• الوزير الأول أحمد أويحيى لا يزال متمسكا باعتذاره للسعودية في قضية “التيفو”
تواصل المملكة السعودية إرسال كبار مسؤوليها للقاء الرئيس بوتفليقة، ما دفع البعض للتساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء رفع الرياض لوتيرة زيارات المسؤولين السعوديين إلى الجزائر في ظل تواصل تباين وجهات النظر بين الدولتين في القضايا العربية الراهنة.
جاء في بيان وكالة الأنباء الجزائرية الذي نقل اللقاء ” استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأحد بالجزائر العاصمة، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، مستشار الملك السعودي خادم الحرمين الشريفين، سلمان بن عبد العزيز آل سعود وجرى اللقاء بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى “. من دون أن يقدم معلومات إضافية حول مضمون الزيارة، ومن دون أن يصرح مستشار الديوان الملكي السعودي لوسائل الإعلام العمومية مثلما جرت العادة من كل مسؤول سامي أجنبي يستقبله الرئيس بوتفليقة. ولكن حسب بعض الصحف السعودية فإن الأمير تركي بن محمد بن فهد ” نقل خلال الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للرئيس بوتفليقة، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات “.
وقبل شهر تنقل رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلى الجزائر للقاء الرئيس بوتفليقة، وأتت الزيارة في جو دبلوماسي معكر طبعه استياء دبلوماسي سعودي من رفع جمهور ملعب فريق عين مليلة بأم البواقي خلال مباراة كروية، ” بوستار” كبير على المدرجات يظهر الملك سلمان بن عبد العزيز بنصف وجه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إشارة إلى قضية اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة لفلسطين وصمت السعودية على هذا الإجراء الأمريكي في حق القضية الفلسطينية، وكان السفير السعودي في الجزائر سامي صالح قد نشر تغريدة في موقعه على “تويتر” أكد فيها أنه ” جار التأكد من اللافتة والقيام بما يجب بشأنها “، ما دفع الوزير الأول أحمد أويحيى إلى تقديم اعتذار رسمي للسعودية باسم الجزائر حكومة وشعبا خلال استقباله رئيس مجلس الشورى السعودي، خطوة أرادت من خلالها السلطات الجزائرية تبيان نيتها في إغلاق الملف وعدم تركه للتجاذبات السياسية الضاربة للعلاقات الثنائية التي تجمعها بأكبر بلد في الخليج، في الوقت ذاته لا يزال أحمد أويحيي، يبرر اعتذار الجزائر الرسمي للسعودية بالتأكيد على أن ” القانون يجرم الإساءة للمسؤولين الأجانب، مثلما يجرم الإساءة لرموز الدولة، مشيدا بالدعم الكبير الذي لقيته القضية الجزائرية أثناء الثورة من قبل السعودية “.
وكانت العلاقات الجزائرية السعودية قد شهدت في مرحلة سابقة فتورا لافتا بسبب رفض الجزائر لمواقف وقرارات اتخذتها السعودية داخل منظومة الجامعة العربية، كعدم انخراطها في التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب ورفضها المشاركة من قبل فيما عرف بـ ” عاصفة الحزم ” في اليمن، الحرب التي تدور ليومنا هذا بين التحالف العربي بقيادة السعودية وحركة الحوثي، ووقوف الجزائر إلى جانب النظام في سوريا، إضافة إلى موقف السعودية المعاكس للمنهج الجزائري بخصوص حل قضية الصحراء الغربية.
وحسب مراقبين فإن الرياض تعمد إلى التقرب من الجزائر لتفعيل الحوار والتقليل من تقاربها مع إيران ولا يوجد أمام السعودية سوى الحوار والتفاهم ولغة التشاور، فالجزائر بالرغم من وضعها المالي الصعب لا تحتاج إلى مساعدات لإغرائها على عكس الكثير من الدول العربية، وبالتالي لا حل أمام الطرفين إلا التهدئة وفق الأطر والقنوات الدبلوماسية، وهناك عدة مؤشرات توحي بانفراج جزئي في العلاقات بين الجزائر والرياض على مستوى الملف الاقتصادي حيث أن السعودية قررت إعادة النظر في موقفها والاستجابة لرأي الجزائر فيما يخص ” خفض الإنتاج ” لمواجهة انهيار برميل النفط وهذه سياسة الجزائر داخل منظمة ” الأوبك “، وفي نفس الوقت تمكن البلدان من تطوير علاقاتهما الاقتصادية نسبيا في ظل أزمة اقتصادية مقلقة بسبب انهيار أسعار البترول في الأسواق الدولية، وفي إطار التواصل بين الدولتين أرسل الرئيس بوتفليقة في نوفمبر الماضي، وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح إلى السعودية لتسليم رسالة مكتوبة للملك سلمان بن عبد العزيز، لم يتم نشر فحواها.
إسلام.ك