اتهم الرائد لخضر بورقعة قائد الولاية الرابعة في حرب التحرير، السعودية بمحاولة تفجير الوضع في لبنان خدمة لمصالح غربية في الشرق الأوسط.
وتقف الجزائر على مسافة واحدة من كل أطراف الصراع في لبنان، عملا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتحوم شكوك كثيرة بقرب انفجار الوضع في المنطقة.
ثمة شبه إجماع لدى المستشرقين والمحللين المتابعين لشؤون الشرق الأوسط، أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وإعلانها من الرياض، في 4 نوفمبرهما نذير مرحلة جديدة عاصفة في الشرق الأوسط.
ويرى البعض منهم أن الشرق الأوسط متجه إلى تحولات حادة ومؤلمة، بل هو معرض لإعادة التشكل من جديد.
وتناقلت وكالات الأنباء العالمية الحدث بخلفيات متباينة كل حسب إديولوجيته ومصالحه، وتوقعت المواقع والصحف الروسية أن الاستقالة هي جزء من “الإنقلاب الزاحف”، الذي يقوم به ولي العهد السعودي
الأمير محمد بن سلمان كما قالت صحيفة “الكريملن”.
وتقول الصحيفة إن الحريري “هرب من لبنان إلى السعودية” كي لا يواجه المصير الذي لقيه والده في العام 2005.
والمعلومات عن محاولة اغتياله من المحتمل أن يكون قد تلقاها من السعوديين، الذين بدورهم تلقوها من الأميركيين أو حتى من أطراف من الكيان الصهيوني، “إذا كانت مثل هذه المعلومات موجودة في الأصل”.
وترى الصحيفة أن الوضع في لبنان سيعاد تشكيله لمصلحة روسيا وإيران، أما المصالح السعودية فستضيع تدريجاً .
ويتوقع محللون للوضع أن”استقالة الحريري قد تفجر الشرق الأوسط”، لأن الحريري لم ينجح تماماً في تنفيذ المهمات الملقاة على عاتقه، ولم يبرر الآمال السعودية المعقودة عليه في مواجهة حزب الله. إلا أنه كما يبدو، نجح الآن في لعب الدور المرسوم له، وأثار أزمة سياسية داخلية في لبنان، واتهم إيران وحزب الله بنشر الصراعات في العالم كله”.
وقد تتحول هذه الاتهامات إلى بداية حملة مكثفة ضد إيران، “وليس بالضرورة أن تكون دعائية فحسب”.
فالولايات المتحدة والسعودية والكيان الصهيوني ينتظرون منذ زمن طويل حجة للحد من النفوذ المتزايد لطهران وحزب الله، وتوجيه ضربة لهما، وفق الصحيفة.
ونقلت “الغارديان” البريطانية أن القيادة السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني أصبحت أكثر تأكداً أنَّ ثمة حرباً وشيكة ستندلع مع حزب الله، وذلك رغم تكرار التحذيرات من أن وقوع حرب ثالثة في لبنان ينبئ بأنه سيحمل سيناريوهات أكثر خطورة ودموية بالمقارنة بحرب 2006.
وتواجه لبنان تجاذبات قوية داخل منظومة الحكم، إذ يقف سعد الحريري المدعوم من السعودية في مواجهة حزب الله الذي تدعمه إيران في حلبة صراع كان قد فصل فيها اتفاق الطائف في السعودية سنة 1989.
وتتبادل السعودية وإيران، أصابع الاتهام فبينما يتهم حزب الله السعودية ومن معها بخدمة أجندات غربية لمصلحة الكيان الصهيوني، تقف السعودية متهمة أيضا حزب الله بمحاولة منه لزعزعة المنطقة لصالح إيران.
وتتابع الجزائر التحولات في المنطقة عن كثب، وتراقب ما يجري وتقف على نفس المسافة من جميع الأطراف، على الرغم من عدم صدور أي بيان عن الخارجية الجزائرية لحد الآن.
وتفضل الخارجية الجزائرية كعادتها المحافظة على سياسة الحياد في كل النزاعات الإقليمية لاسيما المتعلقة منها بالدول الشقيقة.
وسبق لوزير الخارجية الأسبق رمطان لعمامرة أن كشف عن موقف الجزائر الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة، معتبراً أن حزب الله هو جزء من المكون الداخلي للبنان، وأنه جزء أيضاً من الترتيبات التي تضمنها اتفاق الطائف سنة 1989، وأن الفصل في مثل هذا الموضوع يعود إلى اللبنانيين أنفسهم، ولا يمكن البت فيه إلا في إطار سيادة لبنان.
