جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يواصل سعر الدينار تدهوره المخيف مقابل العملات الصعبة في السوق الموازية، حيث تم تداول أرقام قياسية جديدة في الأورو والدولار، أين تداول1 أورو مقابل 200 دينار، في حين تم تداول 1 دولار مقابل 167.5 دينار.
وحطم سقوط الدينار الجزائري أرقاما قياسية تعكس درجة التأثير التي يعاني منها الاقتصاد الجزائري الذي يبقى رهين إيرادات المحروقات، وعجز متنام للميزانية والخزينة، حيث سجلت العملة في التعاملات الرسمية رقما قياسيا جديدا، بعد أن حدد بنك الجزائر 1 أورو مقابل 134 دينار، أما الدولار فتم تداوله مقابل 112.23 دينار. ويمثل النزيف المتسارع لاحتياطي الصرف إلى ما دون 100 مليار دولا نهاية السنة، بعدما سجل نهاية السنة الماضية 114 مليار دولار، واقتراب نضوب رصيد صندوق ضبط الإيرادات ببلوغ حده الأدنى، عاملا إضافيا لتهاوي قيمة العملة الوطنية.
وعلى ما يبدو فان المخاوف التي أبداها كثيرون من تخفيض جديد لقيمة الدينار في البنوك الرسمية ساهم بشكل كبير في ارتفاع العملة الصعبة في وجه الدينار، في الوقت الذي تفضل فيه الحكومة عدم إقامة مكاتب صرف لضمان ضبط التعاملات التي تبقى خارج الدائرة الرسمية في جزء كبير منها، حيث لازال مشروع إقامة مكاتب الصرف حبيس الأدراج على الرغم من أن مصالح بنك الجزائر قد رخصت رسميا لدخول مكاتب الصرف المعتمدة لتجارة العملة الصعبة، مانحة الفرصة أمام الأشخاص الطبيعيين المقيمين أو غير المقيمين لفتح المكاتب، وذلك في مسعى استبدال سوق “السكوار” غير القانونية بأخرى رسمية قانونية، لتستفيد منها الدولة لإثراء مداخيلها المحلية، إلا أن القانون بقي حبرا على ورق نظرا لعدم تحمس المتعاملين دخول غمار هذا النوع من النشاط بالنظر لضعف المردودية فيه، مما جعل المكاتب الستة المعتمدة تعيش حالة فتور في نشاطها بسبب منافسة سوق «السكوار»، الأمر الذي ألزم بضرورة إعادة كافة الحسابات واتخاذ إجراءات وقائية لذلك.
بالمقابل يصر البنك المركزي على انتهاج سياسة “التعويم الموجه”، والتي تعتمد على تخفيض قيمة الدينار من أجل تقليصٍ حجم العجز المسجل في الميزانية العامة للبلاد، والتي بلغت 7,32 مليار دولار خلال الثمانية (8) أشهر الأولى من عام 2017 ما بين جانفي و نهاية أوت وهو يمثل قيمة معتبرة على الرغم من تراجعه على اعتبار أنه بلغ في نفس الفترة من السنة الماضية 12,32 مليار دولار مسجلا انخفاض بنسبة 40,12 في المائة.
عمر حمادي