بك النسا”، “أغنيات شاعر”، “تلمسان”، “نحن يا درة مازلنا”، “بلال”، “حداء الحجارة”،” رثاء الأنيس” .. إلخ وله دراسات قيد النشر والإعداد.
هذا هو المسار المهني للدكتور مصطفى قيصر:
التحق بالتعليم الرسمي حيث أنهى دراسته في المراحل الثلاث وفي عام 1963 التحق بليبيا حيث تحصل بعد أربع سنوات على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1967 ثم انخرط في سلك التدريس بليبيا وفي عام 1971 تحصل على الماجستير في الأدب والنقد من كلية اللغة العربية في القاهرة وفي عام 1978 تحصل على دكتورا الدولة من نفس الكلية في القاهرة وما بين 1967 و1975 مارس التدريس والصحافة والإعلام حيث عمل مذيعا لفترة، انتهت مع تركه لليبيا وانتقاله للكويت، حيث التحق وعلى مدى أربع سنوات كمدرس في المعهد الديني فضلا عن أنشطة ثقافية في إذاعة الكويت حيث كان يقدم حلقات أدبية أسبوعية وفي عام 1980 انتقل إلى الجزائر حيث التحق في سلك التدريس الجامعة، وما زال حتى يومنا هذا يمارس مهنته كأستاذ تعليم عالي، وأثناء ذلك مارس عدة أنشطة فكرية وإعلامية وسياسية كمحلل سياسي في الإذاعات والفضائيات الرسمية والخاصة وشارك في حوارات فكرية وأدبية وتربوية في معظم الإذاعات وكل وسائل الإعلام الجزائرية وكتب لعدة صحف وطنية.
وقد تحصل على الكثير من الميداليات والدروع وشهادات التقدير من المؤسسات الرسمية في الوطن، وقد تخرج على يدي الألوف من الطلبة الجزائريين الذين يتبوءون حاليا أعلى المراكز الأكاديمية وهم منتشرون في مختلف الولايات الجزائرية، ودرس في جامعات تلمسان والجزائر العاصمة والبليدة والمدية، كما درس أكثر من عشرين مادة في مختلف الفنون الأدبية قديمها وحديثها وفي مختلف المراحل في التدرج وما بعد التدرج ..
صبرينة كركوبة