حل أمس، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالمملكة العربية السعودية في إطار زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وينتظر أن يهيمن الجانب الاقتصادي على المباحثات بين مسؤولي البلدين، حيث سيتم التباحث حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وإعطاء ديناميكية جديدة للتعاون الثنائي وفتح آفاق واعدة للشراكة ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى التباحث في مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اعتبر خبراء في العلاقات الدولية، أن العلاقات مع المملكة العربية السعودية هي في غاية الأهمية، باعتبارها دولة محورية في النظامين الشرق أوسطي والخليجي، وإضافة إلى كونها دولة ذات تأثير اقتصادي فهي تعد ثاني اكبر بلد منتج النفط وثاني دولة تمتلك اكبر احتياطي من هذه الطاقة الحيوية في العالم، كما أن تطوير العلاقات مع السعودية مهم بالنظر إلى الامتداد التاريخي الذي يربط الشعبين.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلاقات الدولية بشير شايب في تصريح لـ”الجزائر”، “العلاقات مع العربية السعودية مهمة جدا باعتبارها دولة محورية ولا يمكن حلحلة مشاكل المنطقة السياسية أو الاقتصادية دونما المرور على المحور السعودي الذي ما فتئ يكبر ويتبلور”.
ويرى شايب بأن زيارة الرئيس تبون إلى السعودية تأتي بعد زيارة أمير قطر للجزائر أول أمس، والذي قال خلالها “نحن بحاجة إلى الجزائر لحل الأزمات”، قد يفهم منها “بوادر وساطة جزائرية لحل أزمة قطر مع ما عرف بدول الحصار وهي البحرين والسعودية والإمارات ومصر وهذا نظرا لتشابك مواقف الدول الخليجية حيال أزمات المنطقة بدء من سوريا إلى ليبيا واليمن والموقف من العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وتوقع شايب إنه وبالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين السعودية والجزائر، فمن المنتظر أن يناقش الرئيس عبد المجيد تبون مع الملك السعودي، الأزمة في ليبيا وقضايا أسواق النفط خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا وتراجع الطلب الصيني على النفط مما يؤثر على أسعار الطاقة.غير أن الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقعدة فيستبعد تدخل الجزائر كوسيط لحل الأزمة التي نشبت بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، على اعتبار أن هذا الصراع حسب بوقعدة “عميق ومرتبط بموروث تاريخي”، واعتبر أن تصريح أمير دولة قطر خلال زيارته للجزائر الذي قال فيه “نحن بحاجة إلى الجزائر لحل الأزمات قد تكون فيه إشارة للأزمة الليبية وليس للأزمة الخليجية، كون هناك دول عظمى تربطها مصالح مع دول الخليج المعنية بالأزمة، أقوى من المصالح التي تربط هذه الأخيرة بالجزائر التي حاولت التدخل لكنها لم تنجح في إيجاد حل لهذه الأزمة”.
ويرى بوقعدة أن زيارة الرئيس تبون للسعودية هي “زيارة مجاملة وتلبية لدعوة الملك السعودي إضافة إلى أنها تحمل طابع اقتصادي، حيث تسعى الجزائر للحصول على موارد مالية لتنويع الاقتصاد وخلق استثمارات من خلال تشجيع المستثمرين السعوديين لإقامة مشاريع في الجزائر”.
رزيقة.خ
في أول خرجة دولية له:
الوسومmain_post