شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأحد، في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية الجلفة، أشرف خلالها على تدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية الهامة.
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بولاية الجلفة على تدشين ووضع حيز الخدمة لخط السكك الحديدية الرابط بين بوغزول (المدية)-الجلفة-الأغواط على مسافة 250 كلم وبسرعة 220 كلم في الساعة.
وبعد مراسم الاستقبال من طرف السلطات المدنية والعسكرية ومنتخبي وأعيان الولاية، في إطار زيارة العمل و التفقد، أشرف الرئيس تبون، الذي كان مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة و أعضاء من الحكومة، على وضع حيز الخدمة لهذا الخط (شمال-جنوب) وتدشين محطة مختلطة لنقل المسافرين وشحن البضائع التي تتمركز منشآتها بالجهة الجنوبية الشرقية لمدينة الجلفة.
وكانت الفرصة سانحة لرئيس الجمهورية خلال تدشينه لهذا المشروع لتفقد ومعاينة كل المرافق الخدماتية التي توفرها المحطة المختلطة للسكك الحديدية بعاصمة الولاية التي أنجزت بمقاييس عالمية وبتصميم هندسي راقي أثبتت فيها مؤسسات وطنية كفاءتها العالية.
ووفقا للشروحات المقدمة لرئيس الجمهورية بعين المكان, يقدر طول الخطوط المنجزة بسواعد جزائرية بحتة، تحت إشراف مؤسسات وطنية لها صيتها في هذه المشاريع الكبرى, ب321 كلم ستعبر بهذه الولاية لمرحلة جديدة تحقق فيها رؤية تنموية مستدامة.
إطلاق مشروع بعث السد الأخضر
أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأحد، بولاية الجلفة، على إعطاء إشارة اطلاق مشروع بعث السد الأخضر الذي يحمل أبعادا بيئية واقتصادية جديدة لخلق الثروة في مناطق شاسعة من الوطن.
وفي هذا الإطار، وقف رئيس الجمهورية بمنطقة المعلبة (بلدية الجلفة) على البدء في المرحلة الاولى من المشروع و المتضمنة تشجير 400 ألف هكتار في أفق 2026.
وبالمناسبة، تم بذات المنطقة الشروع في غرس مختلف أصناف الأشجار على مساحة قدرها 70 هكتارا ضمن مشروع إعادة بعث السد الأخضر.
وساهم في عملية التشجير، التي اشرف عليها الرئيس تبون، و التي شارك فيها رمزيا بغرس شجرة، افراد من محافظة الغابات الولائية وكذا عناصر من الكشافة الاسلامية الجزائرية وممثلي المجتمع المدني.
ويستهدف تنفيذ مشروع إعادة بعث السد الأخضر رفع مساحته من 3,7 إلى 4,7 مليون هكتار بالمناطق السهبية حيث سيمس 13 ولاية و 183 بلدية و كذا 1200 منطقة.
وعليه سيتم غرس مليون هكتار من مختلف أصناف الأشجار لاسيما منها المثمرة لما لها من خصائص كمقاومة المناخ السهبي و لقيمتها الاقتصادية الكبيرة.
ويغطي السد الاخضر من شرق البلاد الى غربها ولايات النعامة، البيض، الأغواط، الجلفة، المدية ،البويرة ، المسيلة ، باتنة، خنشلة، تبسة، سطيف، برج بوعريريج وبسكرة، وسيعود هذا المشروع بالفائدة على أكثر من 7 مليون نسمة.
ويسهر على تجسيد مشروع السد الاخضر في اطار المقاربة الجديدة كل من محافظات الغابات ومديريات المصالح الفلاحية بالولايات المعنية وكذا المحافظة السامية لتطوير السهوب على ان تتواصل الأشغال لمدة 7 سنوات.
وكان رئيس الجمهورية قد أكد خلال مجلس الوزراء المنعقد في 30 أوت 2020 على ضرورة إعادة بعث مشروع السد الأخضر بمساهمة ومشاركة فاعلة لكافة الجهات المعنية سيما منها المجتمع المدني.
يشار الى ان الرئيس تبون قد شرع في وقت سابق اليوم في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية الجلفة يشرف خلالها على تدشين ومعاينة عددا من المشاريع التنموية الهامة.
مشروع تأهيل وتوسيع وبعث السد الأخضر
يرمي مشروع إعادة بعث وتأهيل السد الأخضر، الذي اشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، بولاية الجلفة على إعطاء إشارة إطلاق تجسيده، إلى تعزيز مساهمة هذا الفضاء الهام والشاسع في تنويع الاقتصاد الوطني, في إطار مقاربة ايكولوجية و تنموية.
وسيتم, في مرحلة أولى، في آفاق 2026 غرس مساحات قوامها 400 ألف هكتار ثم 600 ألف هكتار بنهاية 2030.
وبهذا، سيتم رفع مساحة السد الاخضر، الذي صار بمثابة “مشروع وطني استراتيجي” حسب اهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بمليون هكتار حيث ستنتقل من 3,7 مليون هكتار حاليا الى 4,7 مليون هكتار عبر 13 ولاية سهبية.
