الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / بالإعتماد على إمكانياتها الطبيعية الهائلة:
الرهان على الطاقات المتجددة.. الجزائر تواصل الإهتمام بالطاقة الشمسية

بالإعتماد على إمكانياتها الطبيعية الهائلة:
الرهان على الطاقات المتجددة.. الجزائر تواصل الإهتمام بالطاقة الشمسية

يتزايد اهتمام الجزائر بالطاقات المتجددة كبديل آمن للطاقات التقليدية ولتحقيق مزيج مستدام بين هذه الطاقات، تقليدية ومتجددة لمواجهة الطلب الداخلي المتزايد والرفع من حصص التصدير ومواكبة التطورات العالمية التي تعرف من حين لآخر أزمات طاقوية.
ولتحقيق هذه المعادلة، تركز الجزائر على مشاريع الطاقة الشمسية والكهروضوئية، وطاقة الرياح، للرفع من إنتاج الكهرباء والاستفادة من التصدير بشكل أكبر، لاسيما مع ارتفاع الأسعار في السوق العالمية وتزايد الطلب العالمي، وبالنظر للتقلبات التي يعرفها العالم وما يترتب عنها من أزمات لاسيما في هذا المجال.
وتعمل الجزائر ضمن إستراتيجية تطوير الطاقات المتجدّدة، على تثمين الموارد الدائمة مثل الطاقة الشمسية، واستغلالها في تنويع مصادر الطاقة التي تعتبر عاملا أساسيا في برنامج الأمن الطاقوي الذي من شأنه جعل الجزائر أقوى طاقويا، خاصة أنها تمتلك إمكانات طبيعية تساعدها على تطوير هذه الطاقات، فمعدل الإشعاع الشمسي في أنحاء الجزائر يتراوح ما بين 2000 و3900 ساعة سنويًا.
ويرى خبراء أنه رغم هذه الإمكانيات لا تزال الجزائر تعتمد بشكل كبير على الطاقات الأحفورية، وعليها أن تسارع في خطواتها نحو الانتقال الطاقوي الذي أكد بخصوصه وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب بأن “الجزائر بدأت في تحقيقه بشكل تدريجي ومسؤول عبر الاعتماد على مزيج طاقوي يحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة”.
وبالعودة إلى الإحصائيات الخاصة بسعة الطاقات المتجددة، فحسب آخر تقرير لمحافظة الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية حول “حصيلة سعة الطاقات المتجددة المركبة إلى نهاية ديسمبر 2021″، فإن “سعة الطاقات المتجددة المركبة بلغت إلى نهاية 2021، مع الأخذ في الحسبان جميع المشاريع الموصلة وغير المتصلة بالشبكة 567,1 ميغاواط منها 438,2 ميغاواط خارج الطاقة الكهرومائية، وعليه فهناك 27,6 ميغاواط من المنشآت الجديدة للطاقة المتجددة أي بنمو يقارب “+7″ بالمائة مقارنة بتلك المسجلة إلى نهاية شهر ديسمبر 2019”.
وتقدر منشآت الطاقة المتجددة الموصولة بالشبكة -باستثناء الطاقة الكهرومائية- بـ401,3 ميغاواط منها 12 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تم تركيبها في سنة 2021 لتهجين محطات الطاقة الحرارية في الجنوب الكبير.
وبحسب نوع الطاقات المتجددة، فإن الحظيرة الجزائرية إلى نهاية ديسمبر 2021 تسيطر عليها “إلى حد كبير” الطاقة الشمسية الكهروضوئية الموصلة بالشبكة.
وتعد الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تمثل 92 بالمئة من الطاقات المتجددة، خارج الطاقة الكهرومائية المصدر الأول لإنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة المتجددة بـ84 بالمئة متصلة بالشبكة و8 بالمئة خارج الشبكة، وتمثل الطاقة الحرارية الشمسية (CSP) والرياح 6 بالمائة و2 بالمائة على التوالي من مصادر الطاقة المتجددة باستثناء الطاقة الكهرومائية.

مشاريع واتفاقيات لتزويد المؤسسات والهياكل بمحطات وأنظمة للطاقة الشمسية
نجحت الجزائر في مشاريع تزويد العديد من المؤسسات العمومية، من وزارات وهياكل إدارية ومؤسسات تربوية ومساجد وحتى سكنات بأنظمة شمسية، حيث تكفلت كل من شركتي سوناطراك وسونلغاز بمشاريع لتزويد العديد من المناطق والمؤسسات بمحطات وأنظمة شمسية لتوليد الكهرباء.
كما وقعت العديد من الوزارات اتفاقيات في هذا الشأن، ونذكر منها اتفاقية تتعلق بتزويد المساجد والمدارس القرآنية والزوايا بسخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية وتركيبها، وتجهيز أزيد من 840 مدرسة.
مع تزويد العديد من مقرات هيئات بمحطات لتوليد الطاقة الشمسية، ومنها مقر المجلس الوطني الإقتصادي والإجتماعي والبيئي.

