قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, في واغادوغو ان “جرائم الاستعمار الاوروبي لا يمكن انكارها” داعيا الى ارساء “علاقة جديدة” بين بلده و القارة الافريقية, مؤكدا رفضه للتدخل العسكري الذي قادته فرنسا في عهد الرئيس الأسبق, نيكولاس ساركوزي, في ليبيا سنة 2011 و الذي أدى إلى سقوط نظام معمر القذافي, حسبما أوردته مصادر اعلامية.
وقال ماكرون في خطاب ألقاه أمام نحو 800 طالب في جامعة واغادوغو في إطار جولته الافريقية, أن “جرائم الاستعمار الاوروبي لا يمكن انكارها, ولكنه ماض يجب أن يمر”, داعيا الى ارساء “علاقة جديدة” بين واغادوغو و باريس.
ودعا الرئيس الفرنسي أيضا إلى “عدم ترك بعض الاشخاص يستغلون الدين في تدمير أصحاب المعتقدات المختلفة”, مذكرا بأن كل الاديان قائمة على رسالة الحب و الأمل.
وردا على سؤال حول دور فرنسا في الإطاحة بنظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي سنة 2011 بعد تدخلها العسكري في البلاد, قال ماكرون أنه “لا يؤمن بالحلول العسكرية حين لا تأتي ضمن رؤية دبلوماسية و حل سياسي على الأرض”, مضيفا أنه “لم يكن ليؤيد التدخل العسكري في ليبيا لو كان حينئذ رئيسا لفرنسا”.
وأوضح أنه “لم يكن هناك جدوى من مهاجمة الرئيس القذافي بدون حل يحظى بشرعية قوية على الأرض لأن مستقبل ليبيا في النهاية هو أمر يقرره الليبيون”, مشددا عن “دعمه لسيادة الدول واستقرارها وسلامة أراضيها ومساعدة المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتعرضون للقمع”, وعلى “عدم تأييده للتدخلات الخارجية التي تثير الفوضى بدون حل سياسي”.
وأضاف أن “فرنسا تسعى حاليا لبناء استقرار سياسي في ليبيا وبذل كافة الجهود حتى تستعيد الاستقرار ووضع حد لمعاناة المهاجرين”, كما أعرب عن رغبته في تعزيز الشراكةً في مجال المدارس والجامعات ودعم المرأة الأفريقية, وتمكين الفتيات من اختيار مصير مختلف عن الزواج المبكر في سن 13 أو 14 عاما, على حد تعبيره.
في سياق متصل, عبر الرئيس الفرنسي عن تأييده لتغيير اسم (الفرنك) الإفريقي أو توسيع نطاقه حال أبدت الدول الإفريقية الرغبة في ذلك, مشيرا إلى أن فرنسا ستدعم اختيار القادة الأفارقة في هذا الشأن .
وأضاف أن الفرنك الإفريقي, الذي يعتبره المعارضون أحد أدوات نفوذ ما بعد الاستعمار, “يوفر الاستقرار النقدي لـ 14 دولة في جنوب الصحراء الكبرى تقوم باستخدامه”, مشيرا إلى أن ذلك هو السبب في إبقاء الدول الإفريقية المعنية عليه.
يشار إلى أن التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا جدد منذ حوالي شهر رغبته في استحداث عملة جديدة موحدة للدولة ال15 الاعضاء بالتجمع وذلك اعتبارا من 2020 الا نيجيريا أحد الدول المؤثرة في المنطقة أبدت تحفظها على هذا المقترح.
من جهة اخرى, تعهد ماكرون الثلاثاء اثر اجتماعه برئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري بنزع السرية عن كافة الوثائق الفرنسية المتعلقة باغتيال رئيس بوركينا الاسبق توماس سانكارا في 1987.
و ظل ملف اغتيال سانكارا الذي كان مناضلا ضد الاستعمار وداعيا للوحدة الافريقية من اكثر الملفات حساسية في العلاقات بين فرنسا و بوركينافاسو لفترة 27 عاما من حكم الرئيس السابق بليز كومباوري الذي خلف “اب الثورة” البوركينية.
كما تطرق ماكرون الى ملف شائك آخر هو ملف فرنسوا كومباوري شقيق بليز الموقوف في فرنسا منذ نهاية اكتوبر في اطار تحقيق في اغتيال الصحافي نوربرت زونغو في 1998 والذي تطالب سلطات واغادوغو بتسليمه لها, حيث قال الرئيس الفرنسي أن قرار اطلاق سراح فرنسوا كومباوري يعود للقضاء الفرنسي , متعهدا ببذل كل ما بوسعه لتسهيل ذلك.
الوسومmain_post