لم ينزل تصريح وزير الداخلية نور الدين بدوي بردا وسلاما على الجزائريين ،بعدما تناقلت وسائل الإعلام المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو عن حرب الشوارع في بشار بين المهاجرين الأفارقة والسكان، في وقت باركت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري المبادرة، وأبدى خبراء آخرون تخوفهم من تبعاتها.
تداولت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أمس مقطع فيديو ،لإحدى حروب الشوارع في ولاية بشار إذ هاجم عدد كبير من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين بالولاية السكان المحليين واندلعت حرب بين الطرفين لم تتمكن مصالح الأمن من تهدئتها بعد تعرض طفلة صغيرة في التاسعة من العمر لمحاولة اعتداء من رعية غير شرعي إفريقي في الجوار، وطالب السكان بالتدخل العاجل للسلطات لوقف الاعتداءات التي يتعرض لها السكان .
وناشد عدد منهم وزير الداخلية بالتدخل لإجلاء هؤلاء الرعايا عن الجوار، وتفاعل عدد كبير من النشطاء الجزائريين مع الفيديو، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل.
وليست هده المرة الأولى التي تندلع فيها أعمال عنف بالولاية ، ففي 24 مارس من السنة الفارطة شهدت الولاية أحداث عنف بين الأهالي وبعض المهاجرين ما أسفر عن العديد من الجرحى بين الجانين، كما عرفت ولاية ورقلة، أيضا في السنة الفارطة ترحيل نحو ألف مهاجر أفريقي، بسبب اندلاع مناوشات شهدتها المدينة عقب مقتل مواطن على أيدي نيجريين.
وكان تصريح وزير الداخلية نور الدين بدوى، أول أمس بولاية تيبازة قد أثار كثيرا من المخاوف، بسبب إعطاء الضوء الأخضر من الحكومة لتشغيل اللاجئين الأفارقة في الجزائر والسماح باستقرارهم واستفادتهم من التكفل الصحي .
وأضاف بدوي خلالها أن السلطات “شرعت في إعداد بطاقية وطنية لإحصائهم وتحديد وضعيتهم بدقة “.
وتؤيد منظمات حقوقية دعم هؤلاء اللاجئين غير الشرعيين الهاربين من الفقر، في حين يبدى طرف ثاني مخاوفه من تحول هذه الفئة إلى عرق جديد سيستوطن بالجزائر ليطالب بحقوقه فيما بعد ، ويشكك هدا الطرف في قدرة الجزائر على تلبية حاجيات هده الأعداد المتزايدة يوما بعد يوم، وراحت أطراف أخرى تبدى تخوفاتها من اندساس عناصر إرهابية افريقية في أعداد هؤلاء اللاجئين وهو ما يشكل خطرا على مستقبل أمن البلاد.
سعيدة بن حبيلس
ثقتنا كبيرة في مؤسسات الدولة للتكفل بالمهاجرين واحتواء الأزمة
قالت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أنها استقبلت قرار وزير الداخلية بكثير من الارتياح ،لأنه يدخل في أطار القيم الأصيلة التي توارثها الشعب الجزائري .
و أضافت المتحدثة أن قرار الوزير صائب ، ومدروس وأنها تثق في مؤسسات الدولة في اختيار هدا المسعى ،لاحتواء الأزمة التي يعيشها هؤلاء اللاجئين .
وأضافت بن حبيلس أن التكفل بمثل هذه الحالات الإنسانية لن يضر بميزانية الدولة، وأن الجزائر ستواصل قدما مد يد العون لطالبي المساعدة ، من دول الجوار، وفندت من جهة أخرى كل الإشاعات التي تروج عن تواجد هذه الفئة من المهاجرين بالجزائر.
وطالبت رئيسة الهلال الأحمر من الجزائريين وكل وسائل الإعلام بعدم الانسياق وراء الإشاعات أو القياس عن بعض المناوشات التي تقع بين الفينة والأخرى وتعميمها على كل الحالات، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت بين المهاجرين في بعض المناطق والسكان.
وكانت بن حبيلس قد حمّلت حلف الناتو فيما مضى مسؤولية تحول الجزائر إلى منطقة استقرار للمهاجرين الأفارقة، بعد تدخله عسكريًا في العام 2011 في ليبيا .
وكشفت إن التدخل العسكري في ليبيا الذي مهد لسقوط نظام معمر القذافي كان سببًا مباشرًا في الاضطرابات الأمنية والسياسية التي يعيشها بعض دول الجوار، ومنطقة الساحل الأفريقي، حيث يتوافد يوميًا العشرات من المهاجرين عبر حدود النيجر ومالي وليبيا وحتى من المغرب.
الناشط الحقوقي عبد السلام عليلي:
هناك تداخل بين اللاجئين الأفارقة والعمل الإرهابي.
كشف الناشط الحقوقي الممثل لمجلس أممي لحقوق الإنسان في الجزائر، عبد السلام عليلي، الذي يتابع ملف تواجد المهاجرين غير الشرعيين بالجزائر أن “ما يؤسف له هو التداخل بين اللاجئين الأفارقة والعمل الإرهابي.
وأضاف: الحقيقة أنه يوجد تسلل، وتم توقيف أكثر من شخص منخرط في جماعة إرهابية، وكثفت مصالح الأمن المشتركة نشاطها من أجل الوصول إلى المتسللين، وتم كشف التسلل عن طريق أحد الأفارقة بعد أن تخلى عنه رفاقه الذين يجري البحث عنهم من قبل الأجهزة الأمنية”.
ومنذ فترة بات تواجد المهاجرين الأفارقة في ولايات الجنوب يشكل، إضافة إلى الأعباء الاجتماعية وظواهر التسول والجريمة وغيرها، هاجساً أمنياً مقلقاً بالنسبة إلى السلطات ، التي تتخوف من إمكانية لجوء تنظيمات إرهابية لاستغلال المهاجرين الأفارقة في عمليات إرهابية، أو التستر وراءهم لتنفيذ عمليات كهذه.
وكانت تقارير أمنية في الجزائر قد حذرت من تسلل إرهابيين، ضمن قوافل المهاجرين السريين القادمين من دول أفريقية إلى داخل الجزائر، بهدف استطلاع وتنفيذ عمليات إرهابية، وذلك بعد اعتقال عدد من المهاجرين الأفارقة يشتبه بصلتهم بتنظيمات مسلحة.
وذكرت التقارير أن الجزائر اعتقلت 28 مهاجراً أفريقياً في منطقة غرداية وتمنراست، يشتبه بدوافع وصولهم إلى الجزائر عبر الصحراء، أو احتمال صلاتهم بمجموعات مسلحة.
ويحتمل أن تلجأ تنظيمات إرهابية إلى الدفع بعناصر منها في صفوف المهاجرين الذين يتسللون يومياً إلى الجزائر عبر الصحراء، ومن الوارد أن تعتمد على عناصر كهؤلاء، إما لاستطلاع الوضع وتقدير الموقف الأمني، أو تمهيداً لربطهم مع خلايا محلية لتنفيذ عمليات مسلحة”.
وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت إحصائيات غير رسمية تكشف بأن عدد المهاجرين الأفارقة في الجزائر يتراوح ما بين 30 ألفًا و 100 ألف لاجئ أفريقي، و أن العدد مرشح للارتفاع يوما بعد يوم .
رفيقة معريش