عاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للظهور من جديد والإشراف على العمل الرئاسي بالشكل الذي كان عليه من قبل، حيث قام أول أمس باستقبال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، الذي قدم له ملفا خاصا عن الوضع في المنطقة، وبالخصوص الملف الليبي الذي يقوم الوزير مساهل بالاشتغال عليه كثيرا هذه الأيام .
الظهور الجديد للرئيس بوتفليقة، جاء عقب موجة كبيرة من الشائعات والأخبار الكاذبة في وسائل الإعلام، التي استغلت بيانا أصدرته الرئاسة الجزائرية سابقا، والمتمثل في إصابة الرئيس بوعكعة صحية على مستوى الشعب الهوائية، حيث تناقلت هذه المواقع والجرائد الخبر وحملته في غير سياقه، موهمة الرأي العام بأن الرئيس بات في خبر كان وأن وفاته أصبح أمرا حتميا لابد من التسليم به، وهو ما دفع ببعض سفراء الجزائر في الدول العربية إلى إنكار كل هذه الشائعات، على غرار سفير الجزائر في لبنان أحمد بوزيان، الذي صرّح أن الرئيس بوتفليقة بحالة صحية جيدة ويمارس مهامه بشكل عادي، مضيفا أنّ “هؤلاء يغارون من الجزائر لما تتمتع به من أمن واستقرار في ظل ما يجرى على مستوى المنطقة والعالم”.
الافلان: الإشاعات حول الرئيس مغالطات مبنية على أجندات خاصة لا تخدم إلا القوى الخارجية
حزب جبهة التحرير الوطني، صاحب الأغلبية البرلمانية وصاحب السيادة في الحكومة الجزائرية، اعتبر أن “كل هذه الإشاعات ما هي الا مغالطات مبنية على أجندات خاصة لا تخدم إلا القوى الخارجية التي تريد زعزعة استقرار البلاد وإدخالها في نفق مظلم شبيه بذلك الذي سلكته بعض الدول العربية منذ انطلاق الربيع العربي”، حسب تصريح العضو البرلماني عن الحزب، الياس سعدي، والذي أضاف قائلا، “إن الكثير من الإشاعات التي يتم تداولها في هذا الموضوع أصبحت بالنسبة لنا عادية، لأن أصحابها معروفون ويريدون استغلالها والاستثمار فيها من أجل الحصول على مكاسب سياسية لا أكثر ولا أقل، وكلمتي لهؤلاء الأحزاب أن يجتهدوا بملأ قاعاتهم أولا، وإظهار أنفسهم بالشكل الذي يليق بحزب سياسي، لأنهم في الوقت راهن ما هم إلا جمعيات بل إن هناك جمعيات وطنية أكبر منهم بكثير سواء من حيث العدد أو الفائدة، ولذلك فان نصيحتي لهم أن يهتموا بأحزابهم ويعملوا على بناء إستراتيجية ناجحة وإنشاء برنامج ايجابي يخدم الوطن، عوض رفع لواء النقد السلبي الذي لا يخدم البلاد”.
جيلالي سفيان: الظهور الأخير للرئيس لم يكن وفق تطلعات المواطنين
من جهته، صرّح جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد، والمعارض القوي للحكومة الجزائرية، أن الظهور الأخير للرئيس بوتفليقة لم يكن وفق تطلعات المواطنين، ذلك أن الرئيس لم يخاطب الشعب منذ سنوات طويلة وأن ظهوره في التلفزيون لا يعد مكسبا كبيرا حتى تقوم أحزاب الموالاة باستغلاله بهذا الشكل، قائلا “الشكل الذي ظهر به الرئيس دليل على أنه مريض وبحاجة إلى الراحة، ولذلك فإننا نطالب الأحزاب الموالية بالاستحياء وعدم المتاجرة باسم الرئيس، ونقول لهم ارحموا الرئيس واتركوه لحاله، ودعونا ندخل في مسار شرعي جديد نبني به وطن قوي قادر على مواجهة كل الصعاب”.
محمد ارزقي فراد: نطالب بتفعيل المادة 88 من الدستور
وفي السياق ذاته، قال الكاتب الدكتور محمد أرزقي فراد، أنّ الشكل الذي ظهر به رئيس الجمهورية مؤسف ويوحي بعدم قدرته على أداء مهامه، فالرئيس مكلف بالعمل لاثنتي عشر ساعة في اليوم، ولكن الواقع يوحي بأن الرئيس غير قادر على ذلك، مضيفا في الوقت ذاته، مطالبة محيط الرئيس بأن يرفقوا به ويتركوه يرتاح، لأن الجزائر أصبحت مثالا سيئا في إفريقيا وليس حتى في أوربا، قائلا ” انه من دواعي الأسف أن نرى رئيس الجمهورية الجزائرية بالصورة التي ظهر عليها، حيث بدا عاجزا على العمل لساعة واحدة فما بالك 12 ساعة مجبر أي رئيس دولة على أدائها”، وأضاف قائلا ” نحن نطالب بتفعيل المادة 88 من الدستور لأن منصب الرئيس بات شاغرا ولابد من انتخاب رئيس جديد لأن هذا يدخل ضمن مصلحة الوطن”.
الرئيس بوتفليقة يجدد حرص الجزائر على تعميق تعاونها مع تونس
من جهة اخرى، جدد رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, في برقية تهنئة بعث بها الى نظيره التونسي, الباجي قايد السبسي, بمناسبة ذكرى استقلال بلاده, حرص الجزائر على تعميق سنة التشاور والتعاون التي تجمع البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية, تحقيقا لآمال وتطلعات الشعبين.
وجاء في برقية رئيس الجمهورية: “يسعدني, والشعب التونسي الشقيق يحيي الذكرى الواحدة والستين لاستقلاله, أن أتقدم إلى فخامتكم, باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي, بأحر التهاني وأطيب التمنيات, راجيا من المولى عز وجل أن يمتعكم بموفور الصحة والعافية وأن يحقق للشعب التونسي الشقيق مزيدا من التطور والرقي والازدهار في ظل قيادتكم الرشيدة”.
وأضاف : “إن حلول هذه الذكرى المجيدة مناسبة لاستحضار تضحيات الشعب التونسي من أجل الانعتاق من نير الاستعمار الغاشم واستعادة سيادته الوطنية والنضال المشترك لشعبينا الشقيقين من أجل الحرية والكرامة”.
واستطرد رئيس الدولة قائلا: “كما تعد أيضا مناسبة للتفكير سويا في كيفيات مضاعفة الجهد الكفيل بتوطيد أواصر الأخوة التاريخية, وتعزيز سنة التنسيق والتشاور التي دأبنا عليها بما يخدم المصالح العليا لبلدينا وشعبينا الشقيقين”.
وخلص الرئيس بوتفليقة مخاطبا نظيره التونسي: “ولا يفوتني في هذا المقام أن أعبر لكم عن ارتياحنا للمستوى المرموق الذي بلغته العلاقات الثنائية بين بلدينا, مجددا لكم حرصنا التام على العمل سويا من أجل تعميقها والارتقاء بها, في مختلف المجالات, إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من أجل تحقيق الآمال والتطلعات المشروعة لشعبينا الطامحين إلى العيش الكريم ضمن الفضاء المغاربي”.
عادل فداد