وأضاف في تصريحات صحافية سابقة أن حزب الله حركة سياسية وعسكرية تعتبر عنصراً فاعلاً على الساحة السياسية الداخلية لبلد شقيق وهو لبنان، وأنه علينا أن نحترم دستور لبنان، والترتيبات التي يتم على أساسها التعايش في هذا البلد، مشدداً على أن الجزائر تعتمد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.
الرائد لخضر بورقعة:
“السعودية المتهم الأول بتمويل الحرب في لبنان والجزائر لاتزال مهددة”
كشف الرائد لخضر بورقعة أحد قياديي الولاية التاريخية الرابعة، المدافع عن القومية العربية، والذي زار لبنان وسوريا بمناسبة انعقاد المؤتمر القومي العربي يومي 12 و13 ماي الفارط، والتقى كبار الشخصيات بلبنان إضافة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، أن كل المحللين والسياسيين يروجون لفكرة الحرب الوشيكة في لبنان، وأن الحقيقة هي أن لبنان ما هي إلا قنبلة موقوتة بالمنطقة بأكملها منذ وعد بلفور المشؤوم.
فالإستراتيجية الصهيونية تريد لبنانا قابلا للانفجار في أية لحظة، والأردن درعا واقيا للكيان الصهيوني.
وفعلا فقد تمكن الكيان الصهيوني من تنفيذ مخططه بزعزعة لبنان وجعل الأردن حامية للكيان الصهيوني.
وكشف الرائد بورقعة أنه في حال وقوع حرب، فإن الشي الجديد هو اصطفاف جيوش دول عربية إلى جانب الكيان الصهيوني لمحاربة دول مثل سوريا واليمن وحزب الله، وهذه الدول التي تدعم الوجود الصهيوني في المنطقة معروفة منذ حرب 67 وهي السعودية والإمارات والأردن.
وأضاف المتحدث أن استقالة الحريري كانت تنفيذا لأوامر سعودية، تريد بها الضغط على لبنان أو تفجير المنطقة بأكملها.
وانتقد الرائد بورقعة تأويلات بعض المحللين الذين يعلقون على ما يجري في المنطقة بصراع الشيعة والسنة، مذكرا بتواطئ العربية السعودية مع الكيان الصهيوني منذ ستينيات القرن الماضي، والنظام السعودي اليوم أحد أكبر المتحالفين مع الأمريكيين والصهاينة في المنطقة ضد القومية العربية.
وأضاف أنه من حق إيران حماية مصالحها في كل مكان، وأن حزب الله اللبناني من حقه أن يتحالف مع غيره ليضمن بقاءه ضد التهديدات السعودية والصهيونية المتحالفة في المنطقة، وأن قوة حزب الله قد تمكنت من رد الاعتبار للشعوب العربية كلها ضد الكيان الصهيوني.
وأردف الرائد بورقعة أن الشعب اللبناني قد فهم ما يجري فعلا، وأن الحكومة اللبنانية تسابق الزمن للتحكم في الأمور لمنع أي انفلات في الأوضاع.
وكشف المتحدث أن ما يجري في المشرق العربي يجعل المغرب العربي غير بعيد عن الأزمات، وأنه يتم حاليا تحييد المغربي العربي عن مشرقه.
“حديث أويحيى عن تدمير ليبيا وسوريا دعاية إنتخابية”
انتقد قائد الولاية التاريخية الرابعة خلال حرب التحرير دخول الوزير الأول أحمد أويحيى على الخط لانتقاد دول عربية ساهمت -حسبه- في تفجير الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن .
واستنكر المتحدث اختيار أويحيى هذا الوقت بالذات ليكشف هذه المخططات التي تجاوزها الزمن حاليا، بعد أن تم تدمير هذه الدول الشقيقة والقضاء على بناها التحتية.
واتهم بورقعة الوزير الأول أحمد أويحيي، بالسعي للترويج لحزبه في حملته الانتخابية، لأنه لم يكلف نفسه عناء تعزية هذه الشعوب في مصابها قبل اليوم. لذلك فان انتقاده لهذه الدول التي تمول الفتنة لا يعتبر إلا استغلالا مشينا لمآسيها.
وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد اتهم أول أمس دولا عربية وصفها بالشقيقة بأنها وراء الفوضى التي تمس بعض الأقطار العربية الجارة كليبيا وسوريا واليمن دون أن يحدد هوية هذه الدول الممولة.
وذكر أويحيي أن هذه الدول قد أنفقت 130 مليار دولار من أجل تدمير هذه الأقطار.
رفيقة معريش