وفي إطار المسعى الجديد الذي جاء به رئيس الجمهورية منذ سنة 2020, سيتم ادخال اصناف جديدة للأشجار على غرار الفستق الحلبي و اللوز والأرقان والزيتون وغيرها، لدورها البيئي و خاصة الاقتصادي الهام.
وجرى إسناد هذا المشروع، في شطره الأول، إلى المكتب الوطني للدراسات الخاصة بالتنمية الريفية Bneder وكذا مجمع الهندسة الريفية، مع إنشاء منصة تفاعلية و وضع مخطط رصد وتقييم للمشروع يسمح بالمتابعة الآنية له.
كما سيساهم في تأهيل وتوسيع السد الاخضر -الذي يعود الانطلاق فيه إلى بداية السبعينات كأهم مشاريع التشجير في إفريقيا- المؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة في إطار المناولة.
وترمي المقاربة الجديدة لتعزيز غرس الأصناف العلفية والرعوية لزيادة وحدات الرعي مع إنشاء شرائط غابية على طول الطرق وأحزمة خضراء حول المناطق المأهولة لاستغلال إنتاجها من طرف الساكنة المحلية، في الوقت الذي ستمس فيه الأشغال صيانة مساحات الحلفاء.
كما يتعلق الأمر بالحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال إنشاء المحميات ومنشآت الحفاظ على المياه والتربة، إلى جانب وضع الهياكل المائية و المراعي تحت الحماية وفتحها لفائدة الموالين.
وبولاية الجلفة، التي تعد “قلب السد الاخضر”، خصصت 70 هكتار سيتم تشجيرها بأصناف متنوعة كالبطم الاطلسي و الخروب و الزيتون و الارقان و اللوز والصنوبر الحلبي والسرو.
ويشرف على المشروع بالولاية كل من وزارة الفلاحة والمديرية العامة للغابات ومحافظة الغابات للولاية.
وتقدر مدة تجسيد العملية بـ 36 شهرا وفق المعلومات المقدمة على هامش إعطاء إشارة إطلاق أعمال الغرس.
تدشين مركزا لمكافحة السرطان بالجلفة
أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تدشين مركز مكافحة السرطان “المجاهد العقيد أحمد بن شريف”، في إطار زيارة العمل والتفقد لولاية الجلفة.
استمع الرئيس تبون إلى شروحات وافية حول هذا المشروع الحيوي الذي أنجز على مساحة تقارب الـ5 هكتارات وبتكلفة تتجاوز 6 مليار دج.
وتتوفر هذه المنشأة الصحية على أحدث التجهيزات الطبية بنظام رقمي متطور وعدة مرافق صحية مؤطرة من طرف طاقم طبي ذي كفاءة عالية، حيث من شأنه أن يغطي حاجيات سكان الولاية ومختلف المناطق المجاورة.
ويعد هذا المركز الاستشفائي تجسيدا لأحد إلتزامات رئيس الجمهورية أمام ساكنة الولاية خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019.
وقد أسند إنجاز المشروع إلى شركة “كوسيدار” في أكتوبر 2020 لتنطلق الأشغال في مارس 2021 وتم استلامه قبل الآجال المحددة للإنجاز وذلك في شهر يوليو الماضي، حيث سيتم تجهيزه قريبا بثلاث مسرعات رصد لها غلاف مالي بقيمة 2.7 مليار دج.
وتقدر طاقة استيعاب هذا المركز بـ 120 سريرا ويشرف على سيره وتأطيره 70 طبيبا و 15 أخصائيا فيزيائيا و 250 من السلك شبه الطبي.
ويضمن هذا المرفق تقديم حصص علاجية لـ150 مريضا يوميا ونفس العدد من الفحوصات اليومية, كما يتراوح معدل إجراء العمليات الجراحية ما بين 10 و 20 عملية يوميا.
ويضم المركز عدة مصالح استشفائية تخص العلاج بالأشعة والمعالجة الكثبية (CURIETHERAPIE) ومصلحة التصوير بالوميض (SCINTIGRAPHIE) ومصلحة تحليل الأشعة السينية (RADIO ANALYSE ) ومصلحة المعالجة الكثبية الايضية.
كما يتوفر على صيدلية مركزية وجناح للعمليات الجراحية ومصلحة للإنعاش وأسرة للطب النووي، بالإضافة إلى مصلحة الأورام للكبار وأخرى للأطفال.
يذكر أن هذا المركز قد دخل حيز الخدمة بالموازاة مع تدشينه وشرع في استقبال الدفعات الأولى من المرضى الذين توجهوا بالشكر إلى رئيس الجمهورية على إنشاء هذه المؤسسة التي من شأنها التخفيف من عناء تنقل المرضى ومرافقيهم إلى المراكز المتواجدة بكل من البليدة والجزائر العاصمة.
ق.و