أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في حوار خص به قناة “روسيا اليوم”، مساء الجمعة، أنّ الحراك الشعبي “أنقذ الدولة من الإنهيار والإنزلاق“، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن “التظاهر حق للشعب ونخشى من انزلاقه نتيجة اختراق صفوفه“، وواصل الرئيس تبون: “يجب أن يتحقق التوازن بين عمل المؤسسات لكي لا ننزلق إلى الحكم الفردي“.
أوضح الرئيس عبد المجيد تبون في أول حوار أجراه مع قناة تلفزيونية أجنبية، أن “الأولوية لدستور جديد قبل الشروع في إجراء انتخابات تشريعية، يجب الانتهاء من إعداد دستور جديد، وقانون الانتخابات قبل نهاية العام الحالي، سنعمل على بناء اقتصاد متنوع يعود بالخيرات على الجميع وليس على فئة من الشعب”.
في سياق مغاير، أبرز الرئيس تبون أن في الجزائر “يوجد كنز من الثروات وتنمية الاقتصاد الداخلي أمر مهم”، مؤكدا في السياق ذاته، أنه “ليس من السهل الانتقال من اقتصاد الأقلية إلى اقتصاد وطني، نسعى إلى اقتصاد شفاف مبني على صناعة حقيقية بمنأى عن التغييرات السياسية، ولا مانع من أن تكون السياحة داعما للإقتصاد الجزائري، غير أنه أمر يحتاج إلى تنظيم”.
واعترف الرئيس عبد المجيد تبون مثلما كان الأمر عليه في لقاء الحكومة بالولاة، أن “الريف هو الأكثر تأثرا من الاستعمار ولم أطلب من أي مسؤول تحويل الريف إلى مدينة.. تعزيز الرقابة في الريف يكون عبر مسؤولين محليين لا الوزراء فحسب”.
وفي الشق الدبلوماسي، تطرق تبون إلى القضية الليبية، بقوله “أقل ما يمكن فعله لليبيا هو رد الجميل لشعبها على موقفه من ثورة التحرير”، وبخصوص العلاقات مع المغرب، أكد رئيس الجمهورية أن إغلاق الحدود مع الجار المغربي “كان رد فعل ونؤمن بأن امتداد الجزائر هو المغرب، المشاكل لا تحل بالمناورات وعزل الآخر والأمل قائم في عودة الأمور إلى نصابها”، وحول دور الجزائر في حل الأزمة الليبية المتفاقمة، قال رئيس الجمهورية “نقف على مسافة واحدة من جميع الليبيين ولن ننحاز لطرف على حساب آخر”.
وبخصوص العلاقات الجزائرية-الروسية، أبرز تبون أن “روسيا دولة تكاد أن تكون شقيقة والعلاقات معها بحجم التفاهم السياسي، تلقيت دعوة من الرئيس الروسي لزيارة موسكو وسألبي الدعوة بكل فخر”، ليعلق الرئيس تبون على “صفقة القرن” التي أعلنت عليها الإدارة الأمريكية، بالقول “للجزائر رصيد دبلوماسي تحسد عليه والقضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية محورية.. صفقة القرن لن تمر ولا يوجد أساس تستند عليه والدولة الفلسطينية ستقوم حتما، هناك إجماع على رفض صفقة القرن ونتمنى قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967”.
وفي رده على سؤال حول زيارة مرتقبة لأمير قطر، قال الرئيس تبون إنه “مرحب به وإن الجزائر لا تنتظر أي مقابل لتوسطها بين الأشقاء”، مشددا أن “للجزائر رصيد تحسد عليه في الوساطة الدبلوماسية بين المتنازعين منذ استقلالها، ومرت الدبلوماسية بفترة فتور واليوم العودة إلى الساحة الدولية هي مطلب شعبي.. لم نطلب أي تعويضات مالية من الدول التي نتدخل بها لحل أزماتها وهذه تقاليدنا”.
وعن العلاقات التي تربط الجزائر بمختلف الدول العربية، أفاد الرئيس عبد المجيد تبون، قائلا: “كنت على وشك زيارة السعودية لكنها تأجلت بسبب ازدحام برنامجي”، وتابع في رده على سؤال حول موقف الجزائر من مطالب إعادة دمشق إلى الحضن العربي، “سوريا دولة مؤسسة للجامعة العربية وضعفها دوليا يعود لكونها من دول المواجهة”.
إسلام كعبش