مشروع سولار 1000 ميغاواط
وبهدف تحقيق المزيد من الإنتاج وتطوير استغلال الطاقات المتجددة وخاصة منها الشمسية، عملت الجزائر على إطلاق مناقصات وطنية ودولية بهدف انجاز مشاريع ضخمة تصب في هذا الاتجاه، ومنها مشروع “سولار 1000 ميغاواط” الذي يتضمن تأسيس مجموعة من الشركات، تتولى تنفيذ محطات شمسية كهروضوئية بقدرة إجمالية تقدر بـ1000 ميغاواط، تُوزع على 5 ولايات جنوبية، إذ تكون حصة كل ولاية بين 50 و300 ميغاواط.
وتحدّدت الولايات الـ5 التي ستشهد محطات المشروع، وهي ورقلة وبشار والوادي وتقرت والأغواط، إذ قسّم المشروع إجمالي إنتاج كل محافظة على النحو التالي، إنتاج 50 ميغاواط في ولاية بشار، إنتاج 100 ميغاواط في ولاية ورقلة، إنتاج 250 ميغاواط في ولاية توقرت.
ويندرج في إطار انجاز البرنامج الوطني للطاقات المتجددة الذي يطمح إلى تركيب 15.000 ميغاواط من المصادر المتجددة بحلول سنة 2035.
وقد كان إسماعيل موقاري، مدير شركة”شمس” للطاقة المتجددة، المسؤولة عن إعداد ومعالجة الإعلان عن المناقصة الخاصة بهذا المشروع، قد صرح في جويلية الماضي، للإذاعة الوطنية، أنه “سيتم إنتاج أول كمية من الكيلوواط ساعي من الطاقة الكهروضوئية من مشروع “سولار 1000 ميغاواط” في غضون نهاية 2023″.

إنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية عبر 11 ولاية
بالإضافة إلى مشروع “سولار1000 ميغاواط”، أطلق مجمع “سونلغاز” مناقصة وطنية ودولية لإنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية موزعة على 11 ولاية بالجنوب والهضاب العليا، بقدرة إنتاج تتراوح ما بين 80 و220 ميغاواط بطاقة إجمالية تبلغ 2000 ميغاواط.
وبحسب بيان للمجمع، فإن هذا المشروع واسع النطاق، هو الأول من نوعه في مجال الطاقات المتجددة، وهو المشروع الذي “سيسمح بتجسيد برنامج التحول الطاقوي للجزائر والدخول في عهد جديد للطاقات النظيفة والمستدامة”.
ووفق البيان فالمناقصة تتمثل في إنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاج تتراوح ما بين 80 و 220 ميغاواط بطاقة إجمالية تبلغ 2000 ميغاواط، موزعة على 11 ولاية من الجنوب والهضاب العليا، ومن المقرر أن يتم تقديم العروض وفتح الأظرفة بتاريخ 29 ماي المقبل.

الخبير الطاقوي، أحمد طرطار:
“الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو الإنتقال الطاقوي السلس”
اعتبر الخبير الطاقوي، أحمد طرطار، أن “الجزائر تسير بخطى ثابتة وواعدة نحو الانتقال الطاقوي السلس الذي رسمته، ومن شأنه أن تصل به إلى منتجات جديدة مرموقة في سياق أولا تعاملها مع شركاء أجانب مرموقين، واستيعابها لتكنولوجيا وكذلك للخبرات المتأتية من عند الشركاء، خاصة مع الاتحاد الأوروبي الذي أبدى المسؤولون فيه رغبتهم للتعاون مع الجزائر في هذا المجال”.
وأضاف طرطار في تصريح لـ”الجزائر” أن “هناك آفاقا كبيرة في الجزائر لتطوير الطاقات المتجددة من خلال هذه الإستراتيجية الواعدة”، مبينا بخصوص إنتاج الطاقة الشمسية، أنها بدأت سنة 2013 وهي تنتشر شيئا فشيئا في المناطق الصحراوية بشكل مكثف، حيث تم تركيب محطات واعدة على مستوى ولاية أدرار، وبرنامج “سولار 1000ميغاواط” الذي هو الآن قيد التتويج.
وأكد الخبير الطاقوي أن هذه المشاريع والبرامج من شأنها أن تعطي دفعا إيجابيا لاستخدامات الطاقات المتجددة كبديلة عن الطاقات الأحفورية وفي سياق سعي الجزائر وانخراطها مع مجهودات الأمم المتحدة لإيجاد بيئة خالية من الإنبعاثات نتيجة تأثيراتها السلبية على البيئة.
كما ذكر طرطار بالمناقصة الدولية التي تم إقرارها مؤخرا، لانجاز 15 محطة للطاقة الشمسية، تستفيد منها 11 ولاية، مؤكدا أنه من شأنها أن تشكل بديلا للمحطات القديمة وتعطي أفضلية لجلب وتصنيع السيارات الكهربائية، واعتبر أنه يمثل تتويجا لهذه الإستراتيجية.
وعدد الخبير الطاقوي فوائد التحول نحو الطاقات المتجددة، ومنها السماح بالعيش في بيئة نظيفة خالية من الانبعاثات، كما أنها تسمح بالانتقال إلى بدائل أخرى للطاقة أقل تكلفة وتأثيرات وأقل انعكاسات سلبية على الحياة البشرية والكائنات الأخرى.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super