الجمعة , سبتمبر 20 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / الدكتور بوجمعة رضوان جامعي وصحفي سابق لـ " الجزائر " ::
“الرداءة المسجلة في الكاميرا الخفية لا بجب أن تكون الشجرة التي تخفي الغابة “

الدكتور بوجمعة رضوان جامعي وصحفي سابق لـ " الجزائر " ::
“الرداءة المسجلة في الكاميرا الخفية لا بجب أن تكون الشجرة التي تخفي الغابة “


كيف تقيمون برامج الكاميرا المخفية التي بثت بكثرة خلال شهر رمضان عبر مختلف القنوات الجزائرية؟
أعتقد أنه من غير الموضوعي تقييم الرداءة المسجلة في بعض برامج الكاميرا الخفية خارج الأزمة الشاملة التي تعرفها الممارسة المهنية في الجزائر. وهي أزمة متعددة الأبعاد وموجودة على عدة أصعدة ومستويات لذلك الرداءة المسجلة في الكاميرا الخفية لا بجب أن تكون الشجرة التي تخفي الغابة.

كيف تلقيتم المقلب المثير للجدل الذي وقع ضحيته الروائي رشيد بوجدرة على قناة النهار ؟

شاهدت المقلب الذي وضع للروائي رشيد بوجدرة وهو مقلب رديء وغير مهني وغير أخلاقي مهين لشخص بوجدرة و للمهنة الصحفية و لصورة الجزائر ككل غير أنني لم افهم كيف يقبل هذا الروائي أن يهان بهذه الدرجة كان يقبل الدعوة أصلا من قناة يقول هو وأصدقاءه والمدافعون عنه أنها رديئة وكيف يقبل أن يجيب عن أسئلة على علاقة بالمعتقد وحرية المعتقد وأن يقبل بالتعبير عن أشياء خاصة بين العبد وربه وهو المعروف من أشد المدافعين عن فصل الدين عن الدولة وعن فصل الفضاء الديني عن الفضاء العمومي.

لماذا في رأيكم تم تحميل كل هذا الكم من العنف في برامج الكاميرا مخفية ؟

لا يمكن فصل العنف الموجود في الفضاء العام في الجزائر ككل عن العنف الموجود في الإعلام وفي السياسة وفي الثقافة وفي الاقتصاد. العنف الاجتماعي ظاهرة متأصلة في المجتمع الجزائري لأسباب أنثروبولوجية وتاريخية وسياسية واجتماعية. وما لا أفهمه هو محاولة اختصار العنف الرمزي المتفشي في الإعلام الجزائري في الكاميرا الخفية.

وما هو السبب الذي أصبح يدفع مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية لاستقطاب المشاهد الجزائري بالكاميرا كاشي ؟
التسابق على الكاميرا الخفية هو جزء من ظاهرة عامة وهي انحراف الإعلام في الجزائر نحو الإثارة والتسابق على رفع نسب المشاهدة للاستفادة من الريع الإشهاري وهو انحراف ينتج منذ سنوات عديدة الكراهية والشتم والقذف والسب الكراهية والعنصرية ومعاداة الآخر وغيرها من انحرافات الكراهية ضد المسيحي وضد اليهودي و ضد الزنجي و ضد الأجنبي الإفريقي و التمييز ضد المرأة و تنميط صورتها و غيرها مِن الكوارث المخالفة للحد الأدنى من أخلاقيات المهنة وقواعدها و للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

هل تأخرت سلطة الضبط للسمعي البصري في إنذار القنوات التي بثت كاميرا كاشي تحمل مضامين عنيفة ؟
من الصعب تحميل هذه السلطة أكثر مما تتحمل خاصة وأن علاقتها بالوزير المقال ” حميد قرين ” لم تكن واضحة وكل المؤشرات كانت تبين أن الوزير كان لا يفرق بين الضبط الإعلامي والرقابة على وسائل الإعلام ما يعاب على السلطات العمومية ككل عدم الجدية في تنظيم القطاع الإعلامي ككل. لأنها قنوات جزائرية المضمون بقوانين أجنبية وغير معتمدة رغم مرور ثلاثة سنوات على صدور قانون السمعي بصري وخمس سنوات على صدور قانون الإعلام وأكثر من سنة من تنصيب سلطة ضبط السمعي بصري في تشكيلتها الحالية لم ينطلق مسار تطبيق القانون حيث أبقى الجزائر في وضع غريب. قنوات تدفع ملايين الدولارات كحقوق بث لشركات أجنبية ولا نعرف مصدر هذه الأموال و طرق خروجها ولا نعرف ما هي الشبكات التي تحميها وتدافع عن هذا الوضع الذي تخسر فيه الجزائر كل شيء أموال الجباية وحقوق البث وصورة بلد ككل والذي لا تقدر بثمن. ثم أنه من الضروري الحديث على كل سلبيات القطاع بما فيه الإعلام السمعي بصري العمومي الذي يمارس دعاية بدائية وهو كذلك كثيرا ما أنتج خطاب كراهية ضد كل من لا يوافق خطاب السلطة الحاكمة وأحد أبشع هذه الصور ما قام به التلفزيون الجزائري يوم 14جوان 2001 من تغطية لمسيرة العاصمة ومن خطاب كراهية ضد سكان منطقة القبائل وكان من الواجب ذلك اليوم أن يقال مدير التلفزيون وأن يتابع بتهمة الخيانة العظمى وتهديد الوحدة الوطنية عِوَض ترقيته بوضعه كسفير لتمثيل الجزائر في الخارج.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super