اهتز مجددا عرش رئيس الرابطة الوطنية عبد الكريم مدوار، إثر القرار الذي اتخذه في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، والقاضي بتأجيل لقاء اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل لحساب الجولة الـ13 من الرابطة الوطنية المحترفة موبيليس لموعد لاحق، قبل برمجته يوم الجمعة القادم، على إثر الجدل الذي أحدثته هذه المواجهة ورفض رئيس “الكناري” شريف ملال تأخيرها بيوم واحد (كانت مقررة أمس الثلاثاء)، مهددا بمقاطعتها، ليخضع في الأخير مسؤولو الهيئة لمطالب ملال، في حلقة جديدة من مسلسل التسيير “العبثي” للهيئة الكروية، وسط مطالبات كثيرة بتقديم مكتبها وعلى رأسه عبد الكريم مدوار الاستقالة.
وواصلت الرابطة جدلها الواسع و”مهازلها” حسب تعبير الكثير من المتتبعين، بعدما تراجعت عن قرارها مجددا ضاربة عرض الحائط ما أعلتن عنه في وقت سابق، وتكون البرمجة محور الجدل كالعادة، حيث قرّرت تأجيل مباراة الاتحاد والشبيبة لموعد لاحق لم تحدّده بعد، ليفتح مدوار الباب مجددا على مصراعيه للانتقادات من كل جانب، خاصة المختصين الذين أكدوا أن المكتب الحالي للرابطة، هو الأضعف على الإطلاق، خاصة وأن قضية اللقاء المذكور ليست الأولى ولن تكون الأخيرة حسب الكثيرين.
البداية كانت بقضايا بلوزداد، القبة، الحراش وعنابة
ولم يكن طريق مدوار مفروشا بالورود منذ البداية، فبعد أيام قليلة من تعيينه على رأس الرابطة، واجه قضية شائكة تتعلق بالديون العالقة للأندية وعلى رأسها شباب بلوزداد الذي تم معاقبته بخصم ثلاث نقاط إثر عدم تسوية ديون لاعبيه العالقة ما أدى إلى حرمانه من الإجازات في حادثة مباراة جمعية عين مليلة الشهرية، وهي نفس القضية التي واجهته مع رائد القبة واتحاد الحراش واتحاد عنابة، إلا أن المفارقة في هذا الأخير الذي منح مهلة إضافية عكس باقي الفريق لفتح باب الانتقادات والتأويلات في وجه مدوار ويتصاعد الضغط عليه وسط خلافات حادة بينه وبين مجموعة من رؤساء الأندية.
تأجيل الجولة 12 في آخر لحظة وسخط كبير من الرؤساء
وقبل حادثة مباراة “سوسطارة” و”الكناري”، كان مدوار أمام اختبار آخر، ويتعلق الأمر بمواجهة مولودية الجزائر وشبيبة الساورة لحساب الجولة الـ12 من الرابطة الأولى موبيليس، أين رفضت الرابطة تأجيل اللقاء الذي كان مقررا الجمعة 26 من الشهر الماضي، بالرغم من الحجج التي قدمتها إدارة مولودية العاصمة بسبب تعرض اللاعبين للإصابة خلال لقاء أهلي برج بوعريريج وما نجم عنه من أحداث، ثم مثول اللاعبين والطاقم الفني أمام وكيل الجمهورية يوم واحد قبل اللقاء، قبل أن تعلن هيئة البرمجة عن تأجيل الجولة برمّتها يوم الخميس، أي قبل 24 ساعة من المواجهات، وهو ما أغضب كثيرا رؤساء الأندية خاصة الذين كانوا قد تنقلوا إلى مختلف الملاعب، واصفين القرار بأنه خضوع للضغوطات التي وصلته، قبل أن تعلن مصادر أن مدوار قام بهذه الخطوة لـ”حفظ ماء الوجه” بسبب قضية مباراة “العميد” مضطرا لتأجيل جميع اللقاءات.
العقوبات وسياسة الكيل بمكيالين
وفي شأن متصل أيضا يخص تسيير الرابطة، لم تكن لجنة العقوبات التابعة لها بمنأى عن “الصراع” والانتقادات، وذلك في ظل مجموعة من القرارات والعقوبات التي تسلطها على الأندية، وسياسة الكيل بمكايلين التي تنتجها وكذا الدّوس على القوانين بشكل مفضوح، وآخرها ما صدر عنها بخصوص قضية ملعب 20 أوت ببرج بوعرريج الذي احتضن مواجهة الأهلي المحلي ومولودية الجزائر، إثر تعرض لاعبي هذا الأخير لاعتداءات وسط اجتياح لأرضية الميدان، فيما اكتفت اللجنة بمعاقبة الفريق بأربع لقاءات دون جمهور متجاهلة المادة 70، وغيرها من القرارات التي أحدثت زوبعة كبيرة في أوساط الشارع الرياضي.
الأصوات تتعالى لاستقالة مدوار والأخير يرفض
ويبدو أن قضية مباراة الاتحاد والشبيبة وما نجم عنها من قرارات، كان وقعها كبيرا على الرابطة وبالأخص مدوار الذي وجد نفسه أمام سيل من الانتقادات، فبعدما أكد على لعب المواجهة أمس الثلاثاء تراجع في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين معلنا عن تأجيل اللقاء إلى موعد لاحق قبل الإعلان أمس عن برمجتها هذا الجمعة، لترتفع الأصوات المنادية بضرورة انسحابه من الرئاسة عقب فشله في التسيير وما نجمت عنه فوضى البرمجة، إلا أنه قرر المواصلة مؤكدا أنه سيتمر في منصبه ولن يستقيل بعد أربعة أشهر فقط من توليه زمام الرابطة.
عادل.ب