اعتبر الروائي واسيني الأعرج أن كتابة الرواية التاريخيّة من أصعب أشكال الكتابة، وتعود صعوبتها إلى أنَّ المادة التاريخيّة تحتاج جهدا كبيرا في تحقيق موثوقيتها، وهذا لن يتم إلا بعد قراءة هذه المادة.
وأضاف: تساءل هل هو التاريخ الحقيقي فعلاً، أم هو ما كتبه المسؤول الكبير؟، ففي كل حادثة أجمع بين الروايات، الرسميّة منها والغربيّة والشعبيّة، حتى أكوّن منظوراً شخصياً خاصاً بي، وأستطيع من خلاله أن أقول إنني وصلت إلى الحقيقة التي تساعدني في النص، لكن في الوقت نفسه دون أن أدعي أنَّها الحقيقة المطلقة.
الأعرج وفي حوار له مع إحدى الصحف الإماراتية، قال بأن مسألة الهويّة لا تكتفي بالانتماء للأرض فحسب مثلاً، لأنّها تحتوي على بشر آخرين غير منتمين للجنسية نفسها، ولا الانتماء لثقافة لأن هذه الثقافة متاحة للجميع أيضاً، وهناك عناصر دوماً خفيّة في كل هويّة.
وعن مشاركته في الحراك الشعبي، قال صاحب رواية “مملكة الفراشة” أنا آتي مع زوجتي كل يوم خميس لنشارك في الحراك طوال يوم الجمعة ونعود الساعة 11 ليلا إلى باريس مرة أخرى، وأكرر هذا أسبوعيا، وفي كل جمعة ينزل إلى الشوارع نحو 20 مليونا، أي ما يعنى نصف سكان البلد، ورغم الصورة المشهورة عن شعب الجزائر من تهور وميل للعنف، فإنَّهم ينزلون إلى الشوارع بشكل حضاري دون قطرة دم سالت ولا سيارة أحرقت.
أما الرئيس بوتفليقة، فأنا واحد من الذين انتخبوه وكنت أتوقّع ذلك الإنسان الذكي الذي يملك تاريخا وشارك في الثورة ويتحدث 4 لغات ويعتبر أصغر وزير خارجية في وقته، أن يستجيب لخطاب الشعب، لكنه بعد 10 سنوات من السلطة عدّل الدستور وفعل مثل الآخرين، وهو في النهاية رئيس لم يتحدث إلى شعبه لمدة عهدة كاملة، 5 سنوات كاملة لم يتحدث بكلمة يا أخي هذا كيف يسير ببلد